* مكتب تبوك - ماجد بن ناشي العنزي
عرض مسرحي مبهر لفريق مسرح تبوك القادم بقوة فقد استطاع الممثلون ان يشعلوا بأدائهم الرائع روح الحماس والاعجاب في نفوس المشاهدين والمتلقين حين شاهدوا نصا انسانيا اجتماعيا راقيا فقد عمد مخرج العمل الى اخراج واظهار هذا النص الاجتماعي وابطاله داخل شكل مسرحي متطور لاسيما وانهم لا ينتمون إلى جمعية ثقافة وفنون ويعملون في فضاء مسرحي فقير وداخل اجواء فنية بسيطة.
وكأن المؤلف والمخرج والممثلين والفنيين يؤكدون ان فريق مسرح تبوك قادم بقوة لمقارعة الكبار في مناطق المملكة حيث لعب الممثلون ادوارهم كما رسمها لهم المخرج وكما املتها عليهم شخصيات النص بل اضافوا لها ابداعات فردية تحسب لهم في إطار العمل الجماعي.
المسرحية :
تعالج مسرحية دكتوراه بالوراثة جوانب جيدة حول بعض السلبيات في المجتمع السعودي وطرق معالجتها,, ويصور المؤلف فيها انتشار بعض السحرة والمشعوذين وقيامهم بممارسة اساليب الضحك على الناس وأخذ مبالغ ضخمة منهم جراء تصديقهم والانصياع لاوامرهم والطيبة الزائدة لبعض فئات المجتمع التي هي احد اسباب انتشار الظاهرة فقد قام الدكتور ابو دحروش يساعده عبده الموظف المصري عند الدكتور بعمل الدعاية الكافية لاستقبال عدد كبير من المرضى الطالب والمطرب والباكستاني والرجل العجوز وغيرهم,, وينتهي الفصل الثالث بالقبض على الدكتور ومعاونه من قبل رجال الامن الذين ظلوا يراقبون اكثر من ستة اشهر.
الممثلون والفنيون:
المسرحية فكرة الاستاذ علي عيد العمري تأليف وسيناريو وحوار علي السحيمي صاحب الحضور الباسم الذي قام بدور عبده أما البقية فيأتي الفنان يحيى الغماري مخرج المسرحية والبطل وقام بدور الدكتور ابو دحروش وقدم عرضا ادائيا رائعا بنفس واحد خلال الفصلين الثاني والثالث رغم طول المسرحية التي استغرقت الساعتين والنصف وهذا ما يؤهله ان يكون نجما من نجوم المسرح السعودي ففي ادائه الكثير من الثقة والتمكن من اللعب الجسدي والتعبيري.
أما متعب المسعودي فقد قام بدور النقيب ومنصور العطوي أبو عبدالله ، لافي البلوي محمد ، وليد الشريف طالب الوظيفة ، عبدالله الدوسري عبدالله ، علي حسن الطالب ، صالح الهرفي العريف مرزوق الكريشاني أبو سليمان ، صالح مفلح الباكستاني ، فواز الجهني الرقيب ، علي عامر المطرب ، محمد العقيلي الملازم ، وقد ابدع جميع الممثلين في ادوارهم التي رسمها لهم المخرج.
الفنيون: المكياج والاضاءة خالد القرني وعبدالله السريحي.
الديكور د, عبدالعزيز عطا، د, شادي كمال الدين.
الاشراف العام: مانع الذبياني، مروان علي طلفاح.
مسؤول المسرح: عبدالمجيد الاحمري.
العرض: تم عرض فصول المسرحية بالصالة الثقافية بالادارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك وذلك ضمن نشاطات اللجنة الثقافية بكلية المعلمين بتبوك,, وقد حضرها المدير العام للتعليم بمنطقة تبوك محمد بن عبدالله اللحيدان وعميد كلية المعلمين بتبوك د, موسى مصطفى العبيدان ووكيل الكلية للشؤون الادارية عليان الشامان ومساعد مدير التعليم هاشم القحطاني وعدد غفير من جمهور ومتذوقي الفن المسرحي غصت بهم مدرجات المسرح,.
رؤية وتحليل
- كان من المتوقع ان نرى عرضا مباشرا سطحيا خصوصا انها التجربة الاولى او الثانية لمسرح تبوك إلا انه وقياسا على ما شاهدناه من عطاءات الممثلين في هذه المسرحية نجد انهم في داخل ورشتهم في مسرح كلية المعلمين بتبوك قدموا عرضا يليق بالمسرح الجيد وجميعهم يمتلكون الحضور والثبات على المسرح والحركة الرشيقة وجماليات الشكل والاداء مع وجود بعض التفاوت,, كما اثبت الجمهور الحاضر بكثافة من الدقائق الاولى للعرض انه لا مسرح بدون جمهور وان الجمهور لاغنى عنه للعرض المسرحي.
- يؤخذ على الاخراج عدم اعطاء بعض الادوار الفنية المطلوبة في النص وتثبيت عناصر اخرى في المسرح بدون علاقة فنية تدعوه لذلك.
- كان بالامكان توزيع احداث الفصل الاول على الفصلين.
- أكد المخرج يحيى الغماري كفاءة جيدة في هذا العمل.
- لاقت هذه المسرحية اصداء واسعة من المشاهدين وسجلوا اعجابا كبيرا بهذا العمل الوليد خصوصا ان من قام بالعمل نخبة من الشباب الواعدين في مجال المسرح السعودي.
- أجاد المخرج في توزيع الممثلين على خشبة المسرح وكان موفقا في استخدام الخلفيات والمستويات المسطحة على خشبة المسرح ومواقع الجلوس.
* مشرف النشاط الثقافي المسرحي بتعليم تبوك الاستاذ عبدالله راشد الشهري اوضح لالجزيرة الفنية : ان ما شاهده في هذه الامسية يعد ولادة حركة مسرحية في هذه المنطقة خصوصا ان هذا العمل يتجلى في سياقه الوصول إلى الهدف وقد لمست هذه المسرحية ظاهرة من اشد الظواهر خطورة على المجتمعات وهي الشعوذة والدجل تحت ستار العلاج وقد قام بأدوار المسرحية نخبة من الطلاب وفق صراع درامي مر بتطور الاحداث من خلال عرض بعض شرائح المجتمع ممن لديهم ضعف عاطفي تجاه رغباتهم في الوصول إلى حلول سريعة لمشاكلهم وتجلى ذلك وضوحا من خلال ادوار الشخصيات والاحداث المتشابكة مرورا بحل العقدة الدرامية التي جسدها الكاتب في المشهد الاخير كما عرض المخرج ديكورا ذا مدلول درامي نفسي من خلال اختيار الاضاءة ذات اللون الاحمر والاسود كان ذلك في المشهد الثاني وهو يدل على النار والدم والحزن والرعب,, ونسجل هنا شكرنا للوجوه الشابه على هذا الحماس المتقد لديهم ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق.
الفنان يحيى الغماري اوضح لالجزيرة الفنية ان مسرح تبوك قادم وهذه هي البداية وكشف عن اعمال تلفزيونية قادمة سيشارك بها خلال رمضان ان شاء الله.
أما علي السحيمي: فاشار إلى الجهود التي بذلت قبل العمل وساهمت في نجاحه وقال هذه نواة لاعمال قادمة.