أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 14th April,2000العدد:10060الطبعة الأولىالجمعة 9 ,محرم 1421

أفاق اسلامية

من وحي المنبر
التحذير من تناول المسكر
معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن الأطرم *
الحمد لله الذي اخرج الانسان من بطن امه لا يعلم شيئا، فجعل له السمع والبصر والفؤاد، احمده سبحانه واشكره على نعم ليس لها تعداد، واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له الذي خلق الانسان من علق، وعلمه مالم يعلم، واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الشاكرين لنعم ربه اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه اهل العقل والعرفان.
أما بعد:
فيا ايها الناس,, اتقوا الله تعالى واتقوا يوما تجتمعون فيه لا ريب في اجتماعكم ثم تفرقكم فريق في الجنة وفريق في السعير، فأهل الجنة أولو الالباب الذين صار لهم حظ من بشارة القرآن، فعملوا بما بشروا به، وفطنوا لانذاره فاجتنبوا ما نهاهم عنه (هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب 52 ).
اي اهل العقول السليمة، فالعقل نعمة من الله على عبده يزن به جميع اموره فيعرف به الضار من النافع ويفارق به سائر الجمادات وفضل به على سائر المخلوقات.
ألا وان مما حذر منه وانذر كل مزيل لهذه النعمة نعمة العقل والتفكير فالمحافظة على سلامة هذا العقل ضرورية للانسانية وللمسلم خاصة، وان مما يفسد هذه النعمة ويخل بها ويخلط عليها تعاطيه المسكر من اي شيء كان من خمر او كحول او اي مادة معصورة او غير معصورة.
قال صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر، وكل خمر حرام وكما يحرم الكثير يحرم القليل، قال صلى الله عليه وسلم ما اسكر كثيره فقليله حرام فحرمة المسكر رتب الله عليها عقوبات دنيوية واخروية، ففي الدنيا ثمانون جلدة ان كان يقيم في مجتمع اسلامي يقيم ولاته الحدود، هذا مع ما يتوقع من المفاسد بسبب سكره، وزوال عقله فقد يقتل وقد يُقتل، وقد يسلب ماله او يتلفه وهو لا يشعر، ويقع في امة او اخته او من ذاوت محارمه، او من سائر المحرمات عليه فلهذا يصبح بين مجتمعه مرهوبا مخوفا من شره، فزوجته غير آمنة، وولده خائف، وجاره فزع لا يتوقع منه الا السوء.
واما في الآخرة فعليه من الوعيد الشديد ما الله به عليم، فهو متوعده بعدم دخول الجنة وان يسقى من الحميم ولا يأكل الا من الزقوم، قال عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومصدق بالسحر وقاطع رحم .
ايها المسلمون ,, يكفي بالعاقل رادعا وزاجرا ماذكر الله في الخمر من الصفات السيئة والمفاسد الضارة والنتائج الوخيمة, قال تعالى:
(يا أيها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فهذا النداء للمؤمنين اشعارا لهم بما يحملهم على المبادرة بالامتثال ولهذا قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قول الله (فهل أنتم منتهون) انتهينا فهذا ما يقتضيه الايمان، والعبودية الصادقة المعترفة بعظم سيدها الامر الناهي لها ومعنى رجس اي نجس، ومعلوم ان العاقل يجتنب النجس الخبيث ، كما هو مشاهد فيما لو شم الناس في انابيب الماء (ماء الشرب) رائحة كريهة لفزعوا الى المسؤولين بتنقيتها، ومثله الاطعمة الفاسدة، فالحذر من النجس المفسد للعقول اولى بالمسلم واجدر به مما يفسد الاجسام فصحة الاجسام مرتبة على صحة العقول، وهاتان الصحتان هما النافعتان في الدنيا والآخرة اذا استعملا في طاعة مسديها والشيطان عدو الانسان ومعلوم ان العدو تحذر اعماله، ورتب الله الفلاح والنجاح على اجتنابها الذي فيه امتثال امر الله.
ومما يترتب على الخمر والميسر وقوع العداوة والبغضاء بين الناس والصد عن ذكر الله، واحرص ما يحرص عليه الشيطان ايجاد هذه الامور بين المسلمين، فالخمر ماخامر العقل اي غطاه، والميسر هي المغالبات التي فيها عوض من الجانبين كالمراهنة, الا ما كان فيه عون على توصل الى علم شرعي، او جهاد في سبيل الله من وثن او صنم، او تمثال ونحوها، او ما يعكف عنده مما يصد عن ذكر الله، والازلام هي التي يقتسمون بها عندما يريدون حاجة من الحوائج كسفر ونحوه فتمضيهم او تردهم.
أيها المسلمون,, كل مسكر من خمر او غيره ملعون بعينه، واي فائدة فيمن طرد عن رحمة الله، وكرهه الله ورسوله.
ولعن مع الخمر عدة اشخاص ذكرهم رسول الهدى: لعنت الخمر بعينها وشاربها، وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة اليه وآكل ثمنها.
فأي فائدة تعود على الانسان اذا تسبب بطرده وابعاده عن رحمة الله خالقه ومربيه, واي فائدة يستفيدها اذا عرض نفسه للهلاك.
فاحذروا ايها المسلمون تناول المسكرات من خمر وخلافها، فكل ما أسكر فهو خمر، وان كل خمر حرام جنبنا الله كل مكروه ، وهدانا الى سواء السبيل.
* عضو هيئة كبار العلماء

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved