Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/10/2006G Issue 12423دولياتالثلاثاء 11 رمضان 1427 هـ  03 أكتوبر2006 م   العدد  12423
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دراسات

دوليات

متابعة

منوعـات

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الأخيــرة

ثعالب الإرهاب وكرم العنب
د. وحيد بن حمزة عبد الله هاشم

يُذكر في أحد كتب التاريخ أن عدداً من الثعالب الصغيرة في عهد نبي الله سليمان بن داود دمّرت كرم العنب كله وأفسدت ما زرعه وتعب فيه الآخرون من أتباع سليمان ومن غيرهم على حدّ سواء من أجل مطاردة حيوان صغير بغية إشباع بطونهم الخاوية.
هذا على الأقل ما يمكن أن توصف به جميع العمليات الإرهابية أياً كانت وفي أي موقع كان؛ لأنها ترمي إلى إشباع أطماع فئة ضالة ومارقة لا يهمها شيء إلا تحقيق مصالحها الخاصة.
وهذا على الأقل ما يمكن أن نستشفه ونلمسه ونستخلصه من محاولات تنظيمات الجماعات الإرهابية لضرب البنى الاقتصادية الرئيسة في دولها بداية من الهند والباكستان، ومروراً بالعراق، ونهاية بالدول العربية والأوروبية، من أجل إرضاء غايات وأطماع خاصة من الداخل أو تحرّك وتوجّه من الخارج.
على سبيل المثال لا الحصر في أوائل شهر أغسطس الماضي أكد وزير السياحة والثقافة الهندي (أمبيكا سوني) (أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في مدينة مومباي، وتحديداً في11 يوليو، على قطارات الركاب التي راح ضحيتها مائتا قتيل وجرح 700 إنسان لم تتمكن من ضرب قطاع السياحة في الهند وتعطيله، بل ارتفع إجمالي أعداد السياح في الشهر نفسه)(1).
بمعنى أن الاقتصاد الهندي والشعب الهندي أبديا مرونة فائقة في استيعاب تلك الهجمات وتخطيها؛ إذ لم يكترث الأهالي بمحاولات الترهيب، واستقلوا القطارات في اليوم التالي للذهاب إلى أعمالهم والعودة منها. فمدينة مومباي من أكبر المراكز الاقتصادية في الهند، وتحتضن أكبر المؤسسات التجارية، وفيها تبادل للأسهم والمصرف المركزي الهندي وتجارة الألماس؛ بمعنى أدق: المدينة تلعب دوراً كبيراً في تحقيق نسبة الثمانية في المائة من النمو القومي الإجمالي في الهند؛ نظراً لوجود طبقة وسطى متعلمة معظمها من الأقلية المسلمة الهندية.
بيد أن هدف الإرهاب أبعد من محاولة ضرب الاقتصاد الهندي؛ إذ يرى البعض من علماء السياسة أن إلحاق الضرر بالاقتصاد يسهم في نمو الفقر وانتشاره، ولكون البؤس مع الفقر والشقاء من أهم المواصفات التي تنطبق على غالبية من تم تجنيدهم في صفوف الإرهاب فمن السهل جداً التأثير في عقول الضعفاء ممن يعانون من خواء في الفكر وخواء في المعدة؛ إذ لا يملك هذا أو ذاك شيئاً يستحق الحفاظ عليه.
وهذا أيضاً ما ينطبق على مَن حاولوا تدمير السياحة في دولة مصر الشقيقة بشكل متواصل في الأقصر وفي منتجعات سيناء التي راح ضحيتها أكثر من مائة إنسان، وذلك لكون السياحة تعد المصدر الرئيس للعملة الصعبة ولموارد رزق أكثر من ربع سكان مدن مصر الرئيسة.
وذات الأمر ينطبق على محاولة أبي مصعب الزرقاوي ضرب السياحة في الأردن عندما فجر فنادق رئيسة في العاصمة عمان وقتل مواطنين أبرياء بغية الانتقام من الحكومة الأردنية. كما ينطبق الحال نفسه على محاولات تنظيم الإرهاب في المغرب الذين فجّروا فندقاً ومطعماً وقتلوا العشرات من مواطنيهم المغاربة في مدينة الدار البيضاء السياحية(2).
وهاهم غربان الإرهاب وثعالبه يهددون من جديد المصالح النفطية الخليجية بعد أن فشلوا في الهجوم على منشآت النفط في مدينة (إبقيق) تحت ما يُسمى (الجهاد الاقتصادي) الذي بات يمثل خطورة أكيدة على منجزات الدول وعلى موارد رزق الشعوب، بل على رفاهيتها وحضارتها.. فهل يمكن أن يقارن أو يوازن بين مَن يبنون وينجزون ويعملون من أجل الشعوب من جهة، ومن الجهة الأخرى مَن يحاولون تدمير تلك المنجزات والمكتسبات؟! هل يمكن أن يقارن المرء بين مَن يسهم في تحقيق الحقوق الإنسانية الأساسية وبين مَن يسعون إلى سلبها بالقوة؟!

1- إنديان إكسبريس (مومباي)، 2-8-2006م.
2- تايم يوروب (لندن) 26-5-2006م، (مجزرة في الدار البيضاء).



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved