Friday 5th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 17 ذو القعدة


عادل الأعصر
أخرجت 15 فيلماً في 17 عاماً

** من اكثر الناس سعادة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ال 22 كان المخرج عادل الاعصر مخرج فيلم جعفر المصري الذي فاز بالجائزة وعن الفيلم قال انه سيناريو وحوار بسيوني عثمان وهو مأخوذ عن مسرحية مركب بلا صياد للكاتب الاسباني اليخاندرو كاسونا,, والحقيقة ان فكرة السيناريو استوقفتني واعدنا كتابتها اكثر من مرة خلال خمسة اعوام حيث قمنا بتعميق شخصيات العمل وتمصير الفكرة لكي تتلاءم مع واقعنا ولكنه لم ينفذ لانه ليس فيلما تجاريا وكان بحاجة الى منتج جريء يعي فكرته الى ان جاءت مسألة المنتج المنفذ في التلفزيون فقدمت الموضوع لصفوت غطاس الذي اعجبته الفكرة وقام التلفزيون بتمويلها.
والفيلم بطولة نور الشريف وحسين فهمي ورغدة وجمال اسماعيل وعبير صبري وآخرين.
واضاف الاعصر ان الذي استوقفني في الفيلم الجو العام، فكرة تحالف الانسان مع الشيطان وبالرغم ان الفكرة كدراما سبق تقديمها لكنني جسدتها بشكل عصري مختلف حيث قدمت نمطين للشيطان,, الشيطان الحقيقي الخفي والشيطان المجسد في شخص انسان وللاسف اغلب الناس الآن شياطين وهو ما يظهر بالفيلم.
* وهل كنت تتوقع جوائز له؟
- بصراحة الضجة والنقد الشديد في مشاركة الفيلم بالمهرجان لان احد ابطاله وهو الفنان حسين فهمي هو نفسه رئيس المهرجان جعلتني اشك ان هذه الضجة ستؤتي ثمارها ويتم استبعاد الفيلم الا ان لجنة التحكيم رفضت استبعاده فتوقعت له جوائز اكثر من جائزة كأحسن فيلم عربي والذي كان مناصفة مع الفيلم السوري,, وللحق حسين فهمي في هذا الفيلم يستحق الفوز بجائزة احسن ممثل.
* ولماذا اقدمت على فكرة مكررة؟
- انا معترف بتكرار الفكرة والتي سبق تقديمها عدة مرات مثلا في مسرحية (فاوست) والفيلم المصري المرأة التي غلبت الشيطان وايضا في السينما العالمية ولكني عالجت الموضوع بشكل مختلف تماما وهذا هو التحدي فجعفر المصري هو مزج بين الشكل الواقعي والفانتازي وقد وظفت فيه العديد من التقنيات السينمائية ومنها على سبيل المثال التوظيف الدرامي للون مع الحدث ويكفي لنجاح الفيلم تفاعل الجمهور معه.
* كيف كانت بدايتك؟
- بعد تخرجي رفضت العمل كمعيد في معهد السينما وعملت مساعدا للاخراج لفترة محدودة مع صلاح ابوسيف في فيلم (الكداب) ومع نور الدمرداش في التلفزيون واكتسبت الخبرة الاساسية عبر عملي في اخراج الاعلانات والتي كانت تصور باسلوب سينمائي وكان الاعلان يمر بنفس المراحل الخاصة بالفيلم لكنه يظهر في نصف دقيقة فقط وليس في ساعتين وهو الاصعب وفي عام 1981 قررت خوض تجربة الاخراج السينمائي ولم اجد وقتها من يعطيني الفرصة فقررت الانتاج وكان اول اعمالي فيلم (صفقة مع امرأة) بطولة مديحة كامل وعادل إمام وحسين فهمي، وحصلت من خلاله على جائزة في مهرجان اسوان الذي كان ينظمه في ذلك الوقت معهد السينما.
* وماهي أهم اعمالك؟
- من خلال السبعة عشر عاما أخرجت حوالي 15 فيلما بعد صفقة مع امرأة وهي دموع الشيطان وهو فيلم سيكو دراما بطولة فريد شوقي وسماح انور ومحيي اسماعيل وكان ايضا من انتاجي ثم فيلم مخالب امرأة بطولة ميرفت امين وعزت العلايلي وعرض في مهرجان القاهرة قبل ان يأخذ الصبغة الدولية وحصل على جائزة اعلانية وفيلم فضيحة العمر بطولة شريهان وكمال الشناوي وهو من اجمل افلامي وحصلت عنه على جائزة احسن اخراج من مهرجان الاسكندرية وحصلت شريهان على جائزة احسن ممثلة وايضا فيلم السقوط وهو من انتاجي وبطولة مديحة كامل وكمال الشناوي فيلم قدارة من بطولة فيفي عبده ويوسف شعبان وفيلم الهروب الى القمة بطولة نور الشريف والهام شاهين وكان يتناول تحكم امريكا في رغيف العيش عن طريق تصدير القمح ثم فيلم عفريت النهار الذي حصل على 8 جوائز من مهرجان الاسكندرية وآخر اعمالي جعفر المصري.
* من هم المؤلفون الذين ارتحت للعمل معهم؟
- اخذت فترة طويلة مع السيناريست محمد الباسوس وكانت جيدة وتمنيت ان تستمر خصوصا وان توافق المخرج مع السيناريست مهم جدا ونادرا ما يحدث هذا التوافق وبالنسبة لبسيوني عثمان فقد تعاونت معه في فيلمين هما (عفريت النهار وجعفر المصري).
* يقال ان افلامك لها صبغة تجارية؟
- انا لا احب ان يكون الموضوع سطحيا بل اترجم الفيلم السينمائي الى صناعة وفن وتجارة لان العمل بالاساس مصنوع من اجل الجمهور لكي يراه ولهذا فدائما انظر الى شباك التذاكر وهي مسألة ليست سهلة فأنا اصنع الفيلم ايضا ليناسب جميع افراد المجتمع وكل الاعمار والمستويات, والعنصر التجاري ليس اتهاما ولا ينتفي العمل الفني اذا ما صيغ بالصبغة التجارية فأفلامي تحتوي على الحركة (الاكشن) لكنها ليست افلام حركة والدليل على ذلك انك اذا قمت بتحليل اي عمل قمت باخراجه ستجده يحتوي على مضمون ويناقش قضية والحركة مجرد تغليف للموضوع,, واذا تناولنا مثلا اعمال الراحل صلاح ابو سيف وهو استاذي سنجد ان افلامه فيها عنصر التجارة وعلى سبيل المثال فيلم شباب امرأة فيلم تجاري لكنه يتناول قضية مهمة جدا وعلى هذا الغرار نجد فيلم حمام الملاطيلي وفيلم لك يوم يا ظالم ونفس الملمح التجاري تجده في افلام حسين كمال وحسام الدين مصطفى وحسن الامام وغيرهم من كبار المخرجين.
* كيف تفسر ازمة السينما؟
- للاسف الحكومة لا تدعم السينما,, فمازالت الحكومة تتعامل مع السينما على انها دور ملاهي وامتداد لشارع الهرم حتى الاعلان عن فيلم يتم عنه تحصيل ضريبة بالاضافة الى الجمارك وهي مشكلة كبرى.
على الرغم من ان السينما نشاط ثقافي يخص الدولة مثل ميرامار وشيء من الخوف والارض وكانت فترة الستينيات فترة ازدهار في الانتاج لان الدولة كانت تشجع السينما,, وبالتالي فالمطلوب من الحكومة المصرية حماية الفيلم المصري من السرقة مثلما تحمي امريكا افلامها.
* من هم المخرجون الذين اثروا فيك كمخرج؟
- كمال الشيخ لان اسلوبه سهل ممتنع واذا شاهدت اي فيلم له ستجده يشدك ويجذبك حين تشعر بوجود المخرج وموهبته وتتعايش مع افلامه كأنها جزء منك واعتقد انني اكتسبت منه شيئا عبر اسلوبه المتميز لهذا اقوم باخراج المشاهد ببساطة لكي يصل مضمونها للناس وان يكون الكادر متوافقا مع العمل.
* هل تفضل السينما الامريكية؟
- لا,, تعجبني السينما الفرنسية اكثر بموضوعاتها ونعومة الاخراج وانا دائما احرص على مشاهدتها على الرغم من ان اسلوب افلامي امريكي لان الامريكان يمتازون بضخامة الانتاج والابهار.
* وما هي اعمالك الجديدة؟
- اصور فيلم,, عنبر والالوان بطولة حسين فهمي ومعالي زايد ويدور حول انسان ولد كفيفا لكنه درس الموسيقى ويعمل مدرس موسيقى في احدى المدارس وبعد ذلك يعمل في الاخراج وعندما تطلب منه المدرسة تلحين استعراض عن الالوان نجده يعجز عن ذلك لانه يريد ان يرى الالوان الى ان تجمعه الظروف بفنانة تشكيلية تنقل اليه الاحساس بالالوان وفكرة الفيلم جديدة لم يسبق تناولها.
أيمن الشندويلي
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير