Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


خواطر على الوتر الحساس
عايدة أبو جودة واطلاق التعليقات والصيحات العالية

** يستغرب البعض طريقة المغنية عايدة أبو جودة في الظهور التلفزيوني أو الحفلات عندما تروح تطلق تعليقات وصيحات عالية في محاولة منها لاقامة جسر من العفوية بينها وبين الجمهور، مع ان هذا الامر يؤدي احيانا إلى نتائج سلبية تتناول هذا الاسلوب برمته كونه يعكس نوعا من الارتجالية يجب الحد منها، بنظر هذا البعض الذي يرى ان عايدة أبو جودة مغنية خفيفة الدم جدا، ولها حضور طيب في نفوس الذين يشاهدونها، ولها نبرة خاصة في آذان الذين يتابعون اغنياتهاّ، مع القناعة الثابتة بأن هذه الاغنيات لا تدعي اي رسالة غير رسالة ترفيه الجمهور وتسليته وتقديم الكلمة واللحن الخفيفين، بعيدا عن أي هدف اكبر آخر.
ولا تظن عايدة ابو جودة ان دورها الفني يتجاوز هذه النقطة الحساسة، فهي ليست مطربة نذرت نفسها للغناء الاصيل، ولا هي مطربة اعطت وتعطي الطرب الشعبي الذي يتحدثون عنه اليوم بكثافة، وإنما هي مغنية تمتلك صوتا له حدوده المعترف بها فنيا، ولا يريد ان يتجاوز تلك الحدود، وبناء عليه، فإن عايدة ابو جودة قررت وتنفذ حضورا فنيا ينطلق من ان الجمهور بحاجة إلى ان يفرفش وهي تحب ان تلبي هذه الجوانب عنده، فتركز على الاغنية الخفيفة، وعلى الكلمة التي تحمل في طياتها نكتة ربما او موقفا ضاحكا، وتهتم بأن يكون اللحن الذي تؤديه حاملا لنبض الشارع اي الناس الذين يرددون الاغنيات من دون ان يحللوها فنيا، وبذلك تكون قد صدقت مع ذاتها الصدق الكافي للاحتراف.
تقول عايدة أبو جودة حينما التقيتها في لبنان في الصيف الماضي:
أنا لا افتعل اي أغنية، ولا أريد ان ينظر الي الناس إلا من خلال خفة الدم التي ميزتني فبهذه الصفة يمكنني ان اصل إلى هدفي الذي اعتبره نبيلا وهو اطلاق البسمة على وجوه الناس من خلال مشاهدتهم لي في التلفزيون او من خلال متابعتهم لي في اي فيديو كليب او في اي حفلة، لغيري ان يهتم باشباع الجمهور ثقافيا، اما انا فأتمنى ان اشبع الناس بساطة وعفوية وحيوية.
يقول المخرج سيمون اسمر عن عايدة أبو جودة الذي كان حاضراً اللقاء:
أكثر من مرة قلت لها ان تحترف الغناء على طريقة المونولوج، فلم تقبل اقتراحي، انا اعتقد ان عايدة إذا غنت المونولوج وإذا قدمت وصلات من تقليد المطربين والمطربات وهي ناجحة في ذلك تماما، تمكنت من ان تصبح العمود الفقري لهذا الفن الذي نشهد تراجعا له في كل البلاد العربية، ان غناء المونولوج كان في مرحلة من المراحل السابقة هو الابرز ثم راح يتراجع، والسبب ان المواهب الحقيقية فيه قد تضاءلت، ويعتقد سيمون اسمر ان عايدة ابو جودة تستطيع ان تبرع في هذا المجال لسببين:
الاول هو صوتها الجيد ذو النكهة الخاصة، والثاني هو حضورها المحبب الذي لا تستطيع إلا ان تحبه لما فيه من الطرافة الغريبة جدا.
لكن عايدة أبو جودة لا تريد ان تكون مغنية مونولوج، هكذا تقول, وتناقش طويلا في المقامات والطبقات الصوتية التي يمكنها الاداء بها اكثر بكثير من مطربات أخريات وتسمي بالاسماء.
وللامانة الصحفية لابد ان اعترف انني من اشد المعجبين بهذه الفنانة المتألقة على الدوام.
مالك ناصر درار

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved