Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


في مسألة اللغة والتربية
حاربوا العامية في الفصول الدراسية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
يعتبر الطفل اللبنة الأولى والاساسية في اي مجتمع من المجتمعات العالمية لذا فإن جميع دول العالم وبدون استثناء تعطي اولوية الاهتمام للغة من اجل تربية الاطفال الناشئين, نتساءل من اين يكون لنا الطبيب والمعلم والمهندس والضابط؟
الجواب حتماً من هؤلاء الاطفال الناشئين الذين نعتبرهم الأمل المنشود والمستقبل الزاهر، لكن كيف نحقق هذه كله؟ إن هذا كله يتحقق من تعليم اطفالنا اللغة العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم الذي يعتبر المصدر الاساسي الرئيسي للقواعد الصرفية والنحوية والصوتية والبلاغية في لغتنا العربية.
تعالوا لنتعرف كيف يتعلم الطفل اللغة العربية في المراحل الاولى من حياته؟
الطفل يقلد والديه تقليداً مجرداً من الدلالة حيث انه يردد الاصوات التي يسمعها متلذذاً ومكتسباً المران على إخراجها، إن أول ما ينطقه الطفل عندما يحس بجوع او عطش: الباء، الماء، يتطور هذا اللفظ الى كلمتي بابا، ماما، بعد هذا كله يبدأ الطفل بلغة بسيطة تناسبه، انها لغة المجتمع الذي يعيش فيه، من هنا تنبع أهمية اللغة كأداة انتماء فلو أخذنا طفلاً من اصل عربي إلى مجتمع يتكلم الانجليزية فما الذي يحصل لمثل هذا الطفل؟ ان الذي يحصل له هو انه يتكلم لغة من حوله حيث ان تفكير الانسان بحد ذاته مرتبط باللغة واللغة كما يتبين لنا هي وسيلة التفكير الاولى.
إن اللغة العربية لها الصدارة من بين المواد الدراسية لأنها الطريق الموصل لفهم الآيات القرآنية، من هنا يجب على اطفالنا ان يكونوا حريصين كل الحرص على درس اللغة العربية وان يكونوا مستعدين ومنتبهين لدرس اللغة العربية لأن ذلك يوصلهم إلى الدرجات العالية لفهم لغتهم القومية.
وتعتبر المدرسة المدخل الرئيسي لجعل جميع الطلاب يتكلمون اللغة الفصحى في غرف الدراسة مع مدرسيهم حيث انهم يتدربون على الكلم وعلى التحاور كلما اجتمعوا مع بعضهم, ومما يساعد ويساهم في تعليم الفصحى: المطالعة اليومية للصحف والمجلات والكتب المدرسية والمكتبات وحضور الاندية الادبية والثقافية هذا علاوة على القرآن الكريم الذي نأخذ منه في كل لحظة وفي كل يوم اللغة الفصحى.
من هذا المنطلق يمكنني القول مغذياً ذلك القول بخبرة اعوام جد عديدة في حقل التدريس: إن استعمال اللغة الفصحى في غرف الصفوف امر يقبله كل منا ومتقبل من قبل الجميع وإنه لمن الطبيعي ان تستعمل مثل هذه اللغة من قبل جميع المدرسين وبهذا نكون قد ابتعدنا كل البعد عن اللهجة المحلية التي تجعل جميع الطلبة يتكلمون ويتغامزون فيما بينهم عندما يتحدث مدرسهم بلهجة عامية.
ان اللغة العامية تكتسب والاكتساب عملية طبيعية عند الاطفال بينما التعليم هو عملية مضافة الى الانسان والطفل الصغير يستوعب لغة ما خلال سنتين او ثلاث وبعد ذلك يستطيع ان يستوعب لغة اخرى وهكذا دواليك، من هنا يجب علينا نحن المدرسين الا نجعل الطفل يستمع منا الى لهجة ما لأن الطفل يكتسب مثل هذه اللهجة فتصبح لغته الأم ويجب علينا دون استثناء اثناء الحصص المدرسية ان نتكلم باللغة الفصحى مبتعدين عن اللهجات العامية.
عبد الحميد العرندس
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved