Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/10/2006G Issue 12428مقـالاتالأحد 16 رمضان 1427 هـ  08 أكتوبر2006 م   العدد  12428
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

في ذكرى (اليوم الوطني)..
من بكائيات (التغريب).. وفرائحيات (التقريب)..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* يعد اليوم الوطني، علامة فارقة في تاريخ الشعب السعودي، لأنه ببساطة، يجسد حقيقة تاريخية في حياة ثلاثة أجيال متعاقبة، يندر أن يوجد لها مثيل في هذا العالم، ذلك أن جمع شتات كيانات ضعيفة متهالكة، في كيان واحد قوي ومتماسك، يشكل في حد ذاته معجزة، ولكن هذه المعجزة تتحقق فوق الرمال العطشى بين بحور ثلاثة، ثم يعيشها أبناء هذا الوطن الكبير عاماً بعد عامٍ، بكل ما فيهم من مشاعر الحب لها، والفخر بها، والتقدير والإعزاز لصانعها، المؤسس الموحد، (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) رحمه الله.

* والاحتفال باليوم الوطني في هذا السياق التاريخي والحضاري، يمثل قيمة وطنية جليلة لا يستهان بها، ومناسبة كبيرة للفرح، وفرصة تكرر وتتجدد، لمزيدٍ من الحب والعطاء والنماء، ولهذا ظهر الشعب السعودي في احتفاليته هذا العام، كما لم يكن من قبل، ليس لأن هناك إجازة يتمتع بها العاملون في هذه المناسبة كما قد يتصور البعض، ولكن لأن (السعوديين) بكل تأكيد، شعروا أن حقهم في التعبير عن مشاعرهم تجاه وطنهم وأمجاده وتاريخه، قد عاد إليهم من جديد، فشكراً لملك القلوب، الذي يعرف كيف ومتى يدخل الفرح إلى هذه القلوب، (الملك عبد الله بن عبد العزيز) رعاه الله ونصره.

* أما وقد احتفلنا بهذه المناسبة السعيدة قبل أيام قليلة، فأرجو أن نتحلى ببعض الصبر والحكمة، لنعذر بعض مواطنينا من الشباب على وجه خاص، الذين أخذتهم حماسة الفرح ومشاعر الغبطة، فبدر منهم ما كان موضع نقد واستنكار هنا أو هناك، ولعلنا نصدق مع أنفسنا فنلومها، لأننا لم نعمل على توجيه قطار الفرحة الوطنية هذه، إلى مساره الصحيح، حين أوقفنا جهودنا في الاحتفاء بهذه المناسبة السعيدة، على الجهد الإعلامي المسموع والمقروء والمنظور في الغالب، وغفلنا ? ربما - عن الشارع العام، الذي هو مسرح الحياة، حين يتحرك الناس في المدن والحواضر، فرادى أو جماعات، وفي أذهانهم إظهار مشاعرهم الفرحية، غير ناسين، تلك الروابط الثقافية بين حاضرهم وماضيهم، ورغبتهم في إبراز جوانب من التراث الفني الحركي في المشهد العام، فإذا لم يكن هناك من وسائل وبرامج تسمح بمثل هذا الانسياح الثقافي والحضاري، في ساحات ومسارح وأندية وملتقيات، كانت السيارة والشارع هما البديل الأوحد، وهذا ما حدث.

* مر يومنا الوطني بثلاث مراحل مهمة في تاريخنا المعاصر، مرحلة الحضور والتوهج، يوم كان قريباً إلى قلوب الناس، لأنه كان يسكن في مدارسهم ومناهجهم ومنابرهم وخطابهم العام، ويشكل محطة سنوية سعيدة في مسيرتهم الحياتية. ثم مرحلة تغريبية بشعة، شهدت سطوة تطرفية ظلامية، أفرزها ما يسمى الخطاب الصحوي، الذي ما لبث أن هيمن على مفاصل أساسية في حياة السعوديين، فسود في أعينهم ما كان أبيض، وبيض ما كان أسود، وهيأ الذهنية الشعبية بشكلٍ عام، لصالح خلافة إسلامية (وهمية)، تقوم على أنقاض الوطن والوطنية، وتبتز جهود الوطن وخيريته، وتضرم نار حرابة أممية عدائية، معظم حطبها كما رأينا، من أبناء الوطن.

* في (مرحلة التغريب) هذه، أصبح النشيد المهيِّج، بديلاً عن نشيد الوطن، والشريط المؤدلِج، بديلاً عن تاريخ الوطن وأمجاده، ومقصياً لموروثاته وغنائياته، ومبغِّضاً حتى في أسمائه ومصطلحاته..!

أما المرحلة الثالثة، فهي (مرحلة التقريب) بعد التغريب، وقد احتاجت إلى قرار سياسي في العام الماضي لكي تنطلق من جديد.

* ليس كل السعوديين كان سعيداً، بتغريب المناسبة الوطنية ليومهم الوطني، بل أكاد أجزم، أن معظم السعوديين، كان في حزن وغم، وكأنه فقد جزءاً منه. فهذه واحدة من صور الحزن التي عبر عنها الشعر. قصيدة واحدة من منظومة (بكائيات)، كانت قبل العام 1426هـ، تكتب فلا ترى النور، حتى أعيد لليوم الوطني شخصيته واعتباره.

* من الوسط التربوي، أكثر الأوساط الشعبية استهدافاً، لتغريب هذه المناسبة الجميلة، وأكثرها كذلك استجابة، لتقريبها على ما أظن ? وهذا على ذمة الدكتور (عبد الرحمن الواصل)، في مقال له في صحيفة الوطن، يوم الجمعة 29 من سبتمبر الماضي، يصور فيه حال التعليم في عنيزة، في احتفالية اليوم الوطني هذا العام - فهذه البكائية الشعرية، رأيت أنها يمكن أن تنوب عن غيرها في تصوير هذه المرحلة، فهي للأستاذ (ناصر بن حمد المسلم)، من مدرسة ابتدائية في محافظة الزلفي، فقد قال له زميل له ذات يوم وطني عام 1425هـ: اليوم الخميس، يصادف اليوم الوطني للمملكة..!

فتحسر الشاعر على يوم وطني غريب، لا يتذكر أهله مجيئه ولا ذهابه..! فكتب تحت عنوان (يومنا الوطني) يقول في بعض أبياتها:

تجيء ذكراك هذا العام مثقلة
بالشجو، والأين، والأتراح، والشجن
فليس مقدمها بالعيد نشهده
حباً.. ولا وجهها بالمعجب الحسن
تجيء.. مثل غريب جاء منقطعاً
يجر خطواً بلا أهل، ولا سكن
ظنوا بك السوء أصحاب (الهوى) فغدت
ذكراك في (دينهم) من حادث السنن
بل بدعة جعلوها جد محدثة
وفتنة.. صنفت من أعنف الفتن
كذا رأوك وما كان الذي زعموا
بل أنت، يا يومنا، إشراقة الزمن
بل أنت.. أنشودة الأيام مطربة
والحلم قد زف للرائين بالوسن

ويختتم قصيدته:

وبعد.. فاهنأ على رغم الذي فعلوا
باليوم عاد.. ودم في مجدك اللدن
واسلم لنا موئلاً يرعى حضارتنا
وعش بأمن من الرحمن.. يا وطني

* بالمقابل.. انثالت أدبيات فرحية لا حصر لها، في مرحلة التقريب التي بدأت في العام الفارط، وتجلت أكثر هذا العام، ورأينا وسمعنا وقرأنا، شعراً ونثراً وإنشاداً وغناءً، ما يصور صدق أحاسيس ومشاعر الناس، وفرحتهم في مناسبة سعيدة كهذه.

* إنه إذا ارتفع علم البلاد الخفاق عالياً فوق سطوح المدارس، وإذا صدحت الحناجر الصغيرة بالنشيد الوطني في طابور الصباح، أخذ النور يسري في دهاليز الظلام فيواريها، وراح أنصار غزوة منهاتن وبقايا طالبان في الترجل عن كراسيهم، وتنفس الوطن حباً بعد إحن وبغضاء، وألقاً بعد قلق وشحناء.

* كتب (ياسر بن صالح الدوسري)، عضو نادي القصيم الأدبي، قصيدة فرحية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني هذا العام، نشرت بصحيفة الجزيرة، عدد يوم الخميس 28 سبتمبر المنصرم، وقد لفتت نظري، من بين كثيرٍ مما نشر وما زال يُنشر حتى اليوم، كونها تعبر عن (مرحلة تقريبية) طال انتظارها، ولكنها جاءت مثل سحابة مطيرة، في مفازة مقفرة يقول:

رويدك..

لا تعذب مغرماً بالحب

في الزمن السعد

وطني...

إليك الباقة الحمراء

من ورد تعطر بالجديد

وطني..

إليك تحية من

شاعر الحب العنيد

أرجوك علمني الوفاء

علّم ورودي كيف تذكر

يومك الزاهي المجيد

وطني...

ويختلج البكاء

وطني...

ويرتفع النشيد

وطني...

وتبقى الأحرف الخضر تروي للفتى

سين.. وعين

دال.. وياء

هي تحتوي وطني المجل

ليته يبقى ويحيا

عذري أنا..

بالحب يخفق بعدما

يحيا ويقوى

وتصفقوا لمّا يعاود

حلمه جرياً وعدوا




assahm@maktoob.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved