Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462الرأيالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الإعلام والموهبة 1-2
بندر الرشودي*

يعد الأشخاص الموهوبون ثروة أساسية كبرى وكنوزاً ثمينة يجب الاهتمام بهم ورعايتهم بهدف توجيههم لخدمة المجتمع وتطويره، وتوفير ما يحتاجه المجتمع من مفكرين وعلماء في مجالات العلم والمعرفة كافة، من هنا فقد ازداد اهتمام المجتمعات منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين بالموهوبين والمتميزين عقلياً من أجل الاستفادة مما يمتلكونه من إمكانات على أحسن وجه ممكن، فالموهوبون بالمقارنة مع العاديين هم فئة مهمة من فئات المجتمع نظراً لما يتميزون به من ذكاء عالٍ ومواهب خاصة، وقدرة على الابتكار في مجالات الحياة المختلفة، مما يستدعي الحاجة إلى رعايتهم ليتمكنوا من الوصول إلى حيث تسمح به إمكاناتهم، إذ إن الحاجة إليهم في مجالات الحياة كافة أصبحت الآن ضرورة أكثر من أي وقت آخر وذلك للتغلب على المشاكل التي تواجه المجتمع سواء أكانت مشاكل تقنية أم اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية... إلخ. و
من أهم المجالات الداعمة مجال الإعلام لما له من أثر بالغ في التأثير في حياة البشر ومساهمته في بناء الحضارة في حياة المسلمين على قواعد ثابتة وأسس صحيحة تستمد ثباتها وصحتها من قيامها على الحق والحق وحده وباعتبار أن وسيلة الإعلام الأساسية هي الكلمة ومادة الكلمة هي الحقيقة والنظرية الأساسية في الإعلام أن يقال الحق دائماً...
- من هنا فإن الحديث عن الإعلام حديث متشعب متعدد المداخل والمعطيات، مختلف من حيث الرؤى والطرح ومن حيث النشأة والتطور والمستهدفات، فالإعلام العربي والإسلامي يختلف عن إعلام الغرب من حيث الثوابت والمنطلقات والأهداف والغايات إذ نجد إعلامنا العربي والإسلام يعمل بأطر تحكم مساره وقيم لا يمكن تجاوزها.
ولذلك فإن الحديث عن الإعلام من حيث النشأة ومراحل التطور وأهميته في التأثير على الرأي العام عموماً وتشكيله أمر يحتاج لكثير تفاصيل لا تخدم موضوعنا حول الإعلام والموهبة كرؤية مستقبلية.
للبدايات الإعلامية لسائر وسائل الإعلام (المقروءة والمرئية والمسموعة) خصوصية أحاطت بالظروف التي نشأ فيها مستخدماً وسائل ذات تأثير محدود