Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


للدموع,, معنى آخر

تسللت خارج الغرفة بخطوات حذرة متجهة الى زاويتها الهادئة,, وامسكت بثقاب (كبريت)لتشعل
الشموع فاستجابت!،
تصفحت آخر ماكتبت,, كانت معاناة ممزوجة بالفرح,, امل!!! لايزال في كيانها بقاياه,, حاولت ان
تتناسى ,, التجأت لإقناع نفسها ببساطة الأمر,, ولكن,.
هناك بالقلب آهات,, شجن من نوع غريب يتملك اعماقها الحائرة؟
رمت بمذكراتها جانباً وشبكت أناملها ببعض واسترخت,, ابحرت بعيداً,, كان خيالها بالمكتب دون
وعي هربت مشاعرها,, حتى تسرب الى مسامعها أهزوجة عذبة كانت عبارة عن قرعات طبول,, أناشيد
فرح؟؟؟
اصغت وكأنها تحاول الاقتراب اكثر فأكثر من مصدر الصوت يضم انه كما توقعت انه لأمل !!،
تساقطت دموعها غزيرة وهي في حالة من الحيرة,, والقلق,.
لم يهمها الخيال,, انتصبت بشموخ وفتحت النوافذ لتلفعها رائحة الشتاء الباردة فتسكن ما اعتمل
بقلبها من عتب,,!،
اعجبتها حبات مطر متساقطة من على الاغصان ممثلة لها الندى بمعناه,, فانشرحت نفسها لروائح
الشذى المنبعث من الازهار,.
قررت الخروج,, صممت على الحضور وهمت الخطى,, وماهي الا لحظات,, اذ أحست بضعف,, هزال اصاب
قدميها,, سقطت في هاوية عميقة جداً لم تستطع السير اصبحت عاجزة بمعنى هذه الكلمة,, تذكرت ,,
هنالك عوائق,, اشواك نشبت بأقدامها وادمت قلبها الضعيف ,, رجعت الى مذكراتها وامسكت القلم
واكملت:
والآن جلست حبيسة بلاحراك فقط قلبي هو الذي طار اليك,.
احتضنك,, قبلك ليقول لك الف مبروك,.
فقد رأيتك تحتلين المقدمة بين الجلوس كما احتللت المكانة وسط القلوب.
شموع محمد الزويهري
،**اي معنىً آخر يمكن ان يكون للدموع بخلاف الالم او الحزن؟
أهي دموع للفرح؟ السياق في القصة لايرشد الى حالة من كل هذه الحالات وهذا جانب مهم في هذه
القصة، وإنما لن نستبق اليه الآن، فهناك في هذه القصة تجربة اخرى جديرة بالاهتمام والتركيز.
الكاتبة غررت بنا وأوهمتنا انها ترصد لنا احداثاً تجري في سياق عادي لحالة من التوتر او
القلق انتابتها لسبب ما تخرج من الغرفة تتجه الى زاوية اعتادت ان تلجأ اليها ,, الخ,, اغرتنا
بانها تروي احداثاً عادية مهما شابها من لحظات للقلق او اعتبرها من مخاوف او توجس، ولكنها -
اعني الكاتبة-، كانت تحيك في الخفاء عنا قصة اخرى!!!،
هذا جميل خاصة وانها لم تحدثنا بكلمة عن تلك القصة، بل امعنت في تضليلنا عنها كلما بدرت
اشارة يمكن ان تفضح انها تكتب قصة كقرع طبول الفرح، التي ادعت انها لم تكن تدري اي طبول تكون
فالقصة الخافية لها علاقة بتلك الطبول، ثم فجأة تتكشف القصة التي لم تشر اليها بشيء تتكشف
كاملة في السطور الاخيرة من رواية القصة الظاهرة، من رسالة الى صديقتها نعلم الآن انها قد
نافستها في رجل هي الآن تزف اليه، لكن الدموع التي فلتت على اضواء للشموع يمكن ان تكون قد
اشعلت في محاولة استدعاء ذكريات محببة لم تعد كذلك، ليست دموعاً لاسف على ماضاع، وليست
دموعاً لحزن على فقد، ولكنها دموع للحظة تنوير تكتشف فيه راوية القصة ان الاخرى قد كانت
جديرة بكل ما اتجه به اليها حظها تعترف لها عبر الرسالة انها مثلما هي تحتل المقدمة بين
الجلوس هي تحتل المكانة وسط القلوب ، دموع لاعتراف عادل ونزيه، غالباً لايبوح به مهزوم
بجدارة تلك الاخرى بما حصلت عليه، وربما كان هذا هو المعنى الآخر لتلك الدموع.
إذا صحَّ هذا الفهم فهي قصة جميلة تعد بكاتبة حين تطاوعها اللغة اكثر ستكون مميزة، واذا لم
لم يصح فتلك قيمة اخرى في القصة دفعتنا الى هذا الاحتمال


backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved