Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


ثغرات الاختراق
الاختراق والتفكيك من ثغرات الأكراد المسلمين,, والمارونية الكاثوليكية!!،
دكتور محمد عمارة

لعب كثير من القوى المعادية لوحدة الأمة، من خلال الثغرات التي فتحتها هذه القوى منذ إسقاط
الخلافة العثمانية، وإقامة التجزئة والإقليمية بدلاً منها,.
فالأكراد، كالبربر، مسلمون، يجمعهم مع العرب المسلمين جامع الإسلام، الذي يوحد الأمة كلها في
العقيدة والشريعة والحضارة والدار,, والعربية أكثر شيوعاً واكثر اهمية في حياة الأكراد
وفكرهم من اللغة الكردية القومية,, فالعربية هي اللغة التي فقهوا بها القرآن والشريعة
والعبادات,, وهي لغة الفقه والعلم والثقافة عند مثقفيهم وعلمائهم ومفكريهم الذين أبدعوا في
الفكر العربي والعلم الإسلامي إبداعات بارزة، والذين لايميزهم مميز عن العلماء المنحدرين من
أصلاب عربية,, بينما الكردية - لغتهم القومية، والتي من حقهم الاعتزاز بها وبتراثها - هي
مجموعة متفرقة من اللهجات، يستعصي على بعض الأكراد أنفسهم فهمها أو الحديث بها جميعاً (1) ،
،!,.
فالعربية، للأكراد، هي لغة الدين والعلم والإبداع في الفكر والثقافة والحضارة,.
لكن سقوط الخلافة الإسلامية، قد اقترن به تراجع الصيغة الإسلامية للتعايش بين القوميات في
دار الإسلام,.
الصيغة التي رأت في التمايز القومي - المؤسس على التمايز اللغوي - آية من آيات الله في
الاجتماع الإنساني,, وحل محل هذه الصيغة - لدى قطاع من الحركة القومية العربية - فكر قويم
مشبع بمضامين غربية، رشحت عليها النزعات العنصرية، الأمر الذي أدى - بهذه المفاهيم القومية
الغربية - الى فتح ثغرة بين القوميتين، العربية والكردية، عندما تبنى نفر من أبنائهما ذات
المفاهيم الغربية العنصرية في البعث القومي!,.
وكانت الثغرة الثانية، التي تم منها الاختراق,, هي التجزئة والإقليمية التي اقامهاالاستعمار
على انقاض صيغة الخلافة الإسلامية، التي وحدت دار الإسلام رغم تمايز الأقاليم والولايات، فلم
تقم الحدود والسدود والجنسيات أمام أبناء الأمة الواحدة، بقومياتها المتعددة,, وفي حقبة
الاستقلال تجسدت هذه التجزئة الاستعمارية وتكرست في الدول القطرية ، التي واصلت تقطيع اوصال
الأمة ودار الإسلام,.
وكان الأكراد ضحية لهذه التجزئة,, إذ على الرغم من تواصل المنطقة التي تعيش فيها أغلبيتهم،
جزأتهم هذه الإقليمية والقطرية، فالحقوا بخمس من الدول القطرية، الأمر الذي اذكى المشاعر
القومية في صفوفهم، وفتح الباب للمفاهيم القومية الوافدة، ذات الطابع العرقي والعنصري,.
ومن هاتين الثغرتين، اللتين صنعتهما القوى المعادية لوحدة الأمة، تسللت هذه القوى لتواصل
مخطط التفتيت والتفكيك!!,.
لكن التجارب المريرة التي مرت بها علاقات الأكراد بالعرب، في ظل هذه العقود الأخيرة، جعلت
الحلول الانفصالية والنزعات التفتيتية تتراجع، ويفتضح اصحابها,, كما جعلت الكثيرين من الذين
خاضوا الكثير من هذه التجارب، يدركون انهم ضحايا الاختراقات، وليسوا بأي حال من الأحوال محل
عطف قوى التدخل والاختراق,, فارتفعت اصوات العقلاء بالتأكيد على الروابط التوحيدية، ورفض
نزعات التعصب والانفصال,, وقرأنا لزعيم الحزب الكردستاني، مسعود البرزاني ، قوله: نحن لسنا
دعاة انفصال عن العراق، ولسنا أعداء للأمة العربية,, ولسنا مناهضين للوحدة العربية,, إننا لم
نعارض أبداً في دخول العراق في اي مشروعات وحدوية عربية,, وأثناء مباحثات الوحدة الثلاثية في
مصر وسوريا والعراق سنة 1964م ارسلنا رسلاً ووسائل الى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تؤكد
تأييدنا لمشروع الوحدة، وثقتنا المطلقة بعدالته ونزاهته، وإيماننا بأن المطالب الكردية
المشروعة ستجد لديه، وستجد في اي مشروع عربي وحدوي مكانها اللائق, لقد كان كل كردي يؤمن بأن
عبدالناصر متعاطف مع آماله المشروعة.
وللأمانة، لايمكن أن أنفي انه توجد بين بعض الأكراد اتجاهات عنصرية شوفينية معادية للعرب
والعروبة ولكن هذه العناصر محدودة جداً من الناحية العددية، وليس لها نفوذ معنوي أو سياسي.
إن الجماهير العربية تعرضت وتتعرض لنفس القهر والاضطهاد,, وإن اختلفت الدرجة,, إننا، كحركة
تحرر وطني، نؤمن إيماناً راسخاً أن موقعنا الطبيعي والتاريخي هو مع الأمة العربية (2) ،
ونفس توجه البرزاني، نجده في قطاع اليسار الكردي ,, فيتحدث الدكتور محمد محمود عبدالرحمن -
الذي مرت مسيرته السياسية بالحزب الشيوعي، فحزب الشعب الديمقراطي الكردستاني - فيقول: ان
العلاقة بين الأكراد والعرب هي علاقة تاريخية خاصة، تضرب بجذورها الى أكثر من 1300 سنة من
التاريخ المشترك، وان القوميتين العربية والكردية هما قوميتان متآخيتان، وان طلائعهما
التقدمية تشتركان في معاداة الامبريالية، وتهدفان الى توحيد اجزائها المتتأثرة، وتقفان مع
حركات التحرر العالمية في خندق واحد, أجل، يجمعنا التراث المشترك في الدين والتاريخ والجوار
الجغرافي,, وأقصد الدين كطريقة للحياة وكنظرة كونية، وليس فقط كعبادة وطقوس,, ويجمعنا التطلع
للمستقبل المتحرر من الظلم والاستغلال والتخلف والتبعية, ومن هنا كان توحدنا مع عبدالناصر،
فقد كان يشعر بنا وبهمومنا المشروعة، التي لم ير فيها تناقضاً مع الآمال القومية العربية.
إن الأرضية الشعبية الكردية العريضة مؤيدة للعرب ومتعاطفة مع كل قضاياهم، من فلسطين الى
الوحدة العربية، وذلك بسبب الروابط التاريخية والروحية العميقة (3) ,.
أما الدكتور محمود عثمان - وهو مثقف كردي,, وعضو قيادي في الحزب الاشتراكي الكردستاني -فإنه
يقول: نحن الاكراد شعب أصيل، يرجع تاريخه الى 2700 سنة إلى الوراء، يرجع اصله الى جنوب
القوقاز الجبلية، ذات الأصول الآرية، ولغته هندو أوربية، من عائلة اللغات الفارسية,, منذ أتى
العرب المسلمون الى وادي الرافدين، منذ أربعة عشر قرناً، اختلط تاريخنا وحضارتنا بتاريخهم
وحضارتهم، وربط بيننا وإياهم الدين الإسلامي,, فمشكلتنا المعاصرة بدأت مع المشكلات المعاصرة
لكل شعوب وقوميات المنطقةفي أواخر عهد الامبراطورية العثمانية,, وأنا شخصياً، ومعظم القيادات
الكردية، نؤمن بصراحة بأن تطورنا السياسي والاقتصادي والثقافي يمكن ان يتم بشكل أفضل في إطار
وحدة وطنية عراقية,, وفي إطار وحدة الأمة العربية (4) ,.
تلك هي شهادات الوعي الكردي بمخاطر المخطط التفتيتي، الذي لعب بمطالبهم المشروعة، ضد التمييز
القومي، لعدة عقود, وأخطر ما في هذه الشهادات,, هو قول الدكتور محمود عثمان: إن مشكلتنا
المعاصرة بدأت مع المشكلات المعاصرة لكل شعوب وقوميات المنطقة،في أواخر عهد الامبراطورية
العثمانية ,.
فقبل التدخل الاستعماري، والتجزئة التي مزق بها الاستعمار جسد العالم العربي والإسلامي، كانت
الصيغة الإسلامية أممية إسلامية تتنوع فيها وتتمايز الشعوب والقبائل والأقوام والملل والنحل
والمذاهب في إطار وحدة الأمة والحضارة والدار,.
وبالتجزئة الاستعمارية، والفكر القومي العنصري - ذي المفاهيم الغربية الوافدة - فتح الغرب
الاستعماري الثغرات، وظل يسعى من خلالها لتفتيت العرب والمسلمين، ليلحقهم، كشراذم وذرات،
وكهوامش وتوابع بنموذجه الحضاري,.
فالصيغة الإسلامية للتعايش - التنوع في إطار الوحدة - هي طوق النجاة للجميع!,.
،* وعلى جبهة الموارنة:
تم اقدم اختراق غربي لقطاع من طائفة نصرانية تعيش في الوطن العربي,, لا لأن الموارنة
كاثوليك، يتبعون مذهباً نصرانياً قيادته غربية، فهناك كاثوليك عرب ظلت علاقاتهم بالكاثوليكية
الغربية عند حدود اللاهوت ، ولم تصبح لهم مشكلة سياسية ، كما حدث مع المارونيين,.
صحيح ان الارتباط المذهبي الماروني بالمذهب الغربي للنصرانية قديم,, فالقديس مارمارون
،(حوالي 410م) ظل اتباعه على المذهب الغربي في قانون الإيمان، منذ الانقسام الذي حدث في مجمع
خلقيدونية سنة 451م، لتمسكهم بمقررات ذلك المجمع!,, لكن المارونية السياسية نشأت عندما
اتخذ الغرب شريحة من المارونيين موطئ قدم لمشروعه الاستعماري في الشرق العربي، وكان المذهب
الديني مجرد ثغرة للاختراق!,, وذلك أن المذهب الديني، في ديانة تدع مالقيصر وما لله لله،
وتجعل مهمتها خلاص الروح، ورسالة كنيستها مملكة السماء، لا الدولة والأرض والسياسة والعمران
الدنيوي,, إن المذهب الديني، في ديانة كهذه، لايثمر، بالطبيعة مارونية سياسية ، تتعلق
بالنموذج الحضاري الغربي، والثقافة الفرنسية، وتعمل على الانسلاخ من العروبة القومية
والإسلام الحضاري!,.
ففي سنة 1250م - إبان الحروب الصليبية - جاء الامبراطور الفرنسي لويس التاسع (1214-1270م) ،
إلى الشرق العربي غازياً، فاستقبله في عكا وفد ماروني، وطلب منه الحماية - في وقت كانت كثير
من الطوائف المسيحية تقف مع المسلمين في خندق واحد ضد الغزاة الفرنجة الصليبيين - ويومئذ سلم
الملك الفرنسي الوفد الماروني رسالة - مؤرخة في 21 مايو سنة 1250م - يقول فيها: نحن مقتنعون
بأن هذه الأمة - (الجماعة) - التي تعرف باسم القديس مارون، هي جزء من الأمة الفرنسية!! (5) .
فهنا، وفي ظل غزو استعماري، تتعلق جماعة عربية، كاثوليكية كالفرنسيين، بالحماية الاستعمارية
للفرنسيين، ويعتبرهم الغزاة جزءاً منهم، وامتداداً لهم في قلب الوطن العربي,.
ومن هذه الثغرة، وإبان المد الاستعماري الغربي الحديث، تواصل الاختراق,, فمدارس البعثة
اليسوعية الفرنسية في لبنان - في القرن التاسع عشر - تعتبر التعليم الذي تقدمه فتحاً بواسطة
اللغة ,, والقنصل الفرنسي يعتبره سيطرة على الشعب، تخلق جيشاً مارونياً يتفانى في خدمة فرنسا
احد كبار اليسوعيين: إن تعليم الناس لغتنا - Paul Muvelin !,, فيكتب بول موفلان
،(الفرنسية) - لايعني مجرد أن تألف السنتهم وآذانهم الصوت الفرنسي، بل إنه يعني فتح عقولهم
وقلوبهم على الأفكار وعلى العواطف الفرنسية، حتى نجعل منهم فرنسيين من زاويةما ,, إن هذه
السياسة تؤدي الى فتح بلد بواسطة اللغة ,.
وفي مذكرة كتبها القنصل الفرنسي ببيروت - في 18 ديسمبر سنة 1841م - إلى سكرتير الدولة،
بوزارة الخارجية الفرنسية - في باريس - يقول: إنه حين ننشر في هذا البلد، بواسطة اللغة
الفرنسية، التعليم، والأخلاق، والفنون المفيدة، والزراعة، فإننا سوف نسيطر على الشعب، وسيكون
لفرنسا هنا، وفي كل وقت، جيش متفان!!
إلى De Lattenud وفي مذكرة اخرى - تاريخها 22 ديسمبر سنة 1847م - كتب القنصل دي لاتينو
وزارة الخارجية الفرنسية، يطالب بإنشاء المزيد من المدارس اليسوعية المجانية، لانها السبيل
إلى جعل البربريرة العربية - (؟!) - تنحني لا إرادياً أمام الحضارة المسيحية الفرنسية (6)
،!!،
ومن ثغرات هذا الاختراق، قامت المارونية السياسية ، كانسلاخ عن العروبة القومية والإسلام
الحضاري، والتحاق بالنموذج الحضاري الغربي والثقافة الفرنسية، وموطئ قدم للمشروع الفرنسي في
الوطن العربي,.
وللمنافسة الاستعمارية بين الدول الغربية، رمت انجلترا شباكها على الدروز، في مواجهة
المارونيين!,, فكانت هذه المنافسات الاستعمارية وراء الكثير من مآسي الشقاق الديني والصراعات
الطائفية الدامية التي حدثت بين الطوائف,, فبعد تاريخ إسلامي طويل، عاشت في الملل والنحل
والطوائف والمذاهب والأقوام لبنات - متنوعة - في جدار الأمة الواحدة,, نجح الاختراق
الاستعماري في ان يحول بعضها أو شرائح من بعضها، إلى وقود للفتن والصراعات، عندما استدرجها
بعيداً عن الوحدة الإسلامية الجامعة والانتماء العربي الواحد,, وفي مذكرة وجهتها المفوضية
البريطانية في بيروت إلى وزارة الخارجية البريطانية - في لندن - بتاريخ 23 اكتوبر سنة 1944م
،- نقرأ:
إن كل مذبحة حدثت ايام العثمانيين كانت لها خلفيات سياسية، ولو جزئياً، فقد حاول الروس
مساندة الأرمن واستغلالهم ضد السلطة، فأثاروا حفيظة الأتراك، وساندت فرنسا الموارنة، فكان
موقفها عاملاً في وقوع مجازر سنة 1860م,, ومشاكل الأشوريين - وخاصة مار شمعون - لقد اتخذ
الاشوريون هذ الموقف معتقدين أننا في النهاية سننجر الى التدخل والى بسط حمايتنا عليهم, وفي
فلسطين حدثت مجزرة الخليج سنة 1929م وغيرها من المجاز بسبب العالم الخارجي, إن الاضطهاد
الدموي غريب عن تاريخ السوريين, من الممكن أن يحصل هنا بعض التمييز والاضطهاد,, إلا أن
المجازر الكبرى كانت دائماً حصيلة التدخل الخارجي,, !،
ففي ظل النموذج الإسلامي، للتعددية في إطار الوحدة، لم يكن هناك اضطهاد دموي - باعتراف
المذكرة البريطانية - بينما قاد الاختراق الاستعماري لثغرات الطوائف أبناء هذه الطوائف إلى
المجازر الكبرى !,, فلقد كانت الثمرة المرة لهذا الاختراق هي محاولات الانسلاخ عن الجسم
الطبيعي للأمة، والالتحاق بالغرب، وزرع الغرب في قلب وطن الأمة وحضارتها ,, وكان لابد
لهذالعمل القسري وغير الطبيعي من مشكلات وتوترات بلغت درجة المجازر التي سالت فيها الدماء,,
ويعبّر المفكر والسياسي الماروني جوزيف مغيزل عن توجه المارونيين غرباً، واعجابهم بكل ما هو
غربي، فيقول: إن المأزق السياسي والحضاري للموارنة هو أنهم لايرون العرب المسلمين داخل
وخارج لبنان على صورة الغرب الكاثوليكي, ومالم يتم مسخ العرب المسلمين ليطابقوا صورة الغرب
المسيحي فهم غير مقبولين تماماً من الموارنة,, ولما كان مسخ العرب المسلمين على هذه الصورة
يكاد يكون مستحيلاً، فسيظل الموارنة على موقفهم,, وهذا المأزق الحضاري السياسي تحول خلال
الحرب الأهلية إلى مأزق سياسي عسكري,, وقد حاولوا الخروج من المأزق بالتحالف مع الشيطان، اي
إسرائيل (8) .
فالانسلاخ عن القومية العربية والحضارة الإسلامية، يجعل الطائفة المنسلخة تتحول عن موقعها
الطبيعي ودورها التاريخي - دور اللبنة في الكيان الموحد للأمة - إلى دور ثغرة الاختراق ،
الذي يفضي الى كارثة لاتقف آثارها عند طرف واحد من الأطراف!,.
الهوامش:
،(1) د, سعد الدين ابراهيم (الملل والنحل والأعراق) ص 55 طبعة القاهرة 1994م.
،(2) المرجع السابق, ص262-264.
،(3) المرجع السابق, ص266.
،(4) المرجع السابق, ص269،,270.
،(5) محمد السماك (الأقليات بين العروبة والاسلام) ص74.
،(6) المرجع السابق, ص73
،(7) المرجع السابق ص 79، 80،
،(8) الملل والنحل والأعراق)ص641،642.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved