Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


في منتصف الأسبوع
عبد الله الضويحي

خلصت في منتصف الأسبوع الماضي إلى محاور ثلاثة يمكن من خلالها ان نتوصل إلى الحكم من خلال وجهة نظري الشخصية على تجربة اللاعب غير السعودي في ملاعبنا، وهو الموضوع الذي طرحه الاتحاد السعودي لكرة القدم للمداولة تمهيدا لاتخاذ قرار معين تجاهه، بناء على مارافق التجربة - هذه المرة - من مغالاة في قيمة العقود لهؤلاء اللاعبين إلى جانب تواضع مستواهم,, إلى الدرجة التي لايرقى اليها طموحنا مما يفيد الكرة السعودية مقارنة بتكالفهم المالية.
المحاور بثلاثة هي:
- مدى الحاجة للاعب غير السعودي في ملاعبنا.
- مقارنة التجربة الحالية بالتجربة السابقة.
- تحديد موطن الخلل وكيفية علاجه,؟
** اولاً: مدى الحاجة؟!
الحاجة إلى الخبرات الاجنبية في اي مجال تحددها امور عدة لعل من ابرزها الاستفادة من تجارب وخبرات هؤلاء، وتزداد الحاجة في ظل عدم توفر الكفاءة المحلية القادرة على سد الفراغ,، خصوصا في الدول النامية,، وحتى الدول المتقدمة تحتاج في بعض الاحيان وان كانت مكتفية ذاتيا,, إلى الكوادر الاجنبية بهدف الاستفادة من تجاربها وتبادل الخبرات معها كل في مجاله,, مما يمكن وصفه بتلاقح الافكار او الخبرات والتجارب.
وفي مجال الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص تظل الحاجة قائمة بغض النظر عن الموقع الذي يحتله اي من الطرفين في خارطة العالم الكروي.
وبالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية تظل حاجتنا الى اللاعب غير السعودي قائمة لاسباب عدة نشترك في بعضها مع الآخرين,, وننفرد ببعضها الآخر,, ومن ابرز هذه الاسباب:
- ان الكرة السعودية وصلت الآن الى مرحلة متقدمة تفرض علينا المحافظة على هذه المكتسبات التي تحققت اعلاميا وفنيا,,
ولن يتأتى ذلك دون الارتقاء بالمستوى الفني لمسايرة الركب العالمي الذي يتقدم بخطى متسارعة تفرض علينا محاولة السير بخطى اكثر تسارعاً لتضييق الفجوة,, ومحاولة البقاء في دائرة الظل.
ووجود اللاعب غير السعودي خصوصا الاجنبي هو احد هذه العوامل للارتقاء بالمستوى وبالتالي المحافظة على المكتسبات.
- فمن ناحية فنية تظل الحاجة ملحة إلى مثل هذه الخبرات لتطوير المستوى والارتقاء به، وهي خبرات لايحددها الانتماء لدول متقدمة,, بقدر ما تحددها موهبة اللاعب وقدراته,, ولعل ابسط الامثلة هو البرازيل ذلك البلد الذي ينتمي الى دول العالم الثالث ويئن تحت وطأة المتاعب الاقتصادية,, إلا انه يظل اكثر واهم الدول في تصدير خبراتها الكروية ونجومها الى ملاعب العالم,، والوضع ينطبق على الدول الافريقية ومواهبها الكروية.
- ومن ناحية اعلامية,, فإن من شأن مثل هذه الخطوة ان تحقق مردوداً اعلامياً على المملكة سواء من حيث طرح اسمها في المحافل الدولية,, كما حصل حين تم تعاقد الهلال مع ريفلينو في نهاية السبعينات الميلادية,, وكيف كان صدى ذلك التعاقد,, وقفز اسم السعودية ,, واسم الهلال على سطح الاحداث الكروية، كما ان وجود مثل هؤلاء خاصة الاجانب ,, من شأنه ايضا ان ينقل صورة صحيحة عن حقيقة ماوصلت اليه المملكة من تطور في كافة المجالات عندما يعودون الى دولهم, ويقدمون الحقيقة غير مشوهة,, وبطريقة تلقائية، وكذلك الحال - وهذا اكثر اهمية - عن الدين الاسلامي الصحيح فيما لو احسنا مثل هذه الفرصة وتعاملنا معهم بروح منه.
- ومن الاسباب التي تدعم مدى الحاجة:
اننا جزء من هذا العالم الكروي نتفاعل معه، نؤثر فيه ونتأثر به، ولايمكن ان نعيش بمعزل عنه، وهو عالم يطبق هذا المبدأ,, في كل دوله تقريبا خصوصا المتطورة منها,, وايضا المجاورة,, والمكافئة لنا,, وسنظل نحتاج لمثل هذه الخطوة لرفع مستوانا الكروي,, خصوصا وان امام انديتنا مشاركات خارجية مع دول تطبق المبدأ ذاته,, ويساهم في تفوقها,, ولنا في فريق العين خير مثال حي حيث شاهدنا كيف تطور مستواه من خلال وجود لاعبين اجانب في صفوفه,, وتفوق كثيرا على الهلال في التصفيات الآسيوية، صحيح ان بعض هذا التفوق بسبب تواضع مستوى الهلال,, لكن هذا لايعني التقليل من مستوى العين المتطور، وغيره كثير من اندية آسيا والمنطقة.
- وتصبح الحاجة اكثر في ظل تعدد مشاركات المنتخب,, والنقص الحاصل في صفوف بعض الاندية وحاجتها لتعويض هذا النقص,, فإذا ما اضفنا لذلك فتح باب الاحتراف الخارجي,, وتعرض الاندية لنقص آخر,, اصبحت الحاجة اكثر الحاحاً.
- ان مثل ذلك النقص لتلك الاسباب من شأنه ان يؤثر فنيا على مستوى الفرق,, وبالتالي مستوى الاندية مما يؤدي الى هبوط في المستوى العام ويأتي تواجد مثل هؤلاء النجوم ليعوض هذا الغياب ويساهم في رفع المستوى.
- ان تواجد نجوم عالميين بارزين,, ومردود ذلك على مستوى الفرق فنيا,, وبالتالي المستوى العام للفرق من شأنه ان يساهم في دعم الحضور الجماهير ي للمباريات وهي مشكلة بدأت تبرز في الآونة الأخيرة لعدم وجود ما يشجعها على الحضور ماعدا مباريات محددة، وهذا الحضور الى جانب انعكاسه على مستوى الاداء العام,, فإن من شأنه ايضا ان يدعم موارد الاندية ماليا,, وهذا له دور في مساعدتها على تأدية رسالتها والقيام بما هو مطلوب منها.
- والايجابيات,, او الاسباب الداعية لذلك,, كثيرة لو اننا تركنا لقلمنا العنان في الحديث عنها.
** ثانياً: المقارنة بين التجربتين
يذهب البعض إلى عقد مقارنة بين التجربة السابقة التي صاحبت انطلاق الدوري الممتاز واستمرت سبع سنوات,, والتجربة الاخيرة,, وان الاولى كانت افضل من حيث نوعية ومستوى النجوم.
شخصيا اعتقد ان ذلك ليس صحيحا الى درجة كبيرة,, فلكل مرحلة ظروفها,, وعواملها,, والتجربة السابقة صحبت بداية الانطلاقة الحقيقية للكرة السعودية,, حيث كانت مشاركاتنا الخارجية متواضعة كما,, وكيفا,, وبالتالي فان امكانية بروز النجوم,, وتميز مستوياتها كان وارداً وباستثناء ريفلينو,, ونجوم معدودين على اصابع اليد الواحدة,,اثق ان جميع اولئك النجوم سواء نجوم المنتخب التونسي الشقيق او غيرهم,, لو انهم تواجدوا بمستوياتهم في هذه الفترة مع مستوانا الكروي الحالي,, لامكن الحكم على تجربتهم بالفشل لعدم قدرتهم على تقديم مايشفع بوجودهم,, واعني مستوى متميزا وعطاء يفوق النجوم السعوديين بمراحل.
- ثم ان تواضع مستوانا في تلك الفترة وتميز المنتخب التونسي الشقيق في كأس العالم 78م,, اعطى الفرصة لانديتنا بسرعة وحسن الاختيار دونما دخول مع وسطاء وسماسرة فجعل التعاقد يتم مباشرة,,مما خفف بعض الاعباء المالية, كذلك,, فإن بداية نهضتنا الكروية وعدم احتلالنا موقعا مميزا على خارطة العالم الكروي,, لم يكن يسمح بحضور السماسرة وتواجدهم عكس الوضع القائم حاليا,, حيث اصبحت الكرة السعودية لافتة للانظار ومقصد كثير من المهتمين والمتابعين.
- ان التجربة السابقة ساهمت بشكل كبير في وصولنا للعالمية,, اما التجربة الحالية فان المطلوب منها ابقاؤنا في دائرة الضوء، وفرق بين المطلبين وبالتالي فرق في الحكم على قدرة نجاح التجربة ومسببات نجاحها.
** ثالثاً: اين الخلل,؟!
ثالث المحاور هو البحث عن موطن الخلل ومن ثم معالجته.
واذا ما رأينا ان الاتحاد السعودي لكرة القدم حدد سببين رئيسين لطرحه الموضوع للمناقشة وتقويم التجربة وهما:
المغالاة في العقود، وتواضع مستويات اللاعبين غير السعوديين ,, فاننا ندرك ان المشكلة لاتكمن في الفكرة,, اذ تؤكد كثير من الرؤى ايجابياتها,, واهميتها,, لكن المشكلة تكمن في التطبيق.
وطالما اننا ادركنا ذلك,, فقد امسكنا بأول المفاتيح,, ووضعنا المبضع على الجرح وبالتالي يسهل التعامل مع الموضوع,.
وفي منتصف الاسبوع القادم باذن الله,, يكون الحديث.
والله من وراء القصد,.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved