Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


أضواء
دعوة القوات الأجنبية للخليج,.

يشتكي الايرانيون من التواجد الأجنبي في مياه الخليج العربي,,!! والذي لا يعلمه الإيرانيون أو لا يريدون ان يعلموه، أننا جميعا - أهل الخليج من أبناء الدول العربية - لانريد هذا التواجد، والبيانات الختامية لمؤتمرات القمة الخليجية منذ قمة أبوظبي الاولى، الى القمة الاخيرة تؤكد أن أمن الخليج هو مسئولية أهله,.
إذن، وبما ان اهل الخليج عربا وعجما لا يحبذون التواجد الأجنبي في الخليج، فكيف حصل هذا التواجد بحيث اصبحت السفن والبوارج وحاملات الطائرات تمخر عباب مياه الخليج وتقيم في مياهه الدولية طوال العام، لاتغادر قطعة من أساطيله إلا وتحلُّ محلها أخرى، وكما أن الامم المتحدة تنتظم في عضويتها كل الدول، اصبحت مياه الخليج تنعكس على صفحتها أعلام متعددة، متمثلة في اعلام امريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وإعلام اخرى، لا تعد ولا تحصى.
هذه التظاهرة من الذي جلبها الى الخليج,,؟ وهي تظاهرة لم تعد مقصورة على السفن التجارية ولا على ناقلات البترول، ولنشات القَطر والاصلاح,, بل اصبحت رؤية البوارج التي تحمل على ظهورها عدداً يتجاوز ما يقطن على بعض جزر الخليج من سكان ومبانٍ، أصبحت رؤية تلك البوارج من الاشياء المألوفة,, يراها أهل الخليج فيتساءلون بحسرة: من احضر كل هذا الحشد,, ؟!!
في البدء فتحت الحرب العراقية/ الايرانية الخليج امام القوى الدولية الكبرى والصغرى لارسال سفنها دفاعا عن مصالحها وتجارتها التي هددها في البداية تَعرُّض القوات الايرانية حتى لشحنات البترول المصدرة من دول لاعلاقة لها بحربها مع العراق، فطلبت الكويت من الدول الكبرى رفع اعلامها على ناقلات البترول، وسارعت تلك الدول بالاستجابة ليس حباً في عيون الكويتيين، بل حرصا على مصالحهم، فالتعرض لإمدادات البترول يوقف مصالحهم، ويدمر مصالح الدول الكبرى منها والصغرى، دول الغرب والشرق معا، ولذا فقد تواجدت سفن امريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا ومعها سفن كندا واستراليا,, تلك كانت البداية، ويومها ظلت السفن والقواعد تجيء وتروح كلما اشتعل الوضع في المنطقة حتى ارتكب النظام العراقي جريمته الكبرى بغزو دولة الكويت، عندها اصبح الخليج مفتوحا للجميع,, والكل يريد ان يدافع عن مصالحه,, فالخليج ممر بحري دولي، يمر من خلاله اهم واثمن مادة استراتيجية تعدُّ عصب الاقتصاد العالمي، وسواء رغبنا أم لم نرغب، فإن من تتضرر مصالحه يسارع للحفاظ عليها، وخصوصا ان من بين دول الخليج من يعطي المبرر، والدعوة التي لا تُرفض لقدوم السفن والقوات الاجنبية، وقد تخصصت كل من بغداد وطهران في صياغة وتقديم افضل الدعوات لهذه القوات من خلال أفعالهما التي لا تثير قلق دول الخليج الاخرى فحسب ، بل تدفع الدول الاجنبية الى المسارعة لإرسال قواتها وسفنها للدفاع عن مصالحها, والمجال هنا لا يتسع لذكر افعال واستفزازات بغداد وطهران لدول الخليج وسائر الدول الاخرى، الا أنه تجدر الاشارة الى أن المناورات العسكرية الايرانية الاخيرة وبخاصة التي جرت في المياه الاقليمية لدولة الامارات العربية,, واحدة من الاستفزازات المتواصلة التي تمثل احدث الدعوات لاستقدام القوات الاجنبية للخليج!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved