Al Jazirah NewsPaper Friday  03/11/2006G Issue 12454أفاق اسلاميةالجمعة 12 شوال 1427 هـ  03 نوفمبر2006 م   العدد  12454
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نبض المداد
قبل أن تفسد العقائد
أحمد بن محمد الجردان

نحن في زمن فيه من يقرأ على الناس وينفث عليهم بغير هدى وبغير اقتداء وبغير حسن نية بل بسوء طوية، يفكر ويقدر ثم يفكر ويقدر لا لبذل السبل الشرعية التي تشفي - بإذن الله - مرضاه بل يفكر ويقدر لجعل أولئك المرضى، شفانا الله وإياهم، أسرى مقيدين بقيود جزمه بأن هذا المريض قد أُصيب بعين من فلان وفلانة، أو أن ذاك المريض مسحور وقد تسبب في سحره فلان وفلانة، إن أولئك القوم لا أقول إن لهم الغلبة في عالم القراء بل لا شك عندي أنهم موجودون ولهم حضور، وإلا فالقراء على الناس فيهم رجال صالحون ونساء صالحات لا يهتدون إلا بالهدي الصحيح ولا يستنون في قراءتهم على الناس إلا بالسنة الصحيحة، لا دجل لديهم ولا اختراعات، لا تجد لديهم قراءة خاصة وقراءة مركزة، وهاتان القراءتان الخاصة والمركزة تصلان إلى أرقام فلكية من الريالات، فمنهم من يبيع القراءة الخاصة أو المركزة بسعر مائة ريال وربما مائتي ريال نظير قارورة ماء سعتها لتر واحد، ومنهم من تراه قد وضع قيمة لفتح الملف وقيمة للزيت، وقيمة أخرى للدهان أو المرهم وهكذا.. وهذه المخالفات تحدث أمام الناس فيأخذونها بكل أسف بالتسليم والقبول بحجة أن فاعلها من أهل العلم والفضل، إنه يمارس عمله على المكشوف أمام الناس ولو كان مخالفاً لما فعل ذلك مجاهرة، هكذا يقول رواده، وهذه هي مشكلتنا وهي أننا في هذا المجتمع نُلبس لباس العلم والفضل والورع كل من عليه سمة أهل العلم دون النظر إلى تصرفاته ومن ثم قياسها بمقياس الشرع، والحقيقة أن الناس في مجملهم لا يلامون على ذلك لأن منهم من هو كالغريق يحتاج إلى القشة التي قد يكون فيها نجاته، ومنهم من لا يعرف موقف الشرع من تلك المخالفات، ومنهم من يرى في ممارسة ذلك القارئ مجاهرة وعدم اعتراض الجهات المختصة عليه ومن ثم منعه هو سلامة ذلك التصرف، فالناس في رأيي لا يلامون على ذلك في الغالب!!!!
الدور الذي يجب - فيما أراه - هو أن تكثف الجهات ذات العلاقة دورها تجاه أولئك الرقاة وغيرهم من الرقاة حتى الموثوقين فالفتنة لا تؤمن على حي - كما نعرف جميعاً - وذلك من خلال جولات دورية مفاجئة وحملات منظمة ومرتبة لها حتى لا يصل ذلك الخلل إلى عقائد الناس حتى لا يبقوا أسارى لهذا القارئ المدلس أو ذاك المشعوذ الدجال.
وعن بدع الرقاة ومخالفاتهم تحدثت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وذكرت من ذلك القراءة على ماء فيه زعفران، ثم غمس الأوراق فيه، ثم تجفيفها، ثم حلها بعد ذلك بماء، ثم شربها حيث قالت اللجنة عن ذلك: القراءة في ماء فيه زعفران ثم غمس الأوراق في هذا الماء وبيعها للناس من أجل الاستشفاء بها، هذا العمل لا يجوز ويجب منعه، لأنه احتيال على أكل أموال الناس بالباطل، وليس هو من الرقية الشرعية التي نصّ بعض أهل العلم على جوازها، وهي كتابة الآيات في ورقة أو في شيء طاهر كتابة واضحة، ثم غسل تلك الكتابة وشرب الماء الذي غسلت به، ومن المخالفات أيضا تخيّل المريض للعائن جراء القراءة أو طلب الراقي من القرين أن يخيّل للمريض من أصابه بالعين.
وقد أجابت اللجنة بقولها: تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز، لأنه استعانة بالشياطين، فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه، وهذا عمل محرم لأنه استعانة بالشياطين ولأنه يسبب العداوة ونشر الخوف والرعب بين الناس، فيدخل في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} «6» سورة الجن، ومن المخالفات أيضاً مس جسد المرأة أو يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على من فيها من الجان.. فأجابت اللجنة بقولها: لا يجوز للراقي مسّ شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس، وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب، لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه بخلاف الراقي فإن عمله - وهو القراءة والنفث - لا يتوقف على اللمس، ومن مخالفات بعض الرقاة وضع أختام كبيرة الحجم مكتوب عليها آيات أو أذكار أو أدعية، منها ما هو مخصص للسحر، ومنها ما هو للعين، ومنها ما هو للجان ثم غمسه بماء فيه زعفران، ثم يختم على أوراق ثم تحل بعد ذلك وتشرب، وقد أجابت اللجنة على ذلك بقولها: لا يجوز للراقي كتابة الآيات والأدعية الشرعية على أختام تغمس بماء فيه زعفران، ثم توضع تلك الأختام على أوراق ليقوم ذلك مقام الكتابة، ثم تغسل تلك الأوراق وتشرب، لأن من شرط الرقية الشرعية نية الراقي والمرقي الاستشفاء بكتاب الله حال الكتابة.
ومن المخالفات أيضاً شم جلد الذئب من قبل المريض بدعوى أنه يُفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ إن الجان - بزعمهم - يخاف من الذئب، وينفر منه ويضطرب عند الإحساس بوجوده؟ فأجابت اللجنة: استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجن أم لا عمل لا يجوز، لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه منعاً باتاً وقولهم إن الجني يخاف الذئب خرافة لا أصل لها.
ومن المخالفات في عالم الرقية أيضاً، قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، والقراءة على جمع كبير في آن واحد، فأجابت اللجنة بأن الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر صوت ولا بواسطة الهاتف، لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). الحديث عن هذه المخالفات ونقل قول أهل العلم حولها طويل غير أنني أعيد ما قلته آنفاً من أنه لا بد من موقف ودور يأخذ صفة الديمومة لملاحقة أولئك القراء حتى يمنع كل دجال ودجالة من اللعب بعقائد الناس وعقولهم وبهذا نحيي العلاج بالرقية الشرعية ونمنع العلاج بالرقية البدعية.

ajardan@maktoob.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved