Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


الجدُّ قحطان وأكاذيب الهمداني
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري

ذكر ابن الكلبي ]-204ه[ أحد الآراء في نسب قحطان في أواخر أنساب حمير، وهو رأي من ينسبه الى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بن تارج (وهو آزر) بن ناحور بن شاروح بن أرعو بن فالع (وهو فالج) بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن ملك بن متوشلح بن أخنون (وهو إدريس عليه السلام) بن برد الذي عملت الأصنام في زمانه بن مهلاييل بن قسان بن أنوشس بن شيث بن آدم عليه السلام,, وشيث هو هبة الله اشتق له من اسم هابيل، وكان وحيد أبيه بعد مقتل هابيل عليه السلام.
وقيل: قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ,, وتمام النسب على ما تقدم ذكره (1) .
وقال الهمداني ]عاش بعد 344ه[: افترق الناس في هود خمس فرق:
ففرقة قالت: قحطان بن هود بن عبد الله بن رياح بن خلد بن الخلود (وهو مخلد) بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
قالوا: ولا يمكن أن يبعث هود بن شالخ رسولاً الى جيل قد ملأ جانباً من الأرض وتفخذ وصار أحد عشر (2) قبيلة، وهي على ما سمعنا: العبود، والخلود (وهم رهط هود النبي المرسل) وفيهم بيت عاد وشرفهم، وهم بنو خالد، (وقيل: مخلد) وبنو معبد، ورفد، وزمر، وزمل، وضد، وضمود، وجاهد، ومناف، وسود,, وهو جد هذا الشعب أبناء عم في درجة النسب واستشهدوا بقول علقمة بن ذي جدن (ونسب حمير إلى عاد)
ومصنعة بذي ريدان أست
بناها من بني عاد قروم
ولم يبن ريدان ولا ظفار إلا حمير، وهذا حيف من علقمة، وعلقمة لا ينسب حميرإلى عاد.
ولكن لقوله وجوهاً تحتملها العربية، فكان من العرب فصيحاً (3) .
إما أن يكون نسب بناء ريدان الى رجل من حمير يسمى عاداً، فالأسماء مستعارة، وجاء في حمير العمالقة، والعمالقة بنو لاود بن سام، ومثل عبس الأولى والآخرة، وهذا كثير.
وإما أن يكون ذهب الى قول العرب في كل شيء قديم عادي وإن كان بعد عاد، فمثله قول الحارث بن حلزة في عمرو بن هند
أيها السليل المبلغ عنا
عند عمرو وهل لذاك انتهاء
ملك مقسط وأكرم من يمشي
ومن دون ما لديه البناء
إرمي بمثله جالت الجن
فآبت لخصمها الأجلاء
إرمي أي ملكه قديم، كأنه من عهد إرم وعاد، و كأنه في الحكم من عاد,, وقال بعض طيىء
وبالجبلين لنا معقل
صعدنا إليه بسمر الصعاد
ملكناه في أوليات الزمان
من بعد نوح ومن قبل عاد
ذهبوا الى القدم، لا أنهم ملكوا الجبلين قبل عاد.
وإما أن يكون أراد: بناها قروم مثل عاد، فذلك موجود في كتاب الله، وقالوا: (يا أخت هارون) ]سورة آل عمران/8[ وليست بأخته,, وقال الأعشى في معاوية الأكرمين
وأما إذا قعدوا في الندى
فأحلام عاد وأيدي هضم
ويروى وأجساد عاد,, نسبها إلى عاد على التشبيه.
ومن الحجة أن حمير ليست من عاد قوله عز وجل: (كذبت ثمود وعاد بالقارعة* فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية* وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية* سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً* فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية* فهل ترى لهم من باقية) ]سورة الحاقة/ 4 - 7[,, أي فلا باقية لهم ولا لثمود كما قال الله عز وجل: (وثمود فما أبقي) ]سورة النجم/ 51[.
وهذه حمير كثير ما كانت الى اليوم,, وفي الحديث: إن في المشرق جابلق يسكنها من بقايا عاد، وجابرس في المغرب ساكنها بقايا ثمود.
واحتج من روى هذا الحديث بأن الله قد أبقى على من آمن بهود وصالح,, قال: وتقول العرب: اجتُثَّت عرقاة القوم، وأُحصوا وأُتي عليهم: إذا قتل منهم البعض دون الكل,, من ذلك قول الأسود بن يعقر
ماذا أؤمل بعد آل محرق
تركوا منازلهم وبعد إياد
ثم قال
جرت الرياح على محل ديارهم
فكأنما كانوا على ميعاد
فخبَّر أن لا بقية لهم,, وإيإد قد بقي منهم إلى اليوم كثير، ومن آل محرق الى عصرنا هذا.
قال أبو نصر: الناس يغلطون في عابر (وهو هود) بن أيمن بن حلجم بن بضم بن عوضين بن شداد بن عاد بن الهاد بن عاد بن عوص بن إرم بن عوص بن عابر بن شالخ.
وذكر أنه وجد هذا النسب في بعض مساند حمير في صفاح الحجارة (4) .
وقال آخرون (وهم جل قحطان): هو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام.
ثم افترقت هذه الفرقة فقال أقلها: قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ، وليس بهود المرسل، وإن هود المرسل إلى عاد من أنفسها وأوسطها من الخلود بن عاد.
وقال أكثر هذه الفرقة: بل هو قحطان بن عابر (وهو النبي المرسل) بن شالخ بن أرفخشذ بن سام، وأنه عاش أربع مائة وعشرين سنة، وعاش عاد بن عوص ثلاث مائة سنة ومات، وقد ملأ أولاده البلاد وربلوا، وأدرك أول ملك الخلجان من ولده، وهو الذي هلكت عاد على عصره من ملوكهم، وأدرك شديداً وعايا.
وأما ما وجد في قبره فينبىء أنه ملك، حتى أتاه الموت,, قد بيناه في باب القبوريات من آخر هذا الكتاب.
قالوا: وقد يعيش الرجل مثل بعض عمر عاد بن عوص، وينسل في شبيبته ولا يموت حتى يكون أبا قبيلة مثل سعد العشيرة بن مذحج.
قال ابن الكلبي: لم يمت حتى كان يركب معه من أولاده وأولادهم ثلاث مئة (5) ,, وكذلك غيره من العرب والعجم، واحتجوا بحجتين:
أما أحدهما فبقول علقمة بن ذي جدن، وهو مما لم ارو من شعره، ولم أعرفه (6) ,, قال
سأبكي لقومي حميراً إذ تجزموا
وأصبح منهم ملكهم قد تمزقا
تراث نبي الله هود بن شالخ
بنيه بني قحطان غرباً ومشرقاً
فداخوا جميع الناس موتاً إتاوة
وممتهناً او مقعصاً ومربقاً
وقول النعمان بن بشير الأنصاري
فمنا سراة الناس هود وصالح
وذو الكفل منا والملوك الأعاظم (7)
قال أبو عبد الرحمن: ونعود الى سياق الهمداني,, قال: وقول حسان بن ثابت الأنصاري
فنحن بنو قحطان والملك والعلا
ومنا نبي الله هود الأخاير
وإدريس ما إن كان في الناس مثله
ولا مثل ذو القرنين أبناء عابر
وصالح والمرحوم يونس بعدما
ألات به حوت بأخلب زاخر
شعيب وإلياس وذو الكفل كلهم
يمانون قد فازوا بطيب السرائر (8)
فذكر أنهم بنو قحطان بن هود، ثم نسب هؤلاء المنتمين إليه، وقال: هو عابر.
وأما معنى قوله: (ومنا نبي الله) وهم منه، فان ذلك موجود في اللغة,, تقول نزار: منا الذبيح دون ولد إسحاق، وهم يريدون: نحن بنو الذبيح (9) .
قال الهمداني: ليس يجمع الناس مع حسان على كل ما قال (10) .
ويقول قحطان بن عابر الخزاعي
إني رأيت أبي هوداً يؤرقه
حزن دخيل وبلبال وتسهاد
لا يحزننك إن خصت بداهية
عاد بن لاوي فعاد بنس ما عاد (11)
قالوا: وهو عاد بن لاوي، فيعرب، فيقال: عاد بن لاوي بن عوص، وقول يعرب
بني أبوكم لم يعد عما به
وصاة قحطان بن هود
وقول الحارثي
نحن بنو قحطان من جذمة
أعمامنا منه ومنه الخؤول
وجدنا هود على رغم من
عاند واستغواه قال وقيل
منا الذي سن الندى حاتم
وثابت منا الخطيب القؤول
وأما الحجة الثانية: فإنهم ذكروا أن حمير بن سبأ سيَّر جرهماً إلى الحرم وأرض الحجاز، وأمَّر عليهم هي بن بي بن جرهم بن يقطن بن عابر.
وقال الخزاعي: هو هي بن بي بن جرهم بن الغوث بن يشدد بن سعد بن جرهم.
فلما صاروا بأسفل مكة رأوا بها سرباً من الطير، فقال بعضهم: ما هذا الطير ها هنا إلا الى ماء، وما كنا نعهده؟!.
فتقدموا الى سرار الوادي، وهو بطن مسيل الماء.
قالوا: وإذ بهاجر وإسماعيل بن إبراهيم معها طفل، فسألوها عنه، فأخبرتهم بنسبه، فعرفوه، وذكروا القرابة، ورغبهم قربه في القطون، فشب فيهم، وتكلم بلسانهم، ورمى معهم الصيد.
قالوا: وكان حمير بن سبأ في درجة إبراهيم في النسب الى عابر، وهو إبراهيم بن آزر (وهو تارح) بن شاروخ (ويقال: شاووغ) بن راغور بن فالغ بن عابر.
وحمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر,, ستة وستة.
وقد قال قوم: آزر بن تارخ بن شاروخ.
وقال آخرون: فالغ بن شالخ أخو عابر، وليس بثابت.
قالوا: ولا يمكن أن يكون حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن أيمن بن حلجم بن بضم بن عوضين بن شداد بن الهاد بن عاد بن عوص بن إرم بن عوص بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح,, هذا النسب زائد على عشرين أبا,وقد صح أنه في عصر إبراهيم، والذي بين مولد إبراهيم ونوح مُضاهٍ لما بين حمير ونوح.
قالوا: وكذلك من قال: إن عابر هو هود بن عبد الله بن خالد بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح,, وإن كان أقرب القولين إلى ما يلائم الصواب.
وقالت الفرقة الرابعة: إن حميراً وجرهما قبل عاد وثمود بدهور طويلة، وبرهان ذلك قول الخلجان ملك عاد بن الوهم في وفد عاد:
وإنا لنخزى من أمور تسبنا
بها جرهم فيمن تسب وحمير
قالوا: وعاد وثمود قبل إبراهيم، وإنما سمعت الفرقة التي تقدم ذكرها بأن إبراهيم عليه السلام كان في عصر عبد شمس، فظنوه عبد شمس بن يشجب وهو سبأ.
وإنما كان في عهد عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان، وهو شيخ,, وعمِّر على ما قد أجمع عليه أهل الأخبار قريب مئتي سنة، وهو إبراهيم بن آزر بن تارخ بن ناحور بن شاروخ بن شاروع بن راغو بن فالغ بن عابر.
وزاد بعضهم: شالم في الذي جعله بعضهم: ابن شالخ بن أرفخشذ.
قالوا: ولم تكن جرهم يوم عثرت على إسماعيل وهاجر وزمزم سيارة من اليمن، وإنما كان حمير بن سبأ، أو سبأ بن يشجب سيَّرهم الى جبال الحرم والحجاز ولاة على العماليق وعبد ضخم وتلك الأمم,, يقبضون إتاوتهم، فكانوا بنجد والطائف وأجبل الحرم,, ووادي مكة خاو، فأقاموا دهوراً لا يدخلون وادي مكة إلا لرعي، فخرج الحارث بن مضاض (مخفف) بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن ظالم بن هي بن بي بن جرهم بن قحطان في عصبة من جرهم ترود، فوجدوا إسماعيل وهاجر، فعرفته بالنسب، فرغب في المقام معهما، فأقام وجميع جرهم معه، وتزوج إسماعيل الى العماليق (الحدا) بنت سعد العملقي.
قال ابن إسحاق: ثم تزوج الى الحارث بن مضاض (السيدة) بنت الحارث.
وقال آخرون: (شامة) بنت مهلل بن سعد بن هي بن بي,
وغيرهم من العلماء يقول: الذي سرح جرهما الى الحرم عميكرب بن سبأ، ثم خرجت بعد ذلك عمالقة حمير من ولد السميدع بن الصوار، فمروا بمكة فوجدوا جرهما، فسألوهم المقام، فأنعموا لهم وأنزلوهم أسفل وادي مكة، وهي المسفلة، وجرهم في المعلاة، ثم افترقوا بعد ذلك، فأخرجتهم جرهم، فلحقوا بالشام فمن بقاياهم آل الزباء.
قال أبو عبد الرحمن: قليل من هذا من أساطير نسجت قبل الهمداني,, والكثير الكثير من هذا هو من خيال الهمداني وتزويره,, وهذا الخلاف: قالت فرقة، وقالت فرقة أكثره من جعبته، والى لقاء.
(1) جمهرة النسب 2/363 (حاشية عن مختصر الجمهرة).
(2) الصواب: إحدى عشرة، لأن العبرة بما بعدها وهو قبيلة وليست العبرة بالمذكر قبلها.
(3) انتقد الهمداني الشعر، ثم خرجه على وجه صحيح محتمل، ليوهم القارىء أنه أمام رواية صحيحة الثبوت، وإنما الغرض فقه دلالتها,, والواقع أن الذي أمامنا أسطورة.
(4) قال أبو عبد الرحمن: النقوش مصادر تاريخية هامة,, إلا أن عامة ما مضى من أكاذيب الهمداني.
(5) قال ابن الكلبي في نسب معد واليمن الكبير 1/267: وإنما سمي سعد العشيرة، لأنه طال عمره، فكان ولده وولد ثلاثمائة رجل فكان يركب فيهم، فيقال: من هؤلاء معك؟,, فيقول: عشيرتي,, مخافة العين عليهم .
(6) قال أبو عبد الرحمن: عبر بأسلوب التمريض، ليوهم أن هنالك رواية محتملة الثبوت!,, وإنما الذي أمامنا نص مكذوب موضوع ونظام ركيك سامج.
(7) قال أبو عبد الرحمن: أورد الهمداني القصيدة كاملة في موضع آخر، وفيها ابيات كثيرة من وضع الهمداني كقوله
ومن سبأ أصلي وفرعي وحتدي
تنازعني منها الجدود الأكارم
لنا من بني قحطان سبعون تبعاً
أطاعت لها بالخرج منها الأعاجم
وأُنمى إذا انميت للفرع والعلى
فغلصمة تنحاز عنها الغلاصم
خبوط لهامات الرجال مفيدة
رزاح إذا ما دامغتها الجماجم
إذا انبعثت منا الحروب تأججت
بسمر القنا وانهل فيها التناشم
فمنا سراة الناس هود وصالح
وذو الكفل منا والملوك الأعاظم
ومنا ملوك الناس فهد وتبع
وعبد كلال والقروم القماقم
وحسان ذو الشعبين منا ويرعش
وذو يزن تلك البحور الخضارم
ومنا أناس ثم أسعد بعده
وعمرو وحسان النجيد الضبارم
وذو الشوذب السمح الذي كان قد علا
تصان له حور النساء النواعم
فمن ذا يعاددنا من الناس معشر
كرام فذو القرنين منا وحاتم
ونحن بنينا سد يأجوج فاستوى
بأيماننا هل يهدم السد هادم
ونحن كسونا البيت أول من كسى
وسيقت إلينا في ظفار النعائم
نصرنا رسول الله إذ حل بيننا
بأسيافنا من كل من هو ظالم
ونحن ضربنا الناس في كل موطن
كما ضربت دون الحياض الحوائم
فعدوا ونعدد يعلم الناس أينا
أقل نفيراً يوم تفشو الملاحم؟
من الضاربون الهام ما حمي الوغى
إذا الخيل تدمى والوجوه سواهم؟
وهضناكم حتى تخاذل جمعكم
وذلت لنا منكم هناك المخاطم
الأكليل 2/211 - 214.
القصيدة رواها أبو الفرج الأصفهاني بالاسناد، فقال: قال خالد بن كلثوم: ودخل النعمان بن بشير على معاوية لما هجا الأخطل الأنصار، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول
معاوي إلا تعطنا الحق تعترف
لحي الأزد مشدوداً عليها العمائم
أيشتمنا عبد الأراقم ضلة
وما ذا الذي تجدي عليك الأراقم
فما لي ثأر غير قطع لسانه
فدونك من يرضيه عنك الدراهم
وأرع رويداً لا تسمنا دنية
لعلك في غب الحوادث نادم
متى تلق منا عصبة خزرجية
أو الأوس يوماً تخترمك المخارم
وتلقاك خيل كالقطا مسبطرة
شماطيط أرسال عليها الشكائم
يسومها العمران عمرو بن عامر
وعمران حتى تستباح المحارم
ويبدو من الخود الغريرة حجلها
وتبيض من هول السيوف المقادم
فتطلب شعب الصدع بعد انفتاقه
فتعيا به فالآن والأمر سالم
وإلا فبزِّي لأمة تبعية
مواريث آبائي وأبيض صارم
قال أبو عبد الرحمن: اللأمة الدرع.
وأجرد خوار العنان كأنه
بدومة موشي الذراعين صائم
وأسمر خطي كأن كعوبه
نوى القسب فيها لهذمي ضبارم
القسب التمر اليابس يتفتت في الفم,, لهذمي قاطع,, ضبارم شديد,, والمراد الرمح ]عبد (رب) علي[
فإن كنت لم تشهد ببدر وقيعة
أذلت قريشاً والأنوف رواغم
فسائل بنا حيَّي لؤي بن غالب
وأنت بما تخفي من الأمر عالم
ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا
وليلك عما ناب قومك نائم
ضربناكم حتى تفرق جمعكم
وطارت أكف منكم وجماجم
وعاذت على البيت الحرام عوانس
وأنت على خوف عليك تمائم
وعضت قريش بالأنامل بغضة
ومن قبل ما عضت علينا الأباهم
لكنا لها في كل أمر تكيده
مكان الشجا والأمر فيه تفاقم
فما إن رمي فأوهى صفاتنا
ولا ضامناً يوماً من الدهر ضائم
وإني لأغضي عن أمور كثيرة
سترقى بها يوماً إليك السلالم
أصانع فيها عبد شمس وإنني
لتلك التي في النفس مني أكاتم
فلا تشتمنا يا بن حرب فإنما
ترقى الى تلك الأمور الأشاتم
فما أنت والأمر الذي لست أهله
ولكن ولي الحق والأمر هاشم
إليهم يصير الأمر بعد شتاته
فمن لك بالأمر الذي هو لازم
بهم شرع الله الهدى واهتدى بهم
ومنهم له هاد إمام وخاتم
قال: فلما بلغت هذه الأبيات معاوية أمر بدفع الأخطل إليه ليقطع لسانه، فاستجار بيزيد بن معاوية، فمنع منه، وارضوا النعمان حتى رضي وكف عنه .
الأغاني 16/53 - 54.
(8) قال أبو عبد الرحمن: هذا من المزور على حسان، ويأتي في نص الدكتور جواد علي تعليق على هذه الأكاذيب أسوقه في مناسبة قادمة إن شاء الله.
(9) قال أبو عبد الرحمن: هذا توجيه في الدلالة يوهم بأن ثبوت الرواية أمر مفروغ منه.
(10) قال أبو عبد الرحمن: هذه المعارضة لجملة القول المكذوب على حسان تضليل: ليوهم القارىء ان الرواية ثابتة عن حسان، وان المسألة معارضة له في الرأي، ليثبت بعض ما قال,, والواقع أننا امام نص مكذوب.
(11) قال أبو عبد الرحمن: الشعر والشاعر من أكاذيب الهمداني، وهكذا جملة ما في هذا السياق.

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved