Thursday 25th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 10 ذو القعدة



رأي الجزيرة
الحقائق التي يتغافل عنها نتنياهو في جنوب لبنان

رغم اعترافه بأن حزب الله اللبناني احد أهم عناصر المقاومة الوطنية اللبنانية للاحتلال قد
وجه ضربة قاسية لاسرائيل بقتله ثلاثة من كبار ضباطها في القوات الخاصة واصابة خمسة آخرين
بجراح متفاوتة، الا انه - نتنياهو - حاول تبرير استمرار قوات الاحتلال في الاراضي اللبنانية
بما اسماه الخوف من حدوث فراغ امني في حالة انسحاب القوات الاسرائيلية من هناك!,
ثم في تصريح آخر - امس - يدعي ان بلدة أرنون التي ضمتها قواته الى الشريط الحدودي المحتل
كانت اصلاً جزءاً من الحزام الأمني !,
ويدعي - اخيراً - ان سوريا مسؤولة عن عمليات حزب الله ضد قوات الاحتلال ويدعوها الى وقف تلك
العمليات!,
ويشارك موشي آرينز وزير الحرب الاسرائيلي رئيس حكومته ادعاءاته تلك ويزيد عليها قوله ان
اسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان من جانب واحد!,
ولا يحتاج الى ذكاء ادراك ان نتنياهو وارينز يتهربان على طريقة النعامة من مواجهة الحقائق
التي ينبغي ان تنسجم معها تصريحاتهما ومواقفهما من قضية الاحتلال لجنوب لبنان خصوصاً وحتمية
الانسحاب من هناك طال الزمن أو قصر,
ومن الحقائق ان حزب الله عنصر واحد من عدة عناصر لبنانية تشكل في مجموعها قوة المقاومة
الوطنية للاحتلال الاسرائيلي للجنوب,
ومعنى هذه الحقيقة ان سوريا لا سلطات لها على المقاومة اللبنانية بمختلف عناصرها,
ايضا من الحقائق ان وقف عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال يصدر بقرار سياسي من رئيس لبنان
ورئيس الحكومة اللبنانية اذا ما نفذت اسرائيل ما يتعين عليها تنفيذه وهو تطبيق قرار مجلس
الأمن الدولي رقم 425 الذي يدعو اسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان كله بدون قيد او شرط,
ولم يرد في القرار ذكر لما يدعيه نتنياهو عن الفراغ الأمني في حالة انسحاب القوات
الاسرائيلية من جنوب لبنان ,
ومن الحقائق ايضاً - التي تغافل عنها نتنياهو وارينز عمداً - حقيقة ان الجيش اللبناني لن
يتأخر لحظة واحدة عن دخول الشريط الحدودي فور انسحاب القوات الاسرائيلية منه لأن ذلك ضمن
واجباته الوطنية ومسؤولياته العسكرية التي تتمثل في حماية الحدود الدولية للبنان، وضمان
الامن فيها,
وتغافل نتنياهو وارينز عن هذه الحقيقة هدفه القفز عليها من اجل تبرير المطالبة بمفاوضات
مباشرة بين اسرائيل ولبنان بهدف توقيع اتفاق سلام منفرد بينهما، وبالتالي تحقيق هدف اسرائيلي
آخر ضمنياً وهو فصل المسار اللبناني عن المسار السوري، وهما المساران الوحيدان المتلازمان
فكرياً وسياسياً وجغرافياً بحكم ما هو قائم تاريخياً وواقعياً من علاقات خصوصية ترعاها مظلة
مؤسسات مشتركة بين الدولتين الشقيقتين,
الحقيقة الاخيرة هي ان أمن اسرائيل وسلامة جنودها على صعيد الحدود المشتركة مع لبنان لا
يتحققان الا بسحب اسرائيل لجميع قواتها التي تحتل الشريط الحدودي في جنوب لبنان حتى تتولى
السلطات اللبنانية مباشرة مسؤوليتها الامنية هناك بدون ضغوط اسرائيل لتحقيق اهداف تتعارض مع
سيادة لبنان ومع تنسيقه السياسي والأمني والعسكري مع سوريا,
الجزيرة
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
فروسية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة

الكاريكاتير