* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي السيد
بمشاركة المملكة العربية السعودية بدأت أمس بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال ندوة الطاقة النووية واستخداماتها السلمية في القرن الحادي والعشرين والتي تعقد بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى يومين يشارك في الندوة مجموعة كبيرة من خبراء الوكالة الدولية وخبراء دوليون وعرب لمناقشة مجموعة من الأبحاث والدراسات والأوراق المقدمة.
وتنبه الورقة السعودية المقدمة من الدكتور خالد العيسى الاستاذ بمعهد البحوث النووية في مدينة الملك سعود للتكنولوجيا الى الآثار الصحية المترتبة على اسلوب استخدام النظائر المشعة في علاج الأمراض التي تصيب الانسان مؤكدا ان عدد الحالات التي تعالج بهذه الطريقة يزيد على عشرة ملايين حالة سنويا في العالم ويطالب الباحث السعودي بالبحث عن سبل لتفادي احتمالات تلف بعض خلايا الجسم السليمة اثناء العلاج بجرعات عالية من الاشعاع.
وقدم الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية ورقة عمل تبين آفاق وامكانيات استخدام الطاقة النووية لخدمة قضايا السلام والتنمية في العالم في الوقت ذاته استعرض المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء والطاقة التجربة المصرية في استخدام تطبيقات الطاقة النووية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وفي مقدمة الابحاث العربية المعروضة على الندوة البحث الخاص بموضوع الاشعاعات والحياة اليومية والمقدم من الدكتور ابراهيم عثمان مدير عام هيئة الطاقة الذرية السورية، ويحدد المصادر المختلفة بالاشعاعات التي يتعرض لها الانسان في حياته اليومية وتؤثر على صحته العامة, كما يتناول بعض اشكال استخدامات الطاقة النووية في مجالات الطب والصناعة وتنمية الموارد المائية وحماية البيئة، وتحسين نوعية الغذاء العالمي ورفع كفاءة التربة الزراعية.
كما تشارك في الندوة الجماهيرية الليبية ببحث عن استخدام الطاقة النووية في انتاج المياه العذبة، والذي أعده الدكتور سالم غربال من مركز البحوث النووية في طرابلس، ويناقش فيه الاعتبارات التي تحكم عملية استخدام المفاعلات النووية كمصدر لتحلية مياه البحر, كما توضح الورقة الليبية الجدوى الاقتصادية لهذا الاسلوب مقارنة مع تقنيات تحلية مياه البحر باستخدام الوقود العادي.
وكان الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية قد صرح ان عقد الندوة يؤكد حرص الجامعة والدول العربية على استثمار التقدم العلمي والتكنولوجي لتحقيق مزيد من التنمية والازدهار، اقتصاديا واجتماعيا على المستويين القطري والقومي, كما يأتي تنظيم الندوة في اطار قرارات وتوجهات مجلس الجامعة التي تحض على تعزيز التعاون العربي الدولي لصالح ترسيخ اسباب السلام والاستقرار ومؤازرة الدعوة العالمية الى التخلص من اسلحة الدمار الشامل.
وشدد الأمين العام في هذا الصدد على قرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل موضحا ان مبادرة الرئيس حسني مبارك بالدعوة الى اعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية تكتسب أهمية متزايدة خاصة في ضوء تنامي الوعي العالمي بما تنطوي عليه مثل هذه الأسلحة بترسانتها من مخاطر جسيمة على البيئة والصحة.