Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


دهشة,, خرافية!!

أصنع الدهشة مركباً للضوء
يصطاد في عتمة الليل,, اسرار الفجر
راكضة في غابات الروح السرية,,!
كأنثى تخضل خط كفيها بورق
شبيه بكنوز التوحد والعزلة!
انا اقتني بقية اقنعتي التي احتفظ
بها منصوبة في خزانتي لحين عودة
الروح المغتربة
اصنع الدهشة كمحبرة ضلت طريقها
في ارض افراحي
وسالت عرائساً جهنمية,, ترقص
كمنارة عشق في حنجرتي!
يسقط ظل الاشياء,, حانقاً فوق طاولة الازلية
في استلاب مشاكس,, لدواليب لاتهدأ
تجتر بدورانها سيل العصافير الحلمية!
اصنع الدهشة وردة الريح الخرافية
واشجار المواقيت، وعصافيرها
العشبية!
اصنع الدهشة من احلامي التي اختزلها كرفة المطر في اجنحة الندى
ومناقيرها سنابل الافراح
وبهجة الفجر
وعناقيد السحب الفضية!
اصنع الدهشة عرساً لاحلامي
اصنع الدهشة عيوناً مرجانية
تحلق في اشتعال الماء
مهرة بحرية,, تمتطي صهوة الموج
غمائماً مطرية تندس في معطف الفجر
شقائق نعمان تسافر في حكايا الريح
اصنع الدهشة قبعة من زفير الموج
وحدقة من عيون الشمس,.
وظلاً لماستي,, تؤرقني
في هجعة النورس
وبكائه الذي يلتقطه من عنقي عندما يتكسر
فوق ارض المطبخ الرخامية!
وفاء العمير
(ظباء فراس)
***
الدهشة الخرافية
في تداخل الأجناس
**تدهشنا دهشة خرافية للصديقة وفاء العمير بشكلها الفني هي قصيدة تتزاحم فيها الصور الفنية واحدة بعد اخرى مع كل سطر وتتوالد بعضها عن بعض بسلاسة الشعر وايقاع موسيقاه ، وهي قدرة تعلن عن نفسها بقوة في توليد كل تلك الصور من لحظة محدودة تخرج فيها الكاتبة عن ذاتها دهشة وترتد اليها واقعاً، وإدراك من الكاتبة لهذا الارتحال والعودة بوعي يكرس الصورة للتاكيد على كل خطوة في المفارقة والالتئام,, وإنما اين التجربة الشعرية في القصيدة وإن كانت قد تكاملت لها مقومات الشعر.
وهي قصة اصطفت لنفسها زمناً فنياً ثانية للارتحال دهشة عن وطأة الوعي حياة ثم ارتددت اليها، زمناً بلغ هذا الحد من القصر لكنه انفتح على عالم استوعب كل مفردات الوجود، يكرس لتاكيد هذا الادراك صور الشعر، كانما تتحدى الكاتبة الذين يكتبون القصة في هذا الاختزال الفني وهذا الفيض من الاستيعاب,, وإنما اين التجربة القصصية في هذه القصة.
وهي تشكيل استعار من القارىء تجنيح الخيال وقدرته في رسم الخطوط وصب الالوان، تعطيه الكاتبة اطاراً للصورة اللوحة كي يطلق خياله ويتممها بخطوطه والوانه مغمض العينين وحاضر الخيال، ولكنها ذلك التشكيل الذي خرج عن مالوف التشكيل في لوحات من الوان الزيت، واستباح لنفسه حرية لاتحط على موضوع الا توفزاً للقفز الى آخر.
هي شعر وقص وتشكيل، وليست بقصيدة او قصة او لوحة ولكنها كتابة تتداخل فيها كل هذه الاجناس وربما غيرها وهو نوع من الكتابة اطلق عليه (الكتابة عبر النوعية) تعكس بلاشك باعتراف الذين اطلقوا المصطلح والذين استخدموه -هذه الكتابة- قدرة على كتابة جيدة، ولعلهم محقون، اما بالنسبة لنا فقد يبدو هذا النوع من الكتابة بحاجة الى خطوة واحدة تالية توجههه الى ان يكون شعراً او الى ان يكون قصة وفي الحالين ينتج قصيدة رائعة او قصة مميزة.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved