Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


الملك عبد العزيز رجل الحرب والإدارة
أسس وبدايات الوحدة العربية

مما لا شك فيه ان الملك عبد العزيز يرحمه الله كان يسعى الى استعادة ملك آبائه واجداده، ليرسي بذلك مفهوماً اسلامياً ينشده كل قائد وزعيم مخلص لأمته ووطنه، ذلك المفهوم هو الوحدة العربية التي نادى بها بعد ذلك.
لقد استطاع في فترة وجيزة ان يوحد اولاً اقاليم نجد المتفرقة المشتتة تحت سلطانه وراية جهاده، بدءاً من الرياض، ومغامرته الجريئة لاستردادها عام 1319ه ثم مناطق جنوب الرياض وشماله كإقليمي الوشم وسدير ومنطقة القصيم، عندها ادرك القائد يرحمه الله ان ذلك ليس كل طموحه، فالاعداء يحيطون به من كل جانب وان كانوا لا يشكلون خطراً يهدد وجوده، حيث انهم لا يملكون قوات مخلصة كقواته، او هدفاً كذلك الهدف المرسوم لجند عبد العزيز.
لقد ادرك القائد ان الوحدة لا تتأتى والاتراك متواجدون في الجزيرة العربية عامة ونجد والمنطقة الشرقية خاصة، لذلك فكر في الحسا، فهي اولاً ذات موقع استراتيجي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، اضافة الى كونها تضم بين سكانها مجموعة من العوائل والأسر المخلصة لآل سعود وعلى اتصال دائم مع الملك عبد العزيز واخيراً فهي منطقة ضمن المناطق التي يسعى الى استعادتها من أملاك آبائه واجداده، لذا فقد سار اليها بقواته وتمكن من فتحها بعد ان اخرج الاتراك منها وذلك عام 1331.
وتجدر الاشارة الى ان العمل الذي قام به الملك عبد العزيز عندما سمح للأتراك بمغادرة الحسا ومعهم اسلحتهم الخفيفة قد اوجد له ردة فعل حسنة عند الدولة العثمانية، فقد شكرته على صنيعه وموقفه النبيل، وكافأته بأن اعترفت به حاكماً على نجد ومنحته لقب قائمقام، فحقق بذلك هدفين نبيلين هما، الأول: التخلص من الجنود الاتراك في القصيم وشرقي الجزيرة العربية، والثاني: تحقيق سمعة جيدة عند اصدقائه واعدائه.
لكن الملك عبد العزيز بذلك التصرف يرسم الشخصية العربية الاسلامية في التعامل مع اعدائه (العفو عند المقدرة) والأمثلة كثيرة في هذا الجانب من الملك عبد العزيز، فكم عفا وصفح عن اعدائه وبتصرفه وسلوكه المميز معهم اصبح بعضهم من اخلص رجاله وأوفاهم.
ولأهمية عسير وموقعها المميز تطلع القائد لاخضاعها وضمها تحت سلطانه فوصلت مقدمات جيوشه اليها في عام 1338 الا ان المنطقة خضعت بشكل نهائي في عام 1340ه على يد الأمير فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله وتبعها جازان ونجران وحائل، واخيراً لؤلؤة العقد منطقة الحجاز 1343ه
وهكذا وحّد القائد ارجاء دولته التي هي في الواقع قارة او اشبه بقارة بعد جهاد استغرق قرابة ربع قرن من الزمن كلها حرب وكفاح لبناء دولة عصرية على أسس ثابتة ومتينة من الاسلام مع الأخذ من الحضارة الغربية ما هو مفيد وبنّاء في مسيرة التأسيس.
ليتطلع القائد بعد ذلك الى وحدة في الاهداف مع جيرانه وهو ما سنسطره في حلقة قادمة، فرحم الله القائد الموحد الذي بنى لنا دولة تشكل في مضمونها اسرة واحدة ويحكمها رب هذه الأسرة والحريص على الرقي بها للوصول الى قمة العطاء، وهو ما تحقق لنا كسعوديين لتصبح المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله محط انظار العالم اجمع حكمة ورزانة ورقيّاً وتطوراً.
رحم الله عبد العزيز الموحد وحفظ الملك المطور.
*عضو الجمعية التاريخية السعودية .
د, صالح عون هاشم الغامدي *

backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved