Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462محليــاتالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يارا
تطوير نموذج اليأس
عبدالله بن بخيت

يحتاج المرء في حياته إلى نماذج يقيس عليها صلاح حاله والمدى الذي بلغه في التحسن أو السوء. كلما تسامى النموذج وأخذ بعداً دينياً أو أسطورياً يصبح مثالياً يصعب تبديله أو حتى تطويره. يبقى بعيداً عن التناول وعن التحقق، وغالباً ما يكون مستحيل الوصول إليه مما يجعله نموذج تيئيس أكثر منه نموذج تحريض. يتبناه بعضهم (الكسالى مثلاً) ليضع لنفسه حداً لا يمكن بلوغه، كمن يضع هدفاً مستحيلاً أو من يبحث عن المثالية في إنجازاته. على مستوى الرأي العام يختلف الأمر قليلاً، فالكاتب وهذا ما يهمني هنا يبحث عن نموذجه المقنع للآخرين. يمكن أن تعرف مدى اليأس أو التوثب والطموح من خلال قراءة النماذج التي يطرحها الكاتب لمعالجة القضايا العالقة.
كثيراً ما تقرأ في المقالات والدراسات كلمة (العالم المتطور). تسمعها دون شرح أو إشارة، وكأن هناك اتفاقاً بين الكاتب وبين القارئ على مدلول هذه الكلمة. وهذا في الحقيقة صحيح. لا شك أن القارئ فهم الآن أن المقصود بالعالم المتطور هو الغرب لا غيره. يمكن أن يكون هذه التعبير صحيحاً في مجالات كثيرة ومحرضاً، ولكنه في حالات أخرى يصبح قوة تيئيس. يكاد يصبح أسطورياً. عندما يصبح كل شيء هناك مثالياً ورائعاً وهنا كل شيء سيئاً حتى يغرق الكاتب في ما يمكن أن نسميه جلد الذات. ولكن أقرب مثال وأقوى مثال في ظني على ذلك الاستشهاد بالحال الإسرائيلي.
حاول الغرب في كل أدبياته، خصوصاً في الستينيات أن يصور إسرائيل واحة خضراء في عالم جاف موحش. تلك رسالة موجهة للإنسان الغربي لتقليص قوة تأثير ضميره على المسألة الإسرائيلية الشائكة والمتناقضة مع إنسانية الحضارة الغربية المتنامية. فكان أن صعد محتوى صورتين متقابلتين متناقضتين واحدة للعرب والأخرى لإسرائيل ساعدته على ذلك الظروف الموضوعية التي تغذي هذه الصورة من داخل المجتمعات العربية، ومن داخل إسرائيل في الوقت نفسه. فإسرائيل لديها حكومة منتخبة وللشعب الإسرائيلي قوة ذات وزن في تحريك الأحداث لا نظير لها في العالم العربي. هذا النموذج الذي يطمح إليه الكتاب العرب موجود في عشرات الدول وبصورة أفضل من وجوده في إسرائيل. ولكن كثير من الكتاب العرب بدأ يستخدم النموذج الإسرائيلي وكأن لا وجود لنموذج آخر. وقد تعدت مسألة نمذجة إسرائيل إلى البعد الأخلاقي بعد أن كانت مقتصرة على البعدين السياسي والتقني. صار بعض الكتاب يوظف مجريات الأحداث في إسرائيل كنموذج يدلل به على سوء الحال في بلاده وفي أمته.
قرأت قبل عدة أيام مقالات متعددة أخذت ما يجري للرئيس الإسرائيلي (كاتساف) من تحقيقات ومتابعة من الصحف كنموذج على عدالة وحيادية الشرطة في إسرائيل. يقابلها من الجهة الأخرى فوضى الشرطة العربية وانحيازها في رسالة واضحة تقول إن القانون الإسرائيلي يخدم العدالة أياً كان موضعها. كما قرأت على هامش انهيار الأسهم مقالات أشادت بالشفافية الإسرائيلية في مقابل العتومية التي تعاني منها سوق الأسهم في المملكة. آخذين حالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي باع أسهمه قبيل اندلاع الحرب على لبنان مستغلاً منصبه الذي يمنحه مصدر معلومات غير متاح للآخرين، وكيف طالته المساءلة رغم صغر الجريمة وأهمية مرتكبها؟ هناك شواهد كثيرة على التعلق بالنموذج الإسرائيلي، وهو في الواقع انتقال للبربوغندا العاملة في الغرب للتخفيف من ضعف الموقف الأخلاقي الذي تعاني منه إسرائيل كدولة غير أخلاقية في أساسها. العمل الإعلامي من خلال التفاصيل. تضخيم التفاصيل لتبديد الصورة الكلية؛ لتصبح هذه الصور الأخلاقية المجزأة بديلة للصورة الكلية اللا أخلاقية المراد حجبها. يعمل الإعلام الموجه على ترفيع وتصعيد هذه الصورة الأخلاقية المجتزأة إلى مرتبة النموذج، عندئذ يتلقفها الكاتب العربي المحبط ويدلل بها ويسوق ويغرس من حيث لا يعي قيم الهزيمة الشاملة في ضمير أمته.

Yara4u2@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved