Tuesday 9th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الثلاثاء 21 ذو القعدة


عدد من المواطنين يروون صوراً من حيل وتلاعب حملات الحج والعمرة
أكثر الحملات تستقبل زبائنها في البداية بالترحاب والوعود الجميلة وفي مكة حديث آخر

* تحقيق : عبيد العتيبي
شهدت منطقة مكة المكرمة في ايام شهر رمضان المبارك ازدحاماً شديدا من المعتمرين فمنهم من يأتي بسيارة خاصة ومنهم من يأتي عن طريق حملات الحج والعمرة التي زادت أعدادها بشكل كبير وقد بدأ البعض باستخدام بعض الحيل والالاعيب ليجذب أكبر عدد ممكن من المعتمرين في هذا الموسم التجاري لهم والذي اعتبره بعض اصحاب هذه الحملات هو الهدف الاساسي وللأسف متناسين مايحصل منهم من تقصير مقصود ومايعانيه هؤلاء المعتمرون ناهيك عن استئجار حافلات غير نظامية,, ولمعايشة هذه المعاناة استطلعت الجزيرة آراء بعض من تعامل مع هذه الحملات ليكشف لنا عن جوانب الاهمال والتلاعب وقد وجهوا تساؤلاتهم من خلال هذا التحقيق إلى الجهات المختصة,.
مشكلات السكن والمماطلة:
في البدء تحدث الشاب حمدان العنزي عن تجربته مع هذه الحملات وقال: ان اي معتمر قبل كل شيء يفكر في السكن قبل تأمين المواصلات التي ستوصله لمكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وهذه الحملات بدورها وشكلها المزيف وللأسف يكذبون في شهر رمضان المبارك في كثير من الأمور ومنها على سبيل التمثيل وليس الحصر السكن فعندما وصلنا لمكة وتوجهنا للفندق الذي حجز لنا فيه تعذر وقال: لايوجد لدينا غرف فاضية الآن وانتظروا حتى يخرج احد المستأجرين عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وكان وصولنا عند الساعة السادسة صباحا، فنكون امام الأمر الواقع وننتظر حتى يتفضلوا علينا ويسكنونا ومن حسن الحظ اننا كنا ثلاثة شباب ولكن من معه عائلة فماذا يعمل؟ وقد حضرت لأحد المعتمرين ومعه عائلة وقد عرض على صاحب الفندق بعض المال مقابل ان يؤمن له السكن طبعاً هذه زيادة عن التي دفعها في السابق عند الحملة مواصلات وسكن .
واما عن التنظيم فيقول العنزي: فبما ان هذه الحملات تهدف في الغالب إلى الربح لذا فان سوء التنظيم شيء وارد، وذلك كما حصل مع أحد المعتمرين الذي آتى مع العائلة لأداء فريضة العمرة وطلب من الحملة تأمين غرفة بدورة مياه خاصة ودفع الفرق لذلك ولكنه تفاجأ بعد وصولهم لمكة ان دورة المياه مشتركة مع غرفة أخرى وبها عزاب,,!! فأين الجهات المعنية من هذا التلاعب؟!
تلاعب من الفندق والحملة
والتقينا بالمقيم السوري فادي يوسف حيدة الذي اتى من مدينة الرياض وقد كان مستاء جداً مما حصل له في الفندق بمكة.
وقال: كان حجزي مبكراً من يوم 23 من شهر رمضان انا وزوجتي وطفلان وكتب في السند ارجو تأمين غرفة واحدة خاصة مقابل 400 ريال فقط، وقد تفاجأت عند وصولي لمكة في يوم 27 في العشر الأواخر وعند توجهي للفندق في صباح يوم الخميس عند الساعة العاشرة بأنه لاتوجد غرفة فارغة الآن ولما سألت صاحب الفندق كيف يحصل هذا قال لي بكل سخرية الحملة هي المسؤولة ولاعلاقة لنا بذلك ولكن انتظر حتى الساعة الثانية ظهرا وفيها حلال!!
حافلات غير نظامية
وأما الشاب علي بن محمد الزهراني فيقول: إن حملات الحج والعمرة لايهمها إلا الربح لذلك فهي دائماً تحجز وتستقبل مواطنين أكثر من العدد المتاح لديها في الفندق وتعتبر أن واجبها هو توصيل للمعتمر الى مكة فقط اي ليس هناك اي إعداد وتنظيم وإرشاد المعتمرين، فالبعض قد يتوه في مكة ولا يستطيع الرجوع للفندق كما حدث مع بعض المواطنين ناهيك عن استئجار حافلات غير نظاميةوغير مجهزة لاستخدامها في مثل هذا الغرض.
وقد تفاجأت عندما استوقفتنا نقطة التفتيش على طريق مكة لنكتشف ان هذه الحافلة غير نظامية وطبعاً هناك تستر من الحملة على صاحب الحافلة.
واضاف الزهراني ان كل ماتقوله بعض الحملات من توفير السكن الجيد والقريب من الحرم والخدمات الأخرى دعاية كاذبة، وقد سمعنا الكثيرمن الحملة، وعند وصولنا لمكة حدث العكس فمن المسؤول؟ واستدرك بقوله انا لا أعمم ولكن هناك حملات كثيرة لاتفي بالعقود.
الحلف قناع تستخدمه الحملات
ويرى المقيم السوداني محمد جلال الحسن ان هذه الحملات تجعل من الحلف ستاراً تخبىء خلفه ألاعيبها على المعتمرين.
وقال: كثير من الحملات عندما تأتي اليها يكذب عليك صاحبها ويحلف على مايقول،وبعد دفع المبلغ لايهمهم مايحصل بعد ذلك فقد يكون السكن يبعد عن الحرم كيلومتر والمتفق عليه انه يبعد 350 مترا تقريبا,هذا مع عدم توفر الخدمات الأخرى مثل التليفون في الغرفة وكذلك دواليب الملابس غير متوفرة.
واشار الحسن الى ان بعض الفنادق تستغل الوقت على حساب المعتمر حيث قال: فقد تأتي الحملة الى مكة عند الساعة السادسة صباحا فلا مانع ان يسكن الفندق مستأجر في اليوم الذي قبله وسوف ينتظر المعتمرون الجدد حتى اخلاء الغرف بعد الساعة 1,30 ظهرا وهذا خلاف الاصل والعقد.
تهتم بالكسب المادي فقط
واما المواطن عبد الله العنزي فيقول: ان بعض هذه الحملات تحتاج إلى مراقبة من الجهات المختصة وذلك لما يحصل فيها من الكذب على المواطنين في الخدمات التي سيقدمونها لهم في مكة من سكن وغيره وايضا هناك سلبيات اخرى كالحافلات القديمة وغير النظامية كما تفعل بعض الحملات حيث يكون بينها تنسيق مع اصحاب هذه الحافلات فتشترك ثلاث أو أربع حملات في حافلة واحدة ومازاد من المعتمرين تستأجر لهم سيارات خاصة لتنقلهم من اي نوع.
ويواصل العنزي حديثه مؤكداً على ان هذه الحملات لايهمها إلا الكسب المادي والربح وماعدا ذلك فلا يهم بالنسبة لهم وقال: ألا يوجد من الجهات المختصة من يوقفها عند حدها؟
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved