Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


في منتصف الأسبوع

،(في منتصف أسبوع) سابق وعلى مدى حلقتين أو اكثر، وتحديدا قبل عيد الفطر المبارك، اشرت إلى
بضعة قرارات هامة اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم في احد اجتماعاته خلال الشهر الكريم،
وتناولت بالمناقشة أبرزها واكثرها اهمية كون الاتحاد تناوله من هذا الجانب، وهو فتح
الباب لمداولة الرأي فيه تمهيدا لاتخاذ قرار مناسب حياله يتفق والمصلحة العامة.
ذلكم الموضوع هو المتعلق بتجربة اللاعب غير السعودي في ملاعبنا.
وقلت في معرض حديثي المشار اليه انه ورغم ان الاتحاد السعودي لكرة القدم اكد على انه بصدد
تقويم التجربة والنظر في امكانية استمرار وجود اللاعب غير السعودي في الملاعب السعودية من
عدمه,, اقول انه بالرغم من ذلك إلا ان بعضا من الذين تناولوا الموضوع على اعمدة الصحف
اخذوه منحى يوحي بان الاتحاد قد اتخذ قراره مسبقا بايقاف العمل بالتجربة,, وانه فقط ينتظر
التوقيت المناسب لاعلانها مع نهاية الموسم,,، وهذا غير صحيح لانه لو كان كذلك,, لما سعى
الاتحاد مشكورا باستطلاع رأي اصحاب الخبرة والشأن,, ولكان ذلك اتهاما صريحا للاتحاد
بالتفرد بالقرار دون مراعاة لمصالح الاندية التي تصب في النهاية في مصلحة الكرة السعودية,
وبالتالي فقد تركزت آراء اولئك على المطالبة بايقاف العمل بها وهو اسلوب ركوب الموجة لدى
البعض,, مستندين في ذلك على نقطتين رئيسيتين هما:
،- المغالاة في عقود هؤلاء اللاعبين.
،- تواضع مستوياتهم بما لايرتقي الى مستوى وطموحات الكرة السعودية.
ومعنى ذلك هدر مالي دون مبرر يجب ان يوضع له حد,, ويكون له تقنين, وهما النقطتان
اللتان وضعهما الاتحاد اساساً او محوراً يدور حوله النقاش ومبرراً لمناقشة الفكرة.
ونسي اولئك الوجه الآخر لها وهو الناحية الايجابية, ومعروف ان أية فكرة او مشروع لابد
ان تبرز فيه بعض الايجابيات وبعض السلبيات وهو تحت الدراسة,, وإلى ماقبل التنفيذ الفعلي,
فإذا مارأى اصحاب القرار تغلّب الناحية الايجابية فإنه في الغالب يدخل حيز التنفيذ والعكس
صحيح, ثم بعد التنفيذ على ارضية الواقع تتضح الصورة اكثر، وقد تبرز سلبيات وايجابيات
اخرى، فيتم تعزيز مواطن القوة ومعالجة مواطن الضعف,, لاستمرار التنفيذ، وربما ايقاف العمل
لو ثبت سلبية المشروع، اوظهور عوارض اخرى تعيق تنفيذه على الوجه المطلوب.
وهذا ماينطبق تماما على وجود اللاعب غير السعودي في ملاعبنا.
وإجمالاً فإن الفكرة في ظاهرها العام ايجابية بدليل ان معظم دول العالم,, بل ان جميع دول
العالم المتقدمة كرويا تطبق الفكرة,, وقد سارت على المبدأ نفسه دول اخرى أقل تقدماً
وتطوراً في كرة القدم.
إن دولاً مثل ايطاليا,, او المانيا,, او غيرها عندما تلجأ لمثل هذه الفكرة,, ليس
لشعورها بدونية المستوى وبالتالي الرغبة في رفعه,, بقدر ماتنظر إلى ابعاد اخرى للعملية,,
حيث تتمحور نظرة هؤلاء الى اللاعب الاجنبي على ثلاثة مرتكزات اساسية:
،- انتقاء العناصر المميزة,, والبارزة حتى وان كانت من دول اقل تقدماً,, إذ ان العبرة
بالفرد ومدى حاجة الفريق اليه,, وامكانية الاستفادة منه.
،- استقطاب النجوم العالميين المميزين بهدف الاستفادة من خبراتهم الدولية,, ومزج المدارس
الكروية المختلفة بما ينعكس بأثر ايجابي على الكرة المحلية.
،- البحث عن المواهب صغيرة السن في دول فقيرة اقتصاديا,, وتبني هذه المواهب وصقلها وتحول
العملية إلى عملية استثمارية فيما بعد.
ولا شك ان الامكانات المادية لتلك الأندية,, تساعد على ذلك ، إلى جانب النظام المعمول به
هناك,, إذ يصل عدد اللاعبين الاجانب المسموح بهم الى خمسة لاعبين في بعض الدول,, كما ان
دول الاتحاد الاوروبي تستثني لاعبيها من نسب كهذه.
واذا كان هذا يحدث في دول العالم المتقدم كرويا,, فمن باب اولى ان تكون دول الضفة الأخرى
،- ان جاز التعبير - اودول العالم الثالث كرويا مثل الدول العربية والآسيوية,, وغيرها
اكثر
حاجة اليه,, للأسباب السابقة ولأسباب اخرى قد تنفرد بها دون غيرها، سنأتي على ذكرها فيما
بعد.
ونظراً لأهمية الموضوع,, فإنني ارى اننا بحاجة ماسة إلى مناقشته برويّة وتبصُّر ومن خلال
اسس واقعية تأخذ في الاعتبار مدى انعكاس ذلك على المصلحة العامة، إذ ان الخلل قد لايكون
في النظام، ولكن في تطبيقه, وبالتالي تتم المعالجة وفق هذا الأساس,, او البحث عن بدائل
اخرى عند الاصطدام بعوائق معينة,, او الالغاء,, اذا لم تكن هناك حلول اخرى.
واعتقد اننا يجب ان نناقش الموضوع من خلال محاور ثلاثة:
،- مدى الحاجة الى الفكرة,, (الاستمرار في تطبيقها) من خلال الايجابيات المترتبة على ذلك.
،- مقارنة التجربة الحالية بالتجربة السابقة والخروج منها بما يساعد على تقويم التجربة
تقويما موضوعيا,, وسليما.
،- تحديد موطن الخلل الذي صاحب التجربة في الفترة الحالية وكيفية علاجه,, من خلال تحديد
مسئوليته.
وبناء على هذه المحاور يمكن فيما بعد اتخاذ القرار المناسب,, المبني على اسس علمية صحيحة
وواقعية,, تضمن السير في الاتجاه الصحيح,وهذا هو موضوع (منتصف الاسبوع القادم),, حيث نناقش
المحاور المشار اليها بإذن الله,والله من وراء القصد.
عبد الله الضويحي

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved