لنفكر سويا سلطانة بنت عبدالعزيز السديري حفل أم بدر وبنات عبدالعزيز
|
الاحتفال معنى ورمز للذكرى لرجل عظيم ورجال شدّوا من أزره وبذلوا الروح معه في نضاله من أجل
رسالة التوحيد وارساء قواعد متينة للعمل بتعاليم الدين ونشر بذور الاخاء بين القبائل
المتفرقة والمتنافرة في هذه الجزيرة المقدسة التي تضم الحرمين الشريفين,, وقد حقق الله للملك
عبدالعزيز ورجاله الشرفاء ما أرادوا واصبحت هذه البلاد بفضل الله تنعم بالأمن والترابط بين
سكانها حتى انهم اصبحوا يتحلون بالايمان السديد والخلُق العظيم وقد قال لي اخ كريم وهو يصف
اهل الجزيرة في وقتنا الحالي: نحن قوم إذا أحببنا فنحن نحب بحياء وان غضبنا فنحن أيضاً نغضب
بحياء ولعمري ان الحياء شعبة من شعب الايمان,, وهذه حقيقة يتسم بها الشعب السعودي الذي هو
معتدل في انفعالاته، متزن وعادل في احكامه,,
وان كان عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله قد تركوا لنا تراثا عظيما فان أعظمه بالنسبة لنا هو
الأمن والخلُق القويم وخصوصا ما يتمتع به أبناؤه وبناته وزوجاته، فها نحن نشاهد الحفل الذي
أقامته أميرة الاخلاق العمة هيا بنت سعد السديري والدة صاحب السمو الملكي الامير بدر بن
عبدالعزيز وكريمات الملك عبدالعزيز لنسعد سوياً بلقاء لا بهرج فيه ولا مظاهر سطحية، بل
التفاف المحبة ولقاء الترابط الذي يضم نساءً من جميع مدن وقرى المملكة العربية السعودية
ونشعر بروح الطمأنينة التي أضفتها روح أم بدر وبنات عبدالعزيز على هذا الحفل بما يتحلين به
من اخلاق كريمة وتواضع جم,, ان جميع ما طرأ على مظاهر الحياة الحديثة لم يغير نفوسهن الكريمة
المؤمنة,, حقا إننا لم نشاهدعبدالعزيز والكثير منا لم يعش عصره ولكننا نشاهد روحه في أبنائه
وبناته، تلك الروح الطيبة والخلق النبيل,, جعلنا الله جميعا دائما إخوة وأسرة واحدة يشدّها
المحافظة على القيم وأمن الوطن ومحبة الأمة,,
،* * *
من مزايا الحفل بالنسبة لي
دمعة في عين صديقتي
رغم ايماني بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية الا ان صديقتي المثقفة والتي خالفتها
الرأي حول انسان ما منذ سنوات، غضبت مني وقاطعتني مقاطعة تامة بعد ان كنا نلتقي في كل حين
ورغم ان قلبي يحمل لها المودة الصادقة والاحترام الا ان محاولتي اعادة وصل الود بيننا قوبلت
منها بالإعراض والجفاء,, ويعلم الله ان ذلك عزّ عليّ كثيرا، فأنا أشعر بالخسارة الكبيرة لو
فقدت صديقة لإيماني بأن كسب الاصدقاء في البداية سهل، ولكن الاحتفاظ بالصديق صعب لمن لا يعرف
قيمة الصديق,,,
وكان هناك جرح في نفسي ينزف كلما تذكرت صديقتي هذه، لعلمي بمقدار ما في قلبها من طيبة وما في
نفسها من جمال ولكن العيب الوحيد في شخصيتها انها تنسف كل جسور الود بينها وبين من يخالفها
الرأي,,ففي هذا الحفل المبارك، حفل أم بدر وبنات عبدالعزيز رأيت صديقتي تلك مقبلة عليّ، تسلم
بحرارة ومودة ودمعتان كحبتي اللؤلؤ تتلألآن في عينيها الجميلتين,, شعرت بأن تلكما الدمعتين
كانتا ماءً طاهرا غسل ما بنفسينا وأعاد للقلوب صفاءً كنت أتشوق اليه وأظنها أيضا كانت تشعر
بمثل ما اشعر به,, انه لقاء المحبة الذي جمع القلوب في هذا الحفل الكريم,,
،* * *
من وحي الذكريات البعيدة
في عصر الملك عبدالعزيز -غفر الله له- يبدو لي ان جهاز اللاسلكي كان هو الجهاز الوحيد
للإرسال والاستقبال كما كان الراديو ايضا هو الجهاز الوحيد للتواصل مع اخبار العالم واذكر في
ذلك العهد الذي كنت فيه صغيرة السن وكان والدي أميراً للقريات، كانت تقام في الاعياد
الاحتفالات والرجال يقومون بالعرضة الشهرية,, وكانت النساء أيضاً يقمن احتفالا ويتمايلن
صفوفا ويرددن اغنية ما زال بيت وحيد منها عالقا بذهني لكثرة ترديدهن له,,
دام عز الملك وان حط برقيه
واخترع شفرة ما تبدي أسراره
القصيدة كانت طويلة ولكني لا اذكر منها الا هذا البيت ويخيل إليّ انه في ذلك الحين يبدو
للجميع ان البرقية المشفرة سر يعجز العقل عن إدراكه او ادراك اللاسلكي الذي يبعث بهذه
الذبذبات العجيبة,
وها نحن في فترة قصيرة تعد بالنسبة للوجود نرى كيف اصبحت الاقمار الصناعية تكشف أسراراً
كثيرة وتبث تحركات العالم بجهاز يعطيك القدرة وانت تجلس في بيتك وتمسك بالريموت كنترول
وتحركه فقط لتنتقل من بلد الى آخر وترى ثقافات العالم، بل وسخافات العالم أحياناً,, فماذا
ينتظر احفادنا في الاعوام القادمة من تطور,, نرجو لهم الاحتفاظ بقيم الدين والتفوق في
الحضارة النافعة في خضم هذا البحر المتلاطم من العقول البشرية التي تكتشف في كل يوم جديداً,,
،***
من مفكرتي الخاصة
اجمل ما لاحظته في الاحتفالات بالسنة المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية هو يقظة الوعي
عند الصغار عن مسار أمتهم والشعور بالانتماء لهذه الارض الطاهرة,
،***
مرفأ
يا ديرتي سحابة
بالخةير دايم ممطره
وعدوّنا لو ضرّنا
بالحق دايم نقهره
والا الصديق اذا غلط
نعاتبه ثم نعذره
،***
الله يعز بلادنا
ويرد كيد اعدائنا
منها تعلّمنا الشرف
ونعلمه لأولادنا
|
|
|