Thursday 25th February, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 10 ذو القعدة



لماذا تفضيل الأجنبية عليها؟
صناعتنا الوطنية بحاجة لتشجيعنا

عزيزتي الجزيرة
في البداية احب أن اهنئكم على التطور الملحوظ الذي تشهده جريدة الجزيرة وعلى اتاحة الفرصة
للاقلام الجريئة المتميزة التي تتناول العديد من القضايا المهمة وذلك بما يحقق المصلحة
العامة لوطننا الغالي, وقبل دخولي في صلب الموضوع فإنه يطيب لي ان اتوجه بالشكر لسعادة
الدكتور محمد بن عبد العزيز الصالح الكاتب القانوني والاقتصادي في الجريدة الذي يطل علينا
كل يوم يوم سبت من خلال زاويته الاسبوعية (رؤية اقتصادية)، حيث يتميز قلم الدكتور الصالح
بطرحه الجريء الهادف والذي ننشده جميعاً لما في ذلك من تحقيق للمصلحة العامة ومن تلك
الكتابات التي تدل على الوطنية الحقة التي يتمتع بها الدكتور الصالح مقاله المنشور في جريدة
الجزيرة في عددها الصادر رقم 9592 وتاريخ 1319/9/15ه (صناعتنا الوطنية يتيمة فمن يكفلها؟) ،
والذي اكد فيه على دور الدولة الداعم والمتواصل للصناعة السعودية من خلال الجهود الملموسة
التي تبذلها وزارة الصناعة والكهرباء انطلاقا من كون الصناعة تشكل مصدر دخل الخزينة
الحكومية إضافة الى امكانية الاعتماد على هذا القطاع التنموي المهم في تغطية العجز في
الميزان التجاري، ناهيك عن مايمكن ان يسهم به هذا القطاع من ايجاد فرص عمل متعددة لأبناء هذا
الوطن الغالي علينا جميعاً,
إن الرسالة المهمة التي اراد الدكتور الصالح إبرازها من خلال مقاله هو ان دعم ورعاية ونجاح
صناعاتنا الوطنية في المملكة يجب الا يكون وقفاً على ما يتم بذله من جهود سواء على نطاق
الاجهزة الحكومية او بالنسبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وإنما يتوقف نجاح تلك الصناعات
الوطنية في المقام الأساسي على المواطنين جميعا من مستهلكين ومتسوقين، فصناعتنا الوطنية هي
بالفعل بأمس الحاجة لدعم كل مواطن وكل صاحب قرار ولذا فإنني اضم صوتي الى صوت الكاتب في
ابداء الاسف من قيام بعض اصحاب القرار في بعض مؤسساتنا المحلية بتفضيل المنتجات الاجنبية
على حساب صناعتنا الوطنية على الرغم من المنافسة المتكافئة بينهما, وقد استشهد الدكتور محمد
الصالح على ذلك ببعض الامثلة التي يتضح من خلالها قيام بعض اصحاب القرار سواء في بعض الاجهزة
الحكومية او في بعض المنشآت الخاصة بتأمين مستلزماتهم من الصناعات الاجنبية على الرغم من
وجود العديد من الصناعات الوطنية المثيلة لها في اسواق المملكة, واحب ان اضيف الى ما ذكره
الدكتور الصالح من امثلة توضح دعم سفراء بعض الدول للمنتجات والسلع التي تصنعها الدول التي
ينتمون اليها ويقومون بتمثيلها، حيث يتضح ذلك من خلال ملاحظة حرص غالبية السفراء في المملكة
على ان تكون السيارة المستخدمة في تنقلاتهم من صنع بلدانهم حيث يندر ان ترى سفير اي من الدول
الغربية وقد اقتنى سيارة لا يتم تصنيعها في الدولة التي يقوم بتمثيلها, وفي نظري ان ذلك
يمثل دعماً مهماً يمكن ان يقدمه سفراء الدولة للقطاع الصناعي في بلدانهم,
ونخلص من ذلك إلى ان مسئولية تشجيع صناعاتنا الوطنية هي مسئولية الجميع بدون استثناء, فجميع
المواطنين مطالبون بدعم صناعاتهم الوطنية من خلال الحرص على اقتناء تلك السلع بدلاً من السلع
الاجنبية المماثلة كما اثنى على ما ذكره الدكتور الصالح من انه لن يلومنا احد حينما نتحيز
لصناعتنا الوطنية ونتحيز لمصلحة الوطن ونتحيز لمستقبل ابنائنا فنحن ايضاً لنا اولوياتنا
وتهمنا مصلحة وطننا قبل كل شيء,
عبدالله عبد الرحمن المنيع
الرياض
backtop
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
فروسية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة

الكاريكاتير