Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


مستعجل
الشباب،، والمقاهي،،!

** اتخذت الجهات المسئولة قراراً حكيماً للغاية،، وهو منع تشغيل،، بل وجود المحطات الفضائية في المقاهي،، ورحب الجميع بهذه الخطوة التي تأخرت كثيراً،، وكان الجميع يتطلع لإصداره قبل فترة،
** لقد ناشدنا بمثل هذه الخطوة،، كما ناشد الكثير من الكتاب والصحفيين والقراء،، وطالبوا بسرعة استصدار قرار بمنع هذا البث الغث في هذه المقاهي التي لا يرتادها مع الأسف إلا الشباب،،
** وقبل عدة سنوات،، تم منع المقاهي وسط المدينة،، وكان هذا القرار هو الآخر حكيماً،،حيث استراح الناس من مساوىء ومشاكل هذه المقاهي بكل ما تحمل من تبعات وروائح كريهة وزحام وامور أخرى لا تخفى عليكم،،
** وحقيقة،، لا يمكن ان ننساها او ننكرها،، أن الجلوس في المقاهي كان الى وقت ليس بعيداً عيباً اجتماعياً،، وكان الكثير من الناس يتحاشى الذهاب الى المقاهي او الجلوس فيها تحاشياً من الوقوع في هذا العيب،، بل متى أجبرته ظروف مجاملة بأن يذهب الى مقهى،، حاول إحكام اللطمة ثم تلفت يميناً وشمالاً قبل أن يدخل،، كما أنه يحرص على مثل هذا التلفت عند خروجه،، خوفاً من ان يشاهده أحد،، ثم يصنف تصنيفاً غير طيب،،باعتباره من رواد المقاهي،، وهو تصنيف صعب جداً،، ابسط ما يقال عنه اجتماعياً بانه يسقط المروءة كما يقول الفقهاء،، والذي يتردد على المقاهي في السابق أو يشتهر امره بانه من مرتاديها ينظر له الناس نظرة دونية ولا يثقون فيه،،وكانت نظرة فاحصة ولكنها أوشكت على الانتهاء،، ولايمكن ان نقول انها انتهت ابداً،،
** أما شبابنا اليوم،، فهم يملؤون المقاهي بشكل عجيب،، فهي تحتضنهم ليل نهار،، وتتفنن في تقديم اصناف وانواع المعسل والشيشة والجراك،، والكل يعرف،، ماهو الجراك،، وكيف يصنع وما هي الموا د التي تدخل في تصنيعه ولكن أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا صدق الله العظيم،
** ولكي تحكم على وضعية المقاهي،، عليك فقط،، مشاهدة اشكال واصناف هؤلاء البشر،، الذين يرتادونها،، إنها أشكال مخيفة مرعبة،، لا يمكن على الإطلاق ان تكون اشكال اناس اسوياء ابداً،، انها تذكرنا بأشكال الدَّفُّوع وعوِّيه والسِّكنِي ،
** وهؤلاء المخيفون المرعبون المشبوهون،، هم الذين يجلسون مع الشباب الذين يرتادون المقاهي،، وهؤلاء هم الذين يخرِّجون اجيالاً من نفس الفصيلة فصيلة الدفوع،، وعويه،، والسكني ،
** والمشكلة الصعبة جداً - ايضاً - ان مرتادي هذه المقاهي،، بعضهم تتراوح اعمارهم ما بين 14-18 سنة،، ولك ان تتخيل حجم المخاطر والمشاكل والكوارث التي تنتظر هؤلاء المساكين الذين يسهل التغرير بهم،، ولكن اين والديهم؟!!
** حقيقة،، لا ادري،، ولكن،، وقد يكون مثل هؤلاء الشباب قد خرجوا عن طاعة والديهم وصعب السيطرة عليهم،، والمشكلة ان هؤلاء الصغار الذين يجلسون في المقاهي نشاهدهم وهم يتعاقبون الشيشة الواحد تلو الآخر وبنهم غير عادي،، ولاشك ان هذا سيشجعه على قبول اي شيء آخر وبنفس النهم الذي وجدته الشيشة،، وهنا،، تكون الكارثة،
** لقد وقفت على هذه المقاهي مرتين او ثلاث لاطلع على جزء مما يدور بداخلها،، فوجدت المآسي والمشاكل،، ووجدت شباباً يملأ أروقة المقاهي،، وكأنه يقول،، اين المشاكل،، واين الانحراف،، وأين الافساد والفساد؟!!
** ليتنا نظفر بقرار آخر يضاف إلى القرار السابق،، بمنع المحطات الفضائية يقول،، يمنع اي شاب تحت 22 سنة من دخول هذه المقاهي على الاطلاق،
** كما نتمنى منع هؤلاء الشباب من دخول هذه المقاهي في الفترة الصباحية على الإطلاق،، لأن مجموعة المفاختين من المدرسة يتواعدون في المقاهي،، وهناك من يذهب الى المقاهي صباحاً لصيد هؤلاء الشباب المفاخت ومحاولة إيقاعهم في مشاكل قد تقودهم إلى جادة الانحراف،، فمثل هؤلاء الباحثين عن الشباب،، يتصيدونهم في فترتين احداهما الفترة الصباحية حيث يجزمون ان من ضيع دروسه وهرب منها وهرب من اهله،، لديه قابلية لأن يقبل بكل شيء،، وأن يسلك اي طريق،، كما يحرصون ايضاً على الشباب الذين يتأخرون في المقاهي ليلاً حتى ساعة متأخرة،، لان مثل هذا الشاب ليس وراءه احد يبحث أو يسأل عنه،، أو لعله خرج عن طاعة ومراقبة والديه،، وهو الآن جاهز لأي شيء،، وهذا يسعد هؤلاء،
** أتمنى أن يكون هناك،، التفاتة لأوضاع الشباب في المقاهي،، لعل الجهات المعنية تلتفت لهؤلاء وتضع أنظمة ولوائح صارمة بحق هؤلاء وأوقات وجودهم،، والعمر المسموح لدخول المقاهي،
عبد الرحمن بن سعد السماري
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved