Wednesday 2nd March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو القعدة


قرن من الوهج
شعر: إبراهيم بن ناصر المدلج


قرن من الوهج المحلق مشرق
وحي السماء سناؤه المتألق
قرن وللتاريخ وقفة منصت
يملي عليه العز ما هو أصدق
قرن وكل صغيرة وكبيرة
تروى شذاها المسك أو هي أعبق
قرن من الشرف الرفيع تدافعت
في ظله الأمجاد وهي تحلق
قرن وينتفض الزمان معانقاً
عبد العزيز مهنئاً يتشوق
ها قد مضى قرن وصرحك شامخ
وخطاك ماضية,, وغرسك مورق
ورؤاك تلمع كالنجوم مضيئة
لم تخب يوماً,, بل تزيد وتشعق
ووشائج الحب التي وطدتها
مابيننا,, لما تزل تتعمق
ربطت كيان الملك,, لحمتها الوفا
وأخوة الإيمان نبض يخفق
ما إن دخلت (القلب) عاصمة الإبا
وصدى ندائك عبرها يتدفق
ركب الاثير ولم يزل سَمع الدنا
يصغي إليه,, وإنه للشّيق
ومنابر الإسلام تصدح جذلة
:يامرحبا, , إنا بمثلك أوثق
وتهافتت نحو الرياض قلوبها
أما الجزيرة,, فهي,, فهي الأشوق
أبدلت فيها الخوف أمنا وارفاً
في ظل شرع الله سيفك أرفق
هجدت مع الإشراق الف نعيقة
وازور مشتجر,, وأجفل أحمق
ونصرت بالرعب الذي نصرت به
رايات أحمد,, والخطوب تؤرق
بضع وستون انطلقت تؤمهم
ارواحهم بين الحلاقم زُهّق
باعوا إلى الله النفوس رخيصة
في جنبه,, وإلى الشهادة توّق
الله أكبر,, اي يوم يومكم؟!،
هام إلى العليا,, وهام مطرق
هي ساعة ,, والفجر فيها واجف
مترقب ,, والموت فيها محدق
ويمزق الصمت الرهيب إرادة
اقوى من البأس الرهيب,, وأسبق
ما إن رمت شمس الرياض خيوطها
إلا وعاد الحكم صبحا يفلق
الحكم للرحمن,, ثم لعبده
عبد العزيز,, له يفل البيرق
واستشرفت شرفاتها, , تجلو الندا
أصغت مسامع,, واشرأبت أعنق
وتململت طرقاتها, , وتناغمت
همساتها, , وقلوبها تتحرق
عشقت صهيل الخيل في ساح الوغى
لكنها لابن الفوارس أعشق
طارت بها الافراح,, تحتضن الفتى
ثغر يشع,, وأدمع تترقرق
وتباشرت، واستبشرت كل المنابر
م والفجاج,, وكل درب يطرق
وانداح يملأ بيدها ووهادها
والله اكبر : شدوه المتدفق
نادى بحكم الشرع,, غايته البنا
والوحدة الكبرى، ولا تتفرقوا
والراية الخضرا تزف شعاره
تمشي الفيالق تحتهاإذ تخفق
يحدو خطاها النصر شامخة الأنوف
م وفيلق يطوي خطاه الفيلق
خمسون عاماً أو تزيد,, وشيخها
يبني,, يوحد,, بل يجود ويغدق
ومشى الشمال الى الجنوب مصافحا
والغرب,, مد له اليمين المشرق
وشوامخ السروات يلثم هامها
نخل الهفوف اليانع المسترحق
وأجا وسلمى عانقا شمس الاصيل
م على الثغور,, ووجهها مستشرق
والبيت طاف به الحمام,, ونام ناطور
م الخفارة,, واستراح السُّوّق
وحجيجه ,, والزائرون لبيت طيبة
م لا ترف جفونهم أوتبرق
عبد العزيز وأنت طود شامخ
عمقت أس الملك,, عزمك أعمق
وغسلت بالعدل القلوب فأقبلت
تهفو إليك,, أليفة لا تفرق
هي لحمة الإيمان,, وحدة أمة
لملمتها,, وشتاتها متفرق
هي هذه الدنيا الفسيحة,, صغتها
عن روح روحك,, كل شيء ينطق
أيقظت (يعرب) من سبات سباتها
فاداركت,, تسعى لطنجة جلّق
ومضيت ياعبدالعزيز,, وكم وكم
تسمو على ألق القريض وتسمق
لكنها إيماءة,, نجلو بها
،- من بعد قرن - بعض ما قد حققوا
أو فى بنوك العهد واكتمل البنا
في كل شاربة,, يهلل مرفق
السعد في كفي سعود ,, بعدما
شمخ البناء زها عليه الرونق
وتدفقت أحلى المناهل, , عذبة
في عهده كالشهد أوهي أرحق
والفيصل الباني تألق منهجاً
اصغت له الدنيا,, ودان المنطق
أعلى مقام المسلمين,, وقد قضى
مستشهدا, , فمكذب ومصدق
طود هوى,, هز البسيطة كلها
لكنه الأجل المحتم يحدق
ولخالد فينا مآثر جمة
ومسيرة مثل الشذا تستنشق
عمر القلوب محبة وسماحة
ومضى,, وعروة حبه تتوثق
والفهد يا للفهد طرزها عُلاً
وسمى بها,, لما تزل تتسلق
حتى تناهى دلها ودلالها
برؤى عروس: والمفاتن تعشق
بلغت مع الفهد العظيم وساعديه
م رفيع شأو لا يطال فيسبق
في العلم: هذي الجامعات شواهد
تزهو على مر الزمان وتشرق
دلفت الى ارقى الفنون وطوفت
ترخي زمام المبدعين,, وتسبق
وتطاولت فيها الصروح,, وأبحرت
للآلىء الاصداف أنى تفلق
حتى امتطى متن الفضا سلطانها
حاز الريادة,, والريادة ترهق
لكنه القدر الذي يختاركم
آل السعود,, وإنكم للأليق
وكما توارى الجهل,, كانت وقفة
مع ثالث الآفات,, وهو مؤرق
فاليوم نفخر بالمشافي فخرنا
برجالها، نعم الشباب الحذق
وعن العمارة والحضارة والرخا
ماذا اقول؟,, هي المنى تتحقق
إعلامنا صدق,, وطهرة غاية
لا يشترى زلفى,, ولا يتملق
ولخادم الحرمين أعظم منجز
شهداه,, والفهد العظيم موفق
يهنا الحجيج بفسحة، ورحابة
ومثابة، ورعاية أنى بقوا
ومجمع القرآن يزخر بالعطا
عبر البسيطة شأنه يتألق
الله يسره لحفظ كتابه
لله ما يبني المليك وينفق
وتشدنا سبعون الف منارة
يهفو لها من قلبه متعلق
شيدت على هدي الإله,, وإنما
يبني المساجد مؤمن متصدق
ومباخر التصنيع طاف دخانها
أجواءنا, , عن حكمة يتفرق
فجفاننا، ورياشنا ، ودواؤنا
وعتادنا فينا, ومنا المطرق
وركاب ساستنا تعاظم في الورى
لهم التجلة,, غربوا ام شرقوا
أما الخليج,, فمجلس متلاحم
ومعزة,, وكرامة,, وتألق
ولجيشنا في بره، في بحره
في جوه,, شأن رفيع يرمق
وله مصانع للرجال عريقة
ويؤمها من نشئنا المتفوق
في كل قاعدة خميس حارس
يزهو بغصن النصر فيه ويصفق
وله ملاحم ابهجت كل الألى
صدقوا ومات بغيظه متشدق
نزهو فخاراً,, لا تهون قناتنا
أبداً,,كما هانت مشيل وعفلق
وعلى الثغور رمالها,, شطآنها
تتناغم الأمواج,, يشدو اللقلق
لا من يكدر صفوها وحبورها
والرائح الغادي عليها ريق
و - كما الشرايين - المسالك عبدت
عبر المفاوز كيفما نتطرق
كل الجزيرة: سهلها ووهادها
هاتيك منحدر وذا متسلق
وجسورها، أنفاقها، عقباتها
فن بديع رائع,, ومنسق
واحاتنا خضر,, وفيض عطائها
رغد,, وأمن العيش زاه رقرق
وهجيرة الصحراء ينعش جوها
طل السدود المترعات المودق
ورعاية الجيل الجديد تعاظمت
عظم الشباب فأبدعوا وتألقوا
ونرى الملاعب توجتها درة
للفهد، في كل الرؤى تتفوق
وتسنمت فرق الشباب ريادة
عربية، وصدى السجال موثق
عبدالعزيز,, قضيت,, همك وحدة
للمسلمين,, وكنت نعم المشفق
جاهدت جهدك داعيا متجرداً
لله,, في نشر الهدى مترفق
حمل الملوك الغر أشرف دعوة
خلفتها,, فثيابها لا تخلق
ألفا رسول في البسيطة همهم
من فيض همك,, والمشاهد تصدق
وروابط القربى وشائج دوحة
للمسلمين بعهد فهد تورق
ومن المساجد والمراكز والمعاهد
م ما يبدد جهلهم ويمزق
عبد العزيز,, وقد رحلت منافحا
وبنوك رايات بمجدك تخفق
شعري - وكل الشعر - يصمت عاجزا
في بحر مجدك,, بل يذوب ويغرق
قرناً نودعه, , وندخل بعده
قرناً,, ووهجك في خطانا مشرق



backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved