Al Jazirah NewsPaper Friday  13/10/2006G Issue 12433أفاق اسلاميةالجمعة 21 رمضان 1427 هـ  13 أكتوبر2006 م   العدد  12433
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

نادى السيارات

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

صُنّاع السوق
حميد بن محمد الحميد (*)

إذا كان لسوق الأسهم الدنيوي صُنّاع فإن للسوق الأخروي أيضا صُنّاعا يتحكمون فيه ارتفاعا ونزولا، في جميع قطاعات الأسواق.
ولقد جرت سنة الله في البشر أن جعل بعضهم لبعض سخريا لا تتم سعادتهم إلا بالتعاون والتواصل، ولا تستقر حياتهم إلا بالتعاطف وفشو المودة، يرفق القوي بالضعيف ويحسن المكثر على المقل.
ولا يكون الشقاء ولا يحيق البلاء إلا حين يفشو في الناس التقاطع والتدابر ولا يعرفون إلا أنفسهم ولا يعترفون بحق غيرهم!.
معاشرة الإخوة: عزيز على النفس الكريمة المؤمنة أن ترى مسكينا بليت ثيابه حتى تكاد ترى عورته، أو تبصر حافي القدمين أدمت حجارة الأرض قدميه، أو تلحظ جائعا يمد عينيه إلى طعام غيره فينقلب إليه البصر وهو حسير!..
حين تفشو مثل هذ الأحوال ثم لا يكترث القادرون ولا يهتم الموسرون فكيف يكون الحال؟ وأين وازع الإيمان؟!..
ولكن الله برحمته حين خلق المعروف خلق له أهلا، فحببه إليهم وحبب إليهم إسداءه.. وإن الله إذا أراد بعبده خيرا جعل قضاء حوائج الناس إليه.
ومَنْ كثرت نعم الله عليه كثر تعلق الناس به، فإن قام بما يجب عليه لله فيها فقد شكرها وحافظ عليها، وإن قصَّر وملَّ وتبرم فقد عرضها للزوال ثم انصرفت وجوه الناس عنه.. وقد ورد في الحديث عند الطبراني بسند جيد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من عبد أعم الله عليه نعمة وأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال).
وإن في دين الله شرائع محكمة لتحقيق التواصل والترابط تربي النفوس على الخير وترشد إلى بذل المساعدات وصنائع المعروف.. والتيسير على المعسر في الدنيا جزاؤه التيسير من عسر يوم القيامة، وحسبك في يوم قال فيه رب العزة: (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ).
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
والغبطة .. فيمن يسَّر الله له خدمة الناس وأعانه على السعي في مصالحهم، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه. وإن دروب الخير - أيها الصُنّاع - كثيرة وحوائج الناس متنوعة: إطعام جائع، وكسوة عار، وعيادة مريض، وتعليم جاهل، وإنظار معسر، وإعانة عاجز، تطرد عن أخيك همّا وتزيل عنه غمّا، تكفل يتيما، وتواسي أرملة، تكرم عزيز قوم ذلّ، وتشكر على الإحسان وتغفر الإساءة.. كل ذلك تكافل في المنافع وتضامن في التخفيف من المتاعب وتأمين عند المخاوف وإصلاح بين المتخاصمين وهداية لابن السبيل.
فإن كنت - أخي - لا تملك هذا ولا هذا فادفع بكلمة طيبة وإلا.. فكف أذاك عن الناس.
فكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، والصدقة تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، والمال إن لم تصنع به معروفا أو تقضي به حاجة وتدخر لك به أجرا فما هو إلا لوارث أو لحادث، وصنائع البر والإحسان تستعبد بها القلوب.
ولتكن النفوس سخية والأيدي بالخير ندية وسارعوا - يا أصحاب الأسهم الأخروية - إلى سداد عوز المعوزين، ومَنْ بذل اليوم قليلا جناه غدا كثيرا.

(*) إمام مسجد العُمري ببريدة



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved