Thursday 25th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 10 ذو القعدة



الإنصاف عزاء الأقوياء
النفوس الكبيرة تسمو عن الصغائر

عزيزتي الجزيرة الغراء,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,
غريبة هي الحياة وغريبون هم الناس فانت لا تكاد تعرف لماذا يتخذ البعض مواقف ضد الغير تجردهم
من انسانيتهم وآدميتهم في كثير من الاحيان,
وانت لا تستطيع ان تفهم لماذا يلغون وعيهم,, وعلمهم ونضوجهم الفكري وحسهم الاجتماعي في كثير
من الاحيان ,, في لحظة من لحظات الضعف النفسي والتهالك على الدنيا,,
وانت لا يمكن ان تصدق ان من يأتي بعض الافعال هو هذا الذي امامك ذكراً او انثى لانك لا يمكن
ان تتصور ان انسانا عاقلا يمكن ان يتصرف بمثل ما تشاهد وترى وتدرك,
ان القيمة الحقيقية للوعي تتمثل في ان يرتفع بصاحبه فوق كل الصغائر,, والوزن الحقيقي
للتعليم هو انه يخلص تصرفاتك من ممارسات صبيانية ضيقة وغير منطقية,
والميزة في الحس الاجتماعي تتمثل في انه يحصنك ضد السقوط او الممارسات الضارة ولاسيما بحق
الناس وفي غفلة منهم,
وحين تبحث عن التفسير لما حدث ويحدث,, فانك لا تجد مبررا واحداً يمكن ان يقبله العقل،
ويستسيغه المنطق، وتباركه النفس العالية,, لكن الاستغراب يزول حين تدرك ان كل تصرف يقدم عليه
الشخص هو صورة واقعية مجسدة لتربية الانسان، لجذوره,, لاصوله,,
عندما تظل كبيرا رغم تطاول الصغار عليك تكبر في عيون الناس وترتفع فوق هامات الكل,,
ولكنك حين تستجيب لاستفزازاتهم تعرض بنفسك وتتساوى في نظر الكبار والصغار,, مع كل صفيق،
اضر بك او حاول ان يستدرجك الى ساحة لم تتصور ان ترى نفسك تهبط الى دركها,
ان النفوس الكبيرة والممتلئة ثقة واخلاصاً تظل اكبر بكثير من محاولات الاستدراج الى ساحات
موبوءة وغير كريمة,
ذلك ان التجاهل لا يعتبر عجزاً ولا يعكس قصورا, ولكن يعبر عن احترام للنفس وارتقاء بها فوق
كل الصغائر,, وتجاوز على كل ما هو رديء ودنيء,,
صحيح ان الصمت ممرض للنفوس الكبيرة لانها لا تحتمل الباطل ولا تقبل بالتضليل,, لكن الله
سبحانه وتعالى علمنا مدى الاجرللكاظمين الغيظ والصابرين على البلاء وامتحان الاحياء,
وبالتأكيد فان كل موقف رجولي، يعبر عن رأي لا يصدر عن الهوى ولا يتحرك في ضوء النوايا
المريضة لا يمكن الا ان تحترمه، وتتعامل معه بما يستحق,
لكنك لا تملك الا ان تفعل كما فعل الكبار حين ارتفعوا فوق ركام الترهات,, لتظل جباههم عالية
ونفوسهم كبيرة وعقولهم مصونة من التلوث,,
وعندما يدرك الموتورون ان الضجيج لم يترك اثرا والاستعداء لم يشحن اية نفس غير نفوسهم,, وان
الكذب لم يضلل احداً فإنهم يستسلمون لحياة قهر حادة ويزدادون تورما وكرباً وحرقاً,
فالناس ليسوا متفرجين بلهاء وليسوا جوقات يمكن ان تردد ما يقولون,,
كما انهم ليسوا من الغباء والجهل بحيث لا يدركون دوافع ما يصدر عن كل المهووسين ,,
والمتوترين وانصاف المرضى، والمعتوهين,,
إن قدرة الناس على التمييز، على المعرفة دون تأثير، على ان تنصفك ضد كل من اراد ان يظلمك هو
عزاء الاقوياء، هو مصدر قوتهم وصلابة ارادتهم,,
فالصادق لا يحتا ج الىمن يزكيه,,
والمخلص لا يحتاج الى ما يدل على اخلاصه,,
والنظيف لا يحتاج الى من يقول له انت ابيض كوجه النهار,
لكن الكذابين وانصاف المخلصين والملوثين ينتهزون اي فرصة لقذف الاخرين بالحجارة وإلصاق
التهم بهم، واستعداء الناس عليهم للفت الانتباه اليهم واثبات ما عجزوا هم عن اثباته بافعالهم
وتصرفاتهم وممارساتهم الغريبة وانماط تفكيرهم المريضة ايضاً,,
حمانا الله وإياكم,,
مالك ناصر درار
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
فروسية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة

الكاريكاتير