الصيام والإجازة لم يمنعاهم من المشاركة
طلاب متوسطة الأنصار يُعبِّرون عن سعادتهم بعد مشاركتهم في زراعة أول محمية للغضا

* عنيزة - تقرير - عطاالله الجروان:
بعد نجاحهم في زراعة أول محمية للغضا في المملكة أبدى عدد من منسوبي متوسطة الأنصار من معلمين وطلاب سعادتهم الغامرة لمشاركتهم في هذا الحدث الذي تم إنجازه في شهر فضيل تضاعف فيه الأجور، وبهذه المناسبة أبدى مدير المدرسة الأستاذ خالد الضويحي سروراً كبيراً بعد تميز أبنائه الطلاب في مشاركتهم التي ستسجل لهم في تاريخ عنيزة، وقال أشكر الطلاب على حماسهم وجديتهم في العمل رغم أنه تم في نهار رمضان وفي أيام الإجازة وهذا العمل فيه تأكيد على أن شبابنا يتمتعون بوطنية عالية وحب صادق للوطن فمن شاهدهم وهم يعملون بجد ونشاط في أرض صحراوية وهم صائمون ويتمتعون بإجازتهم يسعد بهم ويفتخر بأعمالهم.
وكيل المدرسة الأستاذ عبدالعزيز الرشيد.. إن ظروف إقامة المشروع لم تكن عائقاً أمام طلابنا فقد أتقنوا أعمالهم ونالوا إعجاب الحاضرين من المسؤولين وأولياء الأمور، كما أنهم قاموا بعمل ينفع الجميع ويكتب لهم الأجر إن شاء الله، ونحن في متوسطة الأنصار فخورون بهم.
من جانبه أوضح الأستاذ أحمد العليان مشرف جماعة التوعية والرحلات بالمدرسة أن الجمعية تشرفت بالمشاركة في هذا المشروع الوطني حيث ساهم 55 طالباً من الجمعية بزراعة أكثر من أربعمائة شتلة من الغضا في أول محمية تقام من أجل المحافظة على هذه النبتة، وأشرف عليهم معلمون ومهندسون من بلدية عنيزة، كما أصدرت المدرسة نشرة توعوية خاصة بالحملة فيها توعية للجميع بأهمية المحافظة على أشجار الغضا والحرص على استزراعها، والتأكيد على ضرورة المحافظة على هذه الثروة الطبيعية، كما أوضح أن هذه المشاركة هي إحدى مناشط الجمعية التي تقام طيلة العام الدراسي لخدمة المجتمع سواء كانت تلك المناشط تربوية أو خدمية فهي تصب في خدمة وطننا الغالي.
أما الطلاب فكانوا الأكثر سعادة وعبّروا عن مشاعرهم من خلال (الجزيرة)، وقال الطالب محمد الونين: شاركنا في هذا المشروع الوطني من أجل زيادة الوعي لدى الجميع وتحفيزهم من أجل المحافظة على البيئة بشكل عام وعلى أشجار الغضا بشكل خاص لما نلاحظه مما تتعرض له هذه الثروة من احتطاب جائر في متنزهاتنا البرية.
زميله الطالب ناصر العبيدالله أكد أن الصيام لم يكن عائقاً لهم أثناء عملهم في المحيمة واستزراع شتلات الغضا بالعكس فقد مر الوقت علينا سريعاً وكنا مستمتعين ومسرورين أن تكون مشاركتنا من الأعمال التي تخدم بلادنا ومجتمعنا.
فيما أكد الطالب مؤيد الصريخ أنه كان فرحاً للغاية بهذه المشاركة وتمنى أن تتاح له الفرصة في مشروع وطني آخر خاصة في هذه المحمية التي تعتبر من أفضل المناشط التي شارك فيها، ودعا الجميع إلى العناية بأشجار الغضا كما نصح الشباب بالابتعاد عن الاحطتاب الجائر لهذه الشجرة التي تعتبر من الثروات الطبيعية التي توجد في بلادنا.
الطالب صالح الواصل تحدث للجزيرة مبدياً سعادته بهذه المشاركة التي يعتبرها من أميز ما شارك فيه خلال الأعوام الماضية، وقال خدمة الوطن عمل جليل ومحبوب ويتمنى كل إنسان أن يشارك فيه لأن حق الوطن علينا كبير وما قدمه لنا أكبر فمن الواجب أن نساهم في خدمته من خلال مشاركتنا في بعض الأعمال الوطنية التي تخدم المجتمع في أي مجال.
من جانبه قال الطالب عبدالعزيز الحبيب لم يسبب لنا الصيام أي مشاكل ونحن نعمل على زراعة شتلات الغضا في أول محمية في المملكة، وكنا نعمل بروح وطنية عالية ونتذكر أن حقوق الوطن علينا كثيرة ولابد أن نساهم في ردها وأن نكون شباباً منتجاً وواعياً، وبهذه المناسبة أشكر إدارة المدرسة وبلدية عنيزة على إتاحة الفرصة لنا للمشاركة في هذا العمل الوطني الكبير.
زميله الطالب معاذ الخليل أبدى مشاعر جميلة وهو يتحدث عن مشاركته في هذا العمل وقال كنت أعمل وأنا صائم ورغم ذلك لم أحس بأي تعب أو إرهاق فحب الوطن كان يدفعنا للإنجاز وتقديم صورة جميلة عن الشاب السعودي، فنحن عملنا من أجل المحافظة على ثروة طبيعية ونقدم رسالة للجميع بأنه يجب أن يشاركونا في المحافظة على أشجار الغضا، وقدّم معاذ شكره وتقديره لإدارة مدرسته والبلدية على تمكينه من المشاركة في هذا المشروع.
من جهة ثانية تفاعلت البلدية مع المشروع وإقامة محمية تمت حمايتها بأسلاك شائكة في المنتزه الواقع على طريق الضلعة ليكون أول محمية للغضا في المملكة وتم تكليف المهندس يوسف السليم مشرفاً على المشروع.
الجدير ذكره أن المشروع هو الأول من نوعه على مستوى المملكة وانطلقت فكرته من المواطن الغيور سليمان بن محمد الخويطر الذي تبرع بالبذور وشتلات الغضا من مزرعته الخاصة التي أقام فيها مشتلاً خاصاً بإنتاج نبتة الغضا وأنتج ما يقارب ألف شتلة دون خلالها وقت جني البذور من الأم واستنباتها وشتلها وأوقات الري ونموها ونقلها إلى مواقع أخرى. ويتمنى المواطن الخويطر أن يصل إلى توفير ثلاثة ملايين شتلة خلال الأعوام القادمة.