Saturday 6th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 18 ذو القعدة


الملك عبدالعزيز داعية من دعاة النهضة

* الطائف - مكتب الجزيرة - هلال الثبيتي
كان جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله يدعو في كل احاديثه الى الاخذ بالعلوم الحديثة والصناعة الحديثة والاسلحة الحديثة باعتبارها الاسلحة التي مكنت الاوربيين من استعمار المسلمين والشرقيين وجلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله على قدر ما يعادي افكار الاوربين ومدنيتهم وحضارتهم وينفر منها ويحذر من عواقب الاخذ بها, وعلى قدر تمسكه بالاسلام وكل ما يمت الى الاسلام بصلة عن قرب او بعد فقد كان يرحمه الله يدعو ويرغب في نقل الالات الغربية وصناعتهم واسلحتهم واساليبهم في العمل والانتاج.
ذلك هو محور من المحاور الرئيسية لسياسة الملك عبدالعزيز وعظمته في نفسه فما اعجب ان يدرك هذا الرجل الذي ولد في البادية وترعرع فيها وقام بيته على اساس العودة الى الاسلام الى طهارته الاولى وبساطته الاولى,نعم ما اعجب جمع هذا الرجل بين الشعور العميق بالاسلام وتقديسه وبين الاخذ بوسائل النهوض العلمية الحديثة ولكن الملك عبدالعزيز رحمه الله لم يكن عقيم النظرة السياسية بل ككل الافذاذ خرج على هذه القوانين فجمع في شخصه ما بدا في بعض الاوقات لفريق من الناس تناقضا فالملك عبدالعزيز هو المحافظ اشد المحافظة على تقاليد الاسلام القديمة حتى ليعتبر الكثير مما عليه سائر المسلمين في الماضي بدعا ومحدثات ضلالة.
وجلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله هو في ذلك الوقت الرجل الذي يزوره الغربيون ويأمر بادخال اللاسلكي والسلكي ويركب السيارة والطيارة ويمنح الامتيازات للشركات فيما يعود على البلاد بالمصلحة والنفع دون ان يمس كرامتها.
ولكن السنين والايام قد اظهرت للجميع ألا تناقض في سياسة عبدالعزيز ومعتقداته بل ان هذه مكملة لتلك فان شدة ايمان الملك عبدالعزيز بالاسلام ورغبته في النهوض بالمسلمين ودفع دعاية الاستعمار عنهم قد جعله ينفذ ببصره الى سر تفوق الغرب على الشرق فلم يجد في معتقدات الغرب او في طريقة حياتهم ما يمكن ان يسمى تفوقا وانما سر هذا التفوق يكمن في هذا المدفع وهذه الطائرة وهذه الدبابة وتلك المصانع وذلك العلم الذي قامت عليه هذه المهمات والوسائط كلها فلو استطعنا معاشر المسلمين ان نأخذ هذا العلم وتستحوذ على الالات والمهمات لافقدنا الغرب عنصر تفوقه علينا ولارتفعنا فوقه درجات بما لدينا من ايمان وعقيدة راسخة رسوخ الجبال كذلك كان عبدالعزيز رأي بثاقب بصره ان الامبراطورية العربية التي يطمح اليها لا تستطيع ان تقف على قدميها وتجالد خصومها الا اذا توفرت العوامل التي تمكن العرب من اقامة امبراطوريتهم فقد قال الملك عبدالعزيز رحمه الله في خطبة من خطبه.
المسلمون اليوم يقظون من غفلتهم فيجب عليهم ان يقبضوا على الاسلحة التي في متناول ايديهم وهي على نوعين:
أ - الاخلاص والطاعة في خشوع تام لاوامر الله.
- الاسلحة الحديثة .
هذا هو عبدالعزيز وهذه اراؤه بل هذه اعماله التي خلدها التاريخ ليستفيد منها ابناء الامة العربية والاسلامية جيلا بعد جيل هذا القائد البطل الذي رسم طريقة التعامل مع الدول الغربية واخذ العلوم النافعة والتقنيات الحديثة التي تخدم امته.
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved