Wednesday 24th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 9 ذو القعدة



مع التربويين
د, عبد الحليم بن إبراهيم العبد اللطيف *

فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وان من اجل نعم الله على
عباده ان وفق نخبة خيرة من فضلاء هذه الأمة الراشدة بتاسيس جماعات تحفيظ القرآن الكريم في
هذه البلاد الطيبة مهد الحضارة الاسلامية النيرة التي اعطت لبني الانسان الخير الكثير
والعطاء الوفير على مر العصور وتقلب الدهور، ولقد بذل هؤلاء الاخيار في تاسيس هذه الجماعات
الشيء الكثير واعطوا من فكرهم وعلمهم وخبرتهم التربوية كما اعطوا من مالهم وجهدهم ما ترجو ان
يكون كل ذلك في ميزان حسناتهم (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) بذلوا
كل ذلك طائعين ومختارين الباقي على الفاني والنفيس بدل الرخيص فكان لذلك اثره الكبير في خدمة
كتاب الله تعلماً وتعليماً وتوجيهاً فكان لذلك اثره الواضح في تربية الشباب والطلاب
واستقامتهم كما عنيت بهؤلاء الشباب عناية فائقة ومركزه تركيزاً تربوياً مميزاً وزارة الشؤون
الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وقوت من عزائمهم وشجعتهم مادياً ومعنوياً وعلى رأسها
وزيرها الكفء معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والذي عرف بتفوقه التربوي
والمعرفي وتميزه الاداري والقيادي يساعده ويعاضده في ذلك كله رجال وزارته الكرام ومسؤولو
الجماعات في المناطق، فلقد اشرفت هذه الوزارة بحق على هذه الجماعات بدقة واتقان وتوجه تربوي
صادق ولائق وفق منهاج تربوي نمير يستسقى نبعه من أوثق وأعمق المصادر التربوية المسلم بها في
دنيا الناس خاصة رجال التربية والتعليم من المسلمين، ولقد عملت هذه الوزارة ما في جهدها
مادياً وتربوياً ولا سيما ووزيرها ذو اهتمامات تربوية مسلم بها لدى التربويين واتى
بخيرالنتائج لما كان في مجال التربية والتعليم بل كان متفوقاً ومن الطراز الاول تربوياً لذا
اهتمت هذه الوزارة بمعلم القرآن اولاً ثم الطالب ثانياً واقامت المسابقات الخيرة والمفيدة
لتكريم الطلاب ورفع هممهم واهتمامهم ودفع عزائمهم نحو الحفظ والاتقان فظهر ذلك جلياً في
سلوك الطلاب ومظاهرهم ومخبرهم واسلوب حياتهم بل وتميز الكثير منهم في مدارسهم وهذه حقيقة
تربوية موثقة يعرفها رجال التربية والتعليم جيداً، ان الحديث عن القرآن الكريم ورجاله واهله
والمهتمين به شيق وممتع والحياة مع القرآن تعلماً وتعليماً وتلاوة وتدبراً نعمة لا يعرفها
الا من ذاقها وتفيأ ظلال القرآن ونهل من معينها وتذوق طعمها الأصيل وشرابها السلسبيل،
والمسلم عندما يعيش مع القرآن فإنه انما يعيش في كنف الله وفي حماه ورعايته وعنايته يقوده
هذا الجو الروحاني العطر والعبق في طريق الكمال الصاعد المتجدد يضيء له دروب حياته المعتمة
المظلمة المليئة بالاشواك والعقبات والمنغصات (اليس الله بكافٍ عبده) وانه لطبع اصيل وتوجه
تربوي نبيل ان نرى الجهات التربوية والمتخصصة وذات العلاقة ايضا تتسابق بل تتسامى في العناية
بكتاب الله تعلماً وتعليماً وتطبيقاً بحول الله، وهذا مشاهد ومحسوس وان تنظيم وزارة الشؤون
الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لمثل هذه اللقاءات والمسابقات لهو نهج حميد رشيد واسلوب
تربوي مفيد بل تربية اسلامية مثلى بل تعتبر رائدة في هذا الاتجاه السليم الكريم ان هذا
التعليم الاصيل كما يقول التربويون المسلمون وهو تعليم كتاب الله وحفظه وتجويده وهي بوزيرها
الشهم الهمام ورجالاتها الفضلاء الاجلاء اهل لهذه المسؤولية العظيمة والامانة الجسيمة، ان
اللقاءات والجلسات والمسابقات حول كتاب الله في نظر المربين المؤصلين توجه تربوي راشد ماجد،
ورافد تربوي وتعليمي معاضد ومساند له اثره البالغ في حياة الشاب المسلم فهي تبعث الأمل
