Wednesday 24th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 9 ذو القعدة



ملاحظات نرجو تداركها مستقبلاً
هل كان للأسرة السعودية نصيب من مهرجان الجنادرية؟

لقد كان مهرجان الثقافة والتراث لعام 1419ه احد المنجزات الضخمة التي تجلت فيها الجهود
الجبارة التي بذلها المخلصون من ابناء هذه الأمة بهدف تجسيد عراقة الماضي وشموخ الحاضر,
ويعتبر هذا المهرجان النافذة التي يرى من خلالها المواطن سلسلة العطاءات والانجازات التي
تحققت علىمدى زمني قصير,
ولكن اقتصار هذا المهرجان على يومين فقط للنساء (الاحد والاثنين) قد اضاع الفرصة على شريحة
كبيرة من الاسر السعودية في مشاهدة هذا الانجاز الوطني الرائع الذي يعكس الجوانب الهامة من
تاريخنا المشرف وحاضرنا المشرق,
لا نعرف الفلسفة من وراء جعل الفترة المخصصة للنساء قصيرة جداً اذا ما قورنت بالفترة المخصصة
للرجال,, فنحن نعلم ان الرجال لو تكلفوا عناء الذهاب الى الجنادرية فانهم حتما لن يصطحبوا
اطفالهم لانهم لا يريدون تحمل مشقة اطعامهم والعناية بهم والمحافظة عليهم من الضياع في حين
تقبل الام القيام بتلك المهمات عن طيب خاطر يدفعها الى ذلك رغبتها في ادخال السرور الى نفوس
اطفالها,
لقد هالني ان أقرأ في بعض الصحف المحلية ان الاعداد التي زارت الجنادرية في الايام المخصصة
للنساء هي 300 ألف,, فلقد كنت من زوار الجنادرية في يوم الاحد منذ الساعة العاشرة صباحا الى
الساعة الخامسة مساء واكاد اجزم بأن اعداد النساء والاطفال في يوم الاحد لا تزيد على ثلاثة
آلاف فهل يعقل ان يبلغ عدد الزوار في يومي السبت (وكان مخصصا للدعوات الخاصة) والاثنين (297)
،
الف؟
وكيف استوعبتهم ارض المهرجان؟ وبأية طريقة تم حصر اعداد الزائرين في الايام المخصصة للنساء؟
فأنا لم اشاهد في بوابة الدخول شخصا يسجل اعداد الداخلين في ورقة امامه,نستطيع الاستنتاج ان
الاعداد التي تمكنت من مشاهدة المهرجان في أيام النساء تكاد تقارب العشرة آلاف وهذا العدد
لايمثل شريحة كبيرة من الاسر السعودية التي تحتاج الى هذا النوع من الثقافة الوطنية,
ان المحتوى التاريخي والمعرفي للمهرجان يقتضي بأن تكون الفترة المخصصة للنساء تعادل على
الاقل نصف الفترة المخصصة للرجال (للذكر مثل حظ الانثيين) فنحن نعرف ان ظروفا كثيرة قد تعيق
الاسرة من حضور المهرجان في هذين اليومين مثل مرض احد الابناء وارتباط الزوج وعمل الزوج
لفترتين في اليوم,
ان كثيرا من الاسر التي ذهبت الى المهرجان بعد انتهاء الزوج من عمله لم تتمكن من رؤية 40% من
انشطة المهرجان بسبب ضيق الوقت ,, فلو تخيلنا ان الاسرة قد غادرت الرياض في الساعة الثالثة
عصرا فنستطيع ان نخمن الزمن الذي تستغرقه تلك الاسرة في الوصول الى المهرجان اولا ثم الزمن
الذي تستغرقه في المشي لكي تصل الى بوابة المهرجان ثانيا ان السيارات قد منعت في فترة ما بعد
الظهر من الوقوف بجانب بوابة المهرجان,
ان كثيرا من الاسر التي دخلت من بوابة المهرجان في الساعة الرابعة عصرا تمنت لو كانت لساعة
المحددة لمغادرة ارض المهرجان هي الساعة السابعة بدلا من الساعة الخامسة كما ان زيادة عدد
الايام سوف تمكن الاسرة التي لم تشاهد سوى 20% من انشطة المهرجان من العودة في يوم آخر,
فهل كان الهدف من تخصيص يومين فقط للنساء هو اعطاء النساء فرصة للفسحة والتسوق في بسطات
البائعات ام اعطاء اطفال السعودية الفرصة لمشاهدة جهاد الاجداد وما تحملوه من مصاعب عند
ترسيخ لبنات مستقبل الابناء؟
اذا كانت النية متجهة الى محاولة تلافي السلبيات التي تقلل من استفادة المواطنين في هذا
المهرجان التاريخي والمعرفي فان زيادة عدد ايام النساء يجب ان تأتي في المقدمة نظرا لكون
الاسرة السعودية تشكل الشريحة الكبرى من المواطنين ولذا يجب الا تقل الايام المخصصة للنساء
عن الايام المخصصة للرجال,, فاذا كانت زيادة عدد الايام المخصصة للنساء تشكل عبئا كبيرا على
الاخوات المسئولات عن تنظيم المهرجان فان هذا العبء قد لا يكون منهكا عند تكليف مجموعة كبيرة
من المواطنات ممن يتطوعن للعمل في المهرجان بدافع التعبير عن مشاعرهن الوطنية, كما انه ليس
بالضرورة ان يقتصر التكليف على المواطنات الاكاديميات بل يمكن تكليف المواطنات غير الموظفات
اللائي يمكن استقطابهن عن طريق الاعلان في الصحف المحلية, كما انه يمكن استقطاب المتطوعات
بواسطة طالبات المدارس المشاركات في العروض ففي اعتقادي ان الغالبية العظمى من امهات
الطالبات المشاركات في العروض هن من فئات المتعلمات غير الموظفات وبذلك يكون العمل بالتناوب,
وما دمنا هنا نحاول التركيز على بعض السلبيات فلا يفوتني ان اذكر ان بسطات الحريم هي من احد
العوامل لاضاعة وقت بعض الاسر التي قدر لها ان تذهب الى المهرجان وذلك بسبب انشغال كثير من
الامهات بالشراء من بسطات الحريم الأمر الذي ادى الى حرمان الاطفال من الحصول على جرعات
بسيطة من الثقافة الوطنية بمعنى ادق وضوحا لم يتمكن كثير من الاطفال من الدخول الى الاجنحة
التي تحتوي على صور ومجسمات توضح المنجزات الهامة للمملكة فلقد كنت اساعد اعدادا كبيرة من
النساء تحمل اكياسا عديدة لمشتريات عادية تتوفر في جميع الاسواق,
اما الآثار السلبية الاخرى لتلك البسطات فهي كثيرة من اهمها:
،1- ان محتويات تلك البسطات التي لا تختلف عن محتويات البسطات الموجودة في سوق البطحاء قد
وضعها في موضع التنافس مع البضائع التراثية مثل منتجات الخوص والنحاس وغيرهما,
،2- كانت احدى المشاهدات غير الصحية انتشار علب المشروبات الفارغة وأوراق تغليف الحلويات
والبفك على ارض المهرجان بطريقة تسبب حوادث الانزلاق والسقوط,
،3- انه لشيء يثير الاستغراب ان يسمح للبائعات استغلال مساحة كبيرة من ارض المهرجان لبيع
الحلويات والبسكوت والمشروبات الغازية في حين لا تخصص مواقع لمطاعم الوجبات السريعة,, هل
ينبغي ان تقتصر تغذية الاطفال في ذلك اليوم على ما هو متوافر في بسطات البائعات؟
لا تقولوا سوق المدينة كان يقدم بعض المأكولات فلم تكن تلك المأكولات شهية للجميع,
،4- لقد احتلت البائعات مساحة كبيرة من ارض المهرجان,, كما ان سلوك البائعات استقطب انتباه
عدد لا يستهان به من افراد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر,, وكم ستكون النتائج مثمرة
لو استغلت تلك المساحة من ارض المهرجان لعرض انشطة فرق العرضة التي تمثل المناطق المختلفة من
المملكة وتوجيه جهود الهيئة تجاه المحافظة على المسافة التي تفصل بين فرق العرضة وبين
النساء, فانه من حقنا كنساء ومن حق اطفالنا ان نشاهد في ايام مهرجان الجنادرية الوان الفنون
التي يزخر بها تراثنا بدلا من ان تقتصر مشاهدتنا لتلك الفنون من خلال شاشات التلفزيون, اذا
كان الهدف من السماح لبائعات البسطات اعطاءهن الفرصة لتحقيق الارباح فهل ستكون الارباح التي
يحصلن عليها ايام مهرجان الثقافة والتراث رصيدا لهن طوال العام؟ وما دام مهرجان الجنادرية
يعتبر فرصة لتحقيق الارباح فلماذا لا تفرض رسوم رمزية لدخول المهرجان؟ كأن يفرض مثلا خمسة
ريالات للفرد الواحد وعشرة ريالات للعائلة,
ان مهرجان الثقافة والتراث مناسبة وطنية هامة نظرا لكونه يوضح معطيات الانسان السعودي في
خطواته الثابتة نحو التطور, ولذا ينبغي ان نبذل قصارى جهدنا لكي يكون الهدف من هذا المهرجان
اعطاء اطفالنا (شباب المستقبل) المعلومات الهامة التي توضح تطور بلدهم بصورة مبسطة فهذا من
شأنه اذكاء المشاعر الوطنية في نفوسهم,
وطالما ان المهرجان قد مر بمراحل تطورية متعددة منذ افتتاحه في عام 1405ه وحتى وقتنا الحاضر
فما الذي يمنع من جعله مهرجانا سياحيا يستمر لاكثر من شهر؟
هل بالامكان اضافة بعض الفقرات التي تؤدي الى جعل هذا المهرجان مهرجانا علميا وترفيهيا في
نفس الوقت ينافس مهرجانات التسوق التي تقام في الدول الخليجية؟
ان تمديد فترة المهرجان تعتبر من الخطوات الهامة لاستثمار الامكانيات المادية الضخمة التي
سخرت لتنفيذ هذا المهرجان وذلك لان التمديد سوف يعطي الفرصة لشريحة كبيرة من المجتمع لاكتشاف
الوجوه الحضارية الهامة التي تتميز بها امتنا,
سبيكة الوهيب
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved