Thursday 25th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 10 ذو القعدة



قصائد حب ل(لوركا) في ذكرى ولادته المئوية

،* بمناسبة مرور مئة عام على ولادة الشاعر والمسرحي الاسباني الكبير فيديريكو غارسيا لوركا
عرضت بعض مسرحياته والقيت بعض قصائده في المراكز الثقافية العالمية وخاصة في المراكز
الثقافية الاسبانية داخل اسبانيا كما تم اصدار بعض كتبه غير المنشورة سابقا في اسبانيا وقامت
المراكز الثقافية خارج اسبانيا بدورها في هذا المجال حيث تم اصدار ترجمة لكتابه المعنون
ب(قصائد حب) من قبل رفعت عطفة بالتعاون مع المركز الثقافي الاسباني (مركز سيرفانتس) في دمشق,
تضمن الكتاب مقدمة وكثيرا من قصائد لوركا المختارة، تناولت المقدمة حياة فيديريكو غارسيا
لوركا الذي ولد سنة 1898م في قرية فوينتي فاكيروس التابعة لمدينة غرناطة الاندلسية نشأ لوركا
في كنف اسرة رغيدة العيش واهتم بالموسيقى منذ صغره, عاش في غرناطة ومدريد وسافر الى كل من
نيويورك وبوينس آيرس حيث عمل محاضرا ومديرا لمسرح الجامعة وكاتبا تراجيديا ومسرحيا, عرفت
مؤلفاته بسهولة الترجمة نظرا لالتزامه بالتراث الذي يضرب جذوره في اعماقه ونال شهرة عالمية
كبيرة بسبب مؤلفاته الرائعة وانسانيته العالية وتعاطفه مع الفقراء والمظلومين وجعل منه
انتماؤه السياسي ضحية مشؤومة للحرب الاهلية في اسبانيا التي كانت نهايتها عام 1936 تاريخا
مشؤوما لاصدقاء ومحبي ومتذوقي ادب لوركا,
،* واضافة الى هذه اللمحة عن حياة لوركا تناولت المقدمة عرضا ملخصا لمؤلفاته التي يأتي في
مقدمتها انطباعات ومناظر كتاب القصائد قصيدة الغناء العميق، والاغاني، شاعر في نيويورك،
وديوان التماريت، ومسرحية الاسكافية العجيبة، والجمهور عن عرس الدم، والسيدة روسيتا العجيبة
ومارينا بينيدا,, ومما جاء في المقدمة عن لوركا الشاعر (ولوركا ايضا شاعر الحب بمفهومه
الكوني وجهه المقابل هو موضوع الطفولة التي تمثل معبدا لا يمكن للخيبة ان تطاله، كما يشغل
الموت حيزا رئيسيا عنده, قال الشاعر بيدرو ساليناس بأن لوركا يشعر بالحياة عبر الموت, هناك
عالم ما وراء الموت المطلق,
،* ولا يمكن الحديث عن لوركا دون التنويه الى مسرحه الذي نال شهرة عاليمة وخصوصا مسرحيته
المعروفة عرس الدم, وبخصوص هذا الانسان المسرحي جاء في المقدمة: يعتبر مسرح لوركا من اهم ما
كتب في اللغة الاسبانية في هذا القرن انه مسرح شعري بمعنى انه يدور حول رموز جوهرية الدم
والخنجر او الوردة - ويدور في اجواء اسطورية او واقعية شائعة تواجه مشكلات الوجود الجوهرية,,
،* تضمن هذا الكتاب الذي يحتوي على مئة صفحة من القطع الصغير سبعين قصيدة في الحب والالم
والفقر والطبيعة والرثاء,, توحي لقارئها بأن صاحبها شاعر كبير ذو موهبة شعرية بارزة وذكاء
خارق وافق واسع من بين هذه القصائد قصائده من ديوان التماريت الذي انهاه لوركا عام 1934 ونشر
بعد موته بأربعة اعوام اي عام 1940 حيث يثبت فيه انه شاعر غنائي متعلق بمدينته الاصلية
غرناطة التي ولد فيها وتغنى بها وبأهلها وبعاداتهم وتقاليدهم ثم كان القدر ان يروي بدمه
ارضها المعطاءة, من هذه القصائد اختار قصيدة الطفل الميت حيث يقول فيها:
كل مساء في غرناطة ,,كل مساء يموت طفل
كل مساء يجلس الماء ,,ليتسامر مع اصدقائه,
لم يبق في الهواء نسمة من قبرات
لم يبق في الهواء فتات من غيمة ,,حيت كنت تغرقين في النهر
،* ومن يقرأ هذا الكتاب يتأثر عند وقوفه عند بعض القصائد وخصوصا في المقطع الذي يلمح فيه الى
موته الذي كان يحسه قبل حدوثه ويؤكد فيه حبه للطفولة وللكادحين حيث يقول:
اذا مامت ,,فدعو الشرفة مفتوحة!،
يأكل الطفل البرتقال, ,,يحصد الحاصود القمح
اذا ما مت ,,فدعو الشرفة مفتوحة
،* اخيرا ان هذه القصائد اضافة الى اشعاره ومسرحياته الاخرى اثبتت ان لوركا كان انسانا مرهفا
بقضايا الناس وهمومهم عاشقا للبسطاء الانقياء منهم الذين يمثلون بالنسبة اليه كنز القيم
البشرية وقد ادى النجاح الكبير الذي حظي به الى اهتمام الكتاب والمترجمين بأعماله وترجمتها
الى لغاتهم المختلفة حيث يباع منها اعدادا هائلة,, ومازال الباحثون والمؤسسات التي تحمل اسمه
في جهد متواصل للبحث عن اسرار حياته والكشف عن اعماله التي مازالت قيد الكتمان,
د, غازي حاتم
سورية - اللاذقية

backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
فروسية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة

الكاريكاتير