وتدعو لاتقان وجودة العمل وتوقظ الحماس وتقوي الشعور وتحرك الهمم وتطرد السأم والملل والكلل
المصاحب للتعليم احياناً خاصة اذا كان المدرس غير تربوي وغير مهتم بالطرق التربوية المثلى
ذات النفع الكبير كما انها خير حاد وحافز ومشجع للدارس على التعليم الجيد وبذل اقصى الطاقات
والامكانات ونحن في تربيتنا الميدانية في التعليم العام والجامعي ايضا وما بعده نشاهد ذلك
ونوثقه ونوصي به على الدوام، ان الثواب والمكافأة والتشجيع ايا كان نوعه ايجابي في حياة ونهج
ومنهج طالب العلم والمعلم الكفء لا يهمل ذلك فالاهتمام بالناشئة والشباب خاصة وتعاهدهم
بالعناية والرعاية من افضل وانبل الطرق التربوية المسلم بها، ففيها حفز وتشجيع واعانة مثلى
على قراءة القرآن وفهمه وتجويده وتفسيره ونحن في بحوثنا ومدارسنا نؤكد كثيراً على ذلك خاصة
في مجالي الكتاب والسنة لما تشتمل عليه من مقاصد كريمة وغايات نبيلة واهداف عالية وسامية وهي
ميدان رحب وفسيح للصفوة المختارة وللنبلاء والمتميزين والمبرزين والموهوبين ان رعاية ومتابعة
امثال هؤلاء من اهم واجبات التربويين والمهتمين بشؤون الشباب والطلاب ومن خلال الدراسة
والبحث والمعايشة الميدانية غير القصيرة وضحت لي ولغيري من التربويين الحقائق الأتية:
1 - العلم عموماً لا بد من حفظ قواعده واسسه وبراهينه ونتائجه ليخرج العالم والمتعلم من
دائرة الثرثرة والانشاء والتسطيح والكلام المبعثر بدون ضابط او رابط إذ هذه صفة اصحاب الهذر
والهذيان وحفظ القرآن من السنة خير زاد لذلك التأصيل,
،2 - من ينتمون الى هذه الجماعات الخيرة يتميزون غالباً بالطبع الأصيل والتربية المثلى
والخلق
النبيل والسمت والحشمة والوقار والتوازن في السلوك والاتجاه وهذه مطالب التربويين,
،3 - هم في المدارس العامة والجامعات من المتميزين علماً وخلقاً وهذا ما نعبر عنه في تربيتنا
،(بأثر المدرس في طلابه) وقلنا هذا الاثر ذو شقين: معرفي ومسلكي، وبحمد الله يجتمع هذان
الأمران غالباً في طلاب ومنسوبي حلق تحفيظ القرآن,
،4 - حلية طالب العلم التي اكد عليها رجال التربية والتعليم والباحثون في هذا المجال تتكاثر
فيهم اكثر من غيرهم,
،5 - هذا النوع الجيد من التعليم يسميه التربويون المنصفون التعليم الاصيل او التعليم
الاساسي
وكفى بذلك شرفاً ومكرمة ومكانة مثلى,
،6 - في فصولهم العامة هم ملء السمع والبصر يشنفون الاسماع ويرققون الطباع بقراءتهم الجيدة
واصواتهم العذبة وقراءتهم الجميلة فهل يعي ذلك من يقللون من اهمية التجويد/ يا حسرة على
العباد),،
،7 - هم اقدر من غيرهم على النطق الصحيح ومتابعة دروس اللغة العربية وآدابها,
،8 - في الدروس العامة الأخرى هم اقدر من غيرهم حيث افادهم الحفظ والترويض للنفس على التحصيل
الجيد وعلى التفوق على غيرهم غالباً فالمسألة اذاً ترويض وتعويد واستثمار للطاقات الكامنة
وخير مفجر وموجه لها حفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,
،9 - اثبتت هذه الحلق ما يسمى عند التربويين (بالمدرسة ذات المعلم الواحد) فمعلم الحلق رغم
قصر وقته وضعف ما لديه احياناً يفوق غيره وبطريقة مذهلة فليست المسألة مسألة الوقت او المكان
او الامكانات او التصاميم المتلاحقة احياناً انما هي مسألة مدرس ومدرس كفء وكفى,
،10 - هذه الحلق رافد تعليمي متميز، جبر النقص وسد الخلل وعوض عن التقصير، والمدرسون
النابهون
والمخلصون المجربون يوصون - طلابهم بذلك ويؤكدون عليه,
،11 - هل هناك احد ينكر التغير المذهل والقبول الكريم في الامامة والخطابة وهذا بحث يطول
شرحه,
ختاماً اسأل الله العلي القدير ان يديم لهذه البلاد امنها وخيرها وتميزها المادي والمعرفي
وان يوفق القائمين على هذه الجماعات لما فيه الخير والصلاح داعين لكل توجه تربوي صادق
بالتسديد والرشاد والله المعين,
* كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved