Al Jazirah NewsPaper Friday  03/11/2006G Issue 12454مقـالاتالجمعة 12 شوال 1427 هـ  03 نوفمبر2006 م   العدد  12454
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

المجتمع والفرد ...فالإخلاص خلاص
د. عبد المحسن بن عبد الله التويجري

صعبة هي الأيام التي لا نستطيع أن نقرأ رموزها، وصعبة تلك التي لا رموز عليها نستدل بها على معنى أو أثر.
إنه الإنسان الذي تتسع الأيام لبصره وبصيرته ليقرأ، أو يخط على جدرانها رموزه، وحتى يقرأ ما صعب من رموز، أو يكتب رموزه التي ترحب بها الأيام، لا بد أن يكون من أفراد مجتمع هو منه، برائحة ولون وطعم، يدرك مكانه وإمكانه من الواجب والمسؤولية.
فالحياة والعقل والحس لدى هؤلاء في حالة تفاعل متصل، فالهدف واضح، والإرادة وسيلة بها يصل، يعزز هذا رصيد من القيم تؤكد أنه ليس في غربة مع نفسه أو مع مجتمعه، شديد الانتماء لهذا المجتمع مدركاً وجوده وذاته، فهو ليس في حاجة أن يسأل كما سأل ديكارت (أنا أفكر إذاً أنا موجود - في مراحل اعترته معها الشكوك).
فهؤلاء لا شكوك تحاصرهم، ولهم سبيل مع اليقين، فقوة الحركة باللون والطعم والرائحة خير له انعكاساته على مجتمعه، فهو عون لأبنائه من موقعه، ودائرة مسؤوليته.
إنه الابن البار لمجتمع يعتز به، فهو من شريحةٍ - العطاء - لديها يتدفق بإيمان وإخلاص، والذي تشكو منه الأيام وهو في أزمة معها، ليس له رموز على صفحاتها، ولا يحسن قراءة ما سجل من رموز، وهذا عبء على مجتمعه تحيط به تساؤلات مصدرها عُرف وقيم هذا المجتمع.
وتلك الشريحة على قناعة بحسن أدائها، وما يتحقق من إنجازات مزعومة، وواقع الأمر أنه ليس عوناً يسير من استعان به من واقع عمله، ومن يطلب العون في معظم الأحيان مطلبه لا يخرج عن نظام مُقر أو قانون مُتبع، ومع ذلك لا يجد أمامه إلا رجل متأزم مع نفسه ومع الأيام دون إدراك منه بتلك الأزمة، فهو مسير بنظامه الخاص الذي به يُعطل مصالح الغير، ومَنْ هذا مسلكه ينتهي به المطاف إلى فشل يؤكد من جديد حالة يضيق بها مجتمعه.
ومثال آخر: من يكنز المال غاية لا وسيلة، فيرد محتاجاً وفقيراً بتجاهل مقصود حيث البخل لا يمنحه الفرصة لفهم أن من يطلب مساعدته مضطر وليس بدافق لماء وجهه، أو مبذِّراً لاعتزازه بنفسه، لكن هي الأيام ومسؤوليات تلح بواجبها.
ونمط آخر يعتد بعلمه، وهو في دائرة تشبه الجهل، ومِنْ هؤلاء أصحاب المهن التي لها شديد الروابط بمصالح الغير، كالطالب أو المريض مثلاً، فيتوجه أحدهم بحسن ظنه لينتهي بنتائج، الضرر منها يزيد على المنفعة، ومع ذلك لا وسيلة بها يدرك المسبب للضرر إمكانية الابتعاد أو الإصلاح ليتقي معه ما خلفه وتسبب فيه، والناتج أن تطغى أنانية الذات على مصلحة عامة.
هؤلاء أمثلة يظن مجتمعهم ولحين بالظن الحسن، وللأيام معهم موقف، فماذا عسى أحدهم قد خطَّ من رموز عليها؟
وبالمقارنة فإن المتطفل على مجتمعه لخواء يلازمه، العائد من الضرر لمدعي العلم (مؤهل بشهادة) يزيد على هذا المتطفل، وهذا يعتمد على مقاييس للمجتمع بأعرافه وقيمه.
وأنماط كثيرة يتفاوت أثرها، إلا أن الأمثلة التي وردت تُعتبر قياساً مختصراً ومقبولاً لمجتمع قيمه وأخلاقه في تصاعد مطرد.
والسؤال الذي يتبع هذا السياق - ما الحل؟
الحل مختلف بين مجتمع وآخر، ومن لم يُصلح من شأنه، فإن لمجتمعه صفات سائدة قد تكون إحدى وسائل الحل.
وسؤال يسبق ما قبله عن الأسباب من وراء هذا الطبع، ربما أن الإجابة قد تأخذ بالظن الذي لا يحدد تشخيصاً معيناً، والغالب أن أقرب قول نأخذ به، أن من وراء هذا الطبع، طبعاً لا أساس له من المحبة التي تحرس النفس من شرورها، وأثر ذلك على الآخرين، فمن يحس بعمق المودة وعن فهم لإحساسه هذا سيحس أنه بأسباب الود يمارس حالة من كبت شرور النفس.
والمودة وعمقها في النفس، إما أن تكون جبلة في الطبع، أو أن تكون ناتج تأمل وممارسة.
فالإنسان قادر على تهذيب نفسه، وإعادة الصياغة لبعض مكنوناتها، ولتحقيق ذلك يتطلَّب الأمر المزيد من الرقابة والحذر، حتى لا ينفرط العقد بين تلك المحاذير والعقل، واستحضار المودة بالتأمل والممارسة من الأمور التي تتطلَّب بعضاً من الجهد.
ولذا قد لا يتسنى انبعاث أثرها بشكل تلقائي، لكن انبعاثها يتم وفق معادلات تفرِّق بين العطاء وقيمته وأثره على النفس، وعلى الغير مقارنة بقصور المحاولة وتدني الجهد، فالبديل ناتج سلبي على النفس وعلى الآخرين.. ومن خلال تكرار المحاولة مرات ومرات بوعي وحذر سيتمكن من هذا السلوك ليصبح تلقائياً ويسهل التطبُّع به.
والإنسان منا في علاقة تتواصل جسورها مع الآخرين، وهو تواصل يتميز بمشاعر الود، وفي هذا ما يميِّز علاقة الإنسان بأخيه.
ومن خلال مراجعة تأخذ في الاعتبار مدى رصيد الفرد من العطاء المخلص لمجتمعه، فسيدرك أن مجتمعه قوة له ولتطوره، حيث ثقة المجتمع مصدر لهذه القوة.
ومن ناحية أخرى فإن لهذا أثراً على أبناء أسرته القريبة يتطبعون بهذا السلوك الذي هو مصدر قدوة لهم يسهل معه الانخراط في عجلة التطور لأنفسهم ومجتمعهم.
ومما لا شك فيه أن مراجعة النفس بين يوم وآخر بوعي العقل، ورصيد من القيم تجديد الناتج منه مزيد من التطور للجميع، ولهذا من الأثر الكثير الذي تطمئن به النفس وترضى، فهي قد حققت توازناً بين واجب الفرد نحو مجتمعه ونفسه.. وكل مراجعة أو تجديد في الصياغة يتحقق الهدف منهما بالإخلاص والصدق والمصارحة والإنصاف فيما بينه وبين مجتمعه.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved