Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


يارا
المؤامرة الفيروسية
عبدالله بن بخيت

سأتحدث عن مشاكل الذكاء الصناعي, بالطبع ليس عن البرامج وأجهزة الكمبيوتر ولا عن الانترنت التي ولدت في المملكة عجوزاً هرمة (بطينة وخرساء وبخراء) ولكن عن الفيروسات التي تصيب اجهزة الكمبيوتر وتدمرها في بعض الاحيان, ولن اتوقف عند المسائل الفنية المملة التي لا اعرف عنها الكثير أصلاً, واتحدث عن الموضوع لأنه ينطوي على مؤامرة, ورغم انني قاومت الميل نحو المؤامرة الا انني لم اجد سبباً واحداً في عقلي وذكائي يجعلني احلل وجود مثل هذه الفيروسات, ولمصلحة من تصمم لتؤذي الناس في اعمالها ومصالحها, طبعاً لن اردها الى الصهيونية والماسونية لاني اهتديت الى عامل واحد وجهة واحدة هي التي تستفيد من انتشار ظاهرة الفيروسات, وهذا الاتجاه ربما اغضب موجهي هذه الايديولوجيا الجديدة التي تؤكد ان العالم يخلو من اي حس مؤامرة, فالمؤامرة هي من اختلاق الذهن العربي المهزوم وخاصة اذا تعلق الأمر باسرائيل الطيبة المحبة للسلام (اسرائيل بيريز طبعاً) لا اريد ان اخرج عن الموضوع.
الفيروس هو برنامج صغير صمم بذكاء يدخل على البرامج والأجهزة ونظم التشغيل ويغير من بنائها وينعكس هذا خراباً و(لعنة خيّر) على المستخدم.
في الثمانينات عندما بدأت الناس تستخدم الكمبيوتر من خلال البرامج المحمية، وهي البرامج التي لا يمكن تناسخها لم تظهر هذه العلة, وهذا ما يعرفه حتى الآن مستخدمو الماكنتوش العربي.
ولكن خاصية الحماية لم تكن عملية وفعالة خصوصاً ان اقتحام الحماية ميسور وسهل في كل الاحوال, لذا بدأت الشركات تفتح برامجها مع التأكيد على حق الملكية وحقوق النشر, ولكن الناس في كل مكان يفضلون البلاش على دفع مبالغ كبيرة (غريبة يا أخي!!)
فانتشرت القرصنة ولم تستطع التحذيرات من رد الناس الى صوابها فليس من المعقول ان اشتري برنامجا بثلاثة آلاف ريال وانا استطيع الحصول عليه ببلاش او بمبلغ رمزي، ولكن الشركات الكبرى لم تقف مكتوفة الايدي امام هذه الغارات على مصالحها فابتكرت ما يعرف اليوم بفيروسات الكمبيوتر فصممت الفيروسات وضمنتها في اعماق برامجها، بحيث تتهيج وتنشط عند التناسخ، وربما كان هناك عدد معين من التناسخ ينشط بعدها الفيروس ويصبح مدمراً, وما يبرهن ذلك ان هناك اصابات بهذه الفيروسات ظهرت في بيئات مغلقة في ادارة معينة لم تسمح بكثرة التناسخ من خارج مجموعة الأجهزة الموجودة فيها, ولكنها تسمح بتناسخ البرامج في داخل المصلحة, وهي برامج اصلية وليست منسوخة: بالطبع هناك برامج تم نسخها مئات المرات ولم تظهر منها اي فيروسات, وهذا لا ينفي ما ذهبت اليه، فالشركات الكبرى لا تضع هذا الفيروس في كل نسخة من برنامجها المستهدف وانما تضعه في عدد من النسخ بشكل عشوائي لان الهدف هو التخويف والارهاب ونشر الذعر بين الناس لمنعهم من عملية النسخ المجاني.
وما يعزز كلامي هذا اننا لم نسمع حتى الآن انه تم مقاضاة احد او القاء القبض على احد يقوم بتصميم وانتاج هذه الفيروسات, ولا يوجد اصلاً سبب واحديجعل الانسان يستخدم ذكاءه وبشكل مستمر في عمل مدمر لا ربح فيه على الاطلاق, ربما يكون المتهم ايضا تلك الشركات التي تنتج برامج الحماية من الفيروس اي انها تنتج الفيروس وتطلقه ثم بعد عدة اشهر تطلق برنامجها المطور الذي يستطيع التصدي لهذا الفيروس الجديد وهات يا بيع! .
ولكن الأمر كما يقول المثل الشعبي (صبه احقنه) فالشركات التي تنتج برامج الحماية من الفيروسات هي نفسها الشركات التي تنتج البرامج الاخرى المعرضة للسطو,, ودمتم,.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved