Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/11/2006G Issue 12456عزيزتـي الجزيرةالأحد 14 شوال 1427 هـ  05 نوفمبر2006 م   العدد  12456
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

ملحق جازان

ملحق المجمعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

التحضير بين الوسائل والغايات

يحكون عن رجل مصاب بالأرق أنه ذهب إلى طبيب فأشار عليه - لكي ينام - أن يعد من الواحد حتى الخمسمائة، وبينما كان الرجل منهمكاً بالعدِّ على فراشه أخذه النعاس عند الرقم ثلاثمائة، فقام وغسل وجهه وعاد حتى يكمل العدّ إلى الخمسمائة!!
هذه الحكاية الطريفة أراها كثيراً في المساحة الممتدة بين القرارات والتطبيقات والوسائل والغايات.. نضع لنا أهدافاً ووسائل.. فيتحقق الهدف وتبقى بعض الوسائل لم تطبق.. فنعود مصرين على تطبيقها تماماً كصاحب الأرق في الحكاية..
لِمَ يصل الحال ببعض الموظفين إلى الإيمان بأن بعض القرارات إنما هي تعميمات كتابية صورية لا أكثر.. ولماذا نقوم بأداء بعض الواجبات البيروقراطية كمنحدر اضطراري نعود بعده إلى الواقع الذي فرض نفسه.. هل هناك مقارنات ومراجعات بين التطبيقات في الواقع العملي المعاش وبين القرارات الصادرة بخصوصها من وراء الجدران.. هل هناك أصوات يتلاشى صداها دون عتبة باب الوزارة أو الإدارة؟
في عزيزتي الجزيرة الاثنين 24 رمضان 1427هـ كتب الأستاذ محمد بن شديد البشري مقالة بعنوان: (التحضير عند المعلمين: قولب التدريس.. جمّد التفكير.. وألغى الإبداع)..
وقال فيه: (لقد عملت إحصائية تقريبية افتراضية فوجدت أن عدد الذين يقومون بشراء هذه التحاضير لا يقلون عن مائة وخمسين ألف معلم ومعلمة، ومتوسط ما يدفع المعلم أو المعلمة على هذه التحاضير في السنة الواحدة مائتي ريال، فيكون مجمل ما يدفعه المعلمون والمعلمات على هذه الخدعة ثلاثين مليون ريال في السنة الواحدة).
مائة وخمسون ألف معلم ومعلمة؟!!
ومثلهم معهم.. لكن عن طريق المنتديات والمواقع..
هل هناك خلل في الواقع.. أم الخلل في الخريطة التي يرفضها الواقع نفسه؟ الذي يشهده الواقع بعينين ليس فيهما رمد أن الكثير من التحضيرات كانت عرجاء خرقاء.. تُكتب ولا تُنطق.. وإن تمَّ تزويقها لم يتم تطبيقها..
كثير ممن عملنا معهم من المعلمين يحضِّرون تحضيراً ذهنياً ويؤدون حصصهم على أتم وجه.. ويوصلون الهدف من الدرس بكل سلاسة.. ويمتلكون نواصي المعلومات.. ويجذبون قلوب الطلاب.. لكنهم لا يقومون بالتحضير اليومي.. وقد لا أقول سراً حينما أقول بأن عامة الذين يقومون بالتحضير منهم ربما كانوا يكتبون تحضيراتهم بعد إلقاء الدرس في كثير من الأحيان إتماماً للدفتر لا أكثر!
بينما نرى في المقابل معلمين يلوِّنون دفاترهم بالألوان دون أن يكون لها أثر في براعتهم في إيصال المعلومة أو امتلاك الصف..
وإنني أتساءل.. هل كان التدريس قبل هذه التحضيرات الجاهزة مفتوحاً فتحجَّم بهذه القوالب؟
أم كان التفكير سائحاً فتجمَّد بها؟
أم كانت سهماً قاتلاً للإبداع؟
وأولئك الذين اشتروا التحضيرات الجاهزة هل كانوا بعيدين عن الهدف؟ أم كانوا يقفزون كثيراً من الوسائل المقررة مع تطور الزمن؟
خطة المدير والوكيل الفصلية مثلاً ألا يتم تنسيقها من المواقع الإلكترونية أيضاً؟.. وخطة الإشراف وتعميماته كذلك.. بل ربما تعهد بكتابتها (كوكتيلٌ) ما.. في زمن سابق ثم أصبحت تقويماً تتغيَّر أيامه ولا تتغيَّر قوائمه فأين المشكلة إذن؟
المشكلة في نظري كامنة في الدوران حول الوسيلة وترك الهدف..
إنني مقتنع تمام الاقتناع بجدوى تحضير خطة المنهج الزمنية وبالأهداف المرسومة لكل موضوع.. لكنني غير مقتنع بأن يكون ذلك واجباً يومياً.. ولا أرى نجاحه في الواقع اليوم.. ولذا فإنني أقترح أن يقدم المعلم خطة مكتوبة لما سيقوم به خلال الفصل الدراسي.. فيقسم الموضوعات على الأسابيع ويضع أهدافاً لكل موضوع.. ثم يقدمها لإدارة المدرسة.. وترافقه يومياً.. ثم يكون تقويم جودة المعلم بعد ذلك في تطبيقه للخطة حسب الزمن وقدرته على تحقيق الأهداف داخل الصف كما هو مكتوب في خطته..
ولقائل أن يقول: ربما خرجت هذه الخطط طازجة.. فأقول: وما المانع؟ أليس في بعض المناهج عرض وسائلي طازج للمعلم مكتوب فيه: (للمعلم).. أو: (نشاط)
ويكتب بعده مثلاً: يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات للنقاش.. إلخ..
فأصل الاقتراح إذن موجود نسبياً.. وفي الكتب التي بين أيدي الطلاب جميعهم!
ثم أليس تحقيق الهدف هو الأساس؟.. وأين يقف الواقع اليوم بالنسبة للهدف من لو أننا ناولنا كل معلم خطة مقترحة بأهدافها ووسائلها ليقوم هو بتنزيلها على الزمن؟ ويتم تقويمه على ضوئها..
سنتجاوز بذلك كثيراً من عراقيل الوسيلة ميممين شطر الهدف..
وإن أخشى ما نخشاه.. أن تتكرر حكاية صاحب الأرق.. بحيث تكون أكثر طرافة حينما يقوم الطبيب نفسه برمي اللائمة على المريض لأنه نام عند الرقم ثلاثمائة دون أن يكمل العدّ إلى الخمسمائة!!

مبارك بن عبد الله المحيميد -تعليم القصيم



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved