رغم ايماني الشديد بأن مدرب الفريق في الحالات العامة لايعفى,, من المسئولية,, أو على الاقل من بعضها عندما يخفق الفريق,, وفي الحالة التي بين يدينا يكون المعني هو خليل الزياني ,, وان التحكيم يجب ألايكون شماعة نعلق عليها اخطاءنا في محاولة لتبرير الفشل.
اقول: رغم ذلك, إلا انني لابد ان اؤكد على حقيقتين هامتين قبل دخولي إلى صلب الموضوع:
** الاولى:
ان ما سيأتي من سطور لايمثل دفاعاً عن خليل,, فخليل هو ضلع في المثلث المعروف,, لكن مثلث الهلال في التصفيات الآسيوية لم يكن متساوي الاضلاع,, وأرى ان الزياني كان يمثل الضلع المقابل للزاوية 30 في مثلث ثلاثيني سيتني بينما تمثل الادارة الضلع الثاني المجارو للقائمة، الاطول ويمثل اللاعبون الوتر الأكثر طولاً أو العكس، بل ربما كان المثلث منفرج الزاوية ومثل خليل الضلع المقابل للزاوية الحادة الاصغر,, والادارة الضلع الآخر,, واللاعبون الضلع المقابل للزاوية المنفرجة او العكس.
** الثانية:
ان الحكم الياباني فوركاوا ظلم الهلال في مباراته الأخيرة امام العين الاماراتاي, وكان له دور في التاثير على المحصلة النهائية للنتيجة، فعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة وعدم احتساب هدف صحيح، وانذار بدون مبرر واضح,, وقراراته اثناء المباراة,, كلها امور تجعل اللاعب يشعر بنوع من الاحباط يؤثر على نفسيته وادائه، وهي امور من الصعب معالجتها، ما لم تكن لدى اللاعب قناعة ذاتية بمواجهة التحدي، والقدرة على تجاوزه بالاضافة الى ادارة قادرة على معالجة الامور بما يحقق ذلك.
تلك حقيقتان لابد من الاشارة لهما، والتأكيد عليهما،,, لكن السؤال المطروح:
* الم يكن بامكان الهلال ان يحسم الموقف قبل الوصول لهذه المباراة,,؟!
بل الم يكن من المفروض ذلك؟! لادراكه ان هذه المباراة ستكون مع صاحب الارض والجمهور مع احتمال اسوأ الظروف التي قد تحيط بالمباراة,, وهو ماحصل بالفعل!
وثمة تساؤلات اخرى:
هل هي المرةالاولى التي يتعرض فيها الهلال لظلم تحكيمي,,؟! بل انها لن تكون الأخيرة كنتاج طبيعي لأي منافسة كروية يديرها بشر معرض للخطأ ,, واذا كان الهلاليوم سينظرون للتحكيم على انه المبرر الوحيد لخروجهم من التصفيات فهي البداية لخروجهم من منافسات عديدية قادمة,.
الم يتجاوز الهلال ظروفا مشابهة في منافسات مختلقة؟!
الم يتفوق الهلال في منافسات اكثر اهمية واصعب من الناحية الفنية,.
الم يلعب الهلال ذات يوم في منافسات اقوى ومع فرق اقوى,, بل ومع الفرق نفسها,, وهو في وضع فني اقل مما هو فيه الآن,, ومع ذلك فرض اسمه,, وسيطرته,؟!
ألم,,؟!,, وألم,,؟! وألم يعتصر في القلب,!
الهلال - سادتي الكرام - لم يفقد التأهل بعد خسارته من العين,!! وان كان الواقع يقول نعم حسابياً,, فالحقيقة تقول انه فقدها قبل ذلك منطقيا.
الهلال,, اعلن على رؤوس الاشهاد,, انه فقد التأهل,, منذ خسارته من الاستقلال في المباراة الاولى,!
بل ان البعض يذهب لأكثر من ذلك,, ويقول انه فقدها قبل ان يغادر الرياض.
منذ ان سافر يتبع الطبول! والمزامير محفوفا بالسيوف والعارضين! والمستعرضين!
الهلال,, فقد التأهل منذ ان وضع الحصان خلف العربة,!!
الهلال - ايها السادة - مدرب من الداخل فلم يشعر,!
والهلال - ايها السادة - اوهموه بأنه الأوحد,, فانتشى طرباً,,!!
والهلال - ايها السادة - رشحوه بنسبة 99,99 ,, فصدق!!
الهلاليون - سادتي الكرام - ذهبوا الى العين للعب فقط!! وليتهم لعبوا ولم يلعبوا ! ونسوا ان كرة القدم لم تعد خطط مدربين فقط!! ولاجهود لاعبين فقط!!
ولا حركة دائبة في المستطيل الاخضر فقط!!
نسى الهلاليون,, ما هو اهم من ذلك!
وان كرة القدم اكبر من ذلك,, وان دائرتها اوسع من ذلك!! وهو الاسلوب الذي اعتمده خصومهم,, واللحن الذي عزفوه,, فرقص له الهلاليون,, وتمايلو على انغامه طرباً!!
اعني تحديدا الاعداد غير الفني سواء قبل المغادرة,, او اثناء الاقامة هناك - او حتى اثناء المباريات,!
وإذا كان البعض يلوم خليل الزياني او يحمله بعض الاخطاء,, في كيفية التعامل مع الخصم,, او التبديل نوعا,, وزمناً,, او الاعتماد على اسماء غير قادرة على التفاعل مع جو المباراة أو غير ذلك,, وان كنت شخصيا احسب على خليل - ولا ادري عن الظروف - ابقاء فيصل ابوثنين خارج الفريق,, وهو اللاعب الذي اعتقد ان الفريق كان بأمس الحاجة اليه لضبط ايقاعه,, حيث بدا الفريق محتاجا له اكثر من غيره,,!
اقول,, اذا كان كذلك,, فماذا عسى المدرب خليل كان او غيره سيفعل امام حارس مرمى يخطىء التوقيت او يتهاون في التعامل مع الكرة,.
ومع مدافع لايجيد التغطية,, او يترك مركزه!
ومع مهاجم يتجاوز حارس المرمى,, ولايحسن التصرف رغم خبرته!
ماذا عساه ان يفعل,؟! مع لاعب لايشعر بالمسئولية,, ومع لاعبين كان همهم البحث عن آخر موديلات الجوالات ,.
واكسسواراتها,!
ومع لاعبين تحولوا الى سياح,, وقد كانوا محترفي كرة قدم!
ان الزياني هو نفسه الذي حقق مع الهلال وقبل السفر بساعات اكبر رصيد من النقاط لفريق سعودي.
وهو المدرب الذي في عهده شهد الهلاليون كرة ممتعة لم يشهدوها منذ زمن يوزيك,, ومن قبله اوسكار.
ليس هذا دفاعا عن خليل,, ولا ابرىء ساحته من اي خطأ!! لكنه المنطق الذي يجب ان يتعامل معه الهلاليون اني اتساءل:
لو ان - وماتجدي لو ان - الجمعان سجل تلك الكرة في مرمى الاستقلال!
او ان العتيبي لم يتهاون في الهدف!
او ان المدافعين كانوا اكثر جدية وحرصا على التغطية!
او لو ان بعض الفرص التي لاحت امام الاستقلال في المباراة الاولى تم استغلالها,.
لو تم اي من ذلك,, كيف سيكون التعامل مع خليل,؟! بل مع الفريق ككل!
- سادتي الكرام -
الهلال الان بحاجة لوقفه مع النفس ومراجعة مع الذات وعلاج ناجع,, يحفظ له ماء الوجه.
والهلال الآن ترشح للمربع الذهبي,.
ويفترض ان يستغل الفرصة، ويعتبر المباريات المتبقية فرصة لترميم بعض اخطائه,, واعطاء بعض اللاعبين بعض الراحة وابعادهم عن الجهد والضغوط النفسية,, واعداد البدائل تمهيدا لمسابقة كأس سمو ولي العهد ونهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وغدا,, مؤتمر صحفي لسمو رئيس نادي الهلال الامير بندر بن محمد,, واعتقد ان اولى خطوات التصحيح يجب ان تبدأ منه,, ومن المصارحة الحقيقية وسماع رأي من يهمهم سمعة الهلال, واسم الهلال,, وليست هذه هي اول بطولة,, ولن تكون الاخيرة,, امام الهلال.
والله من وراء القصد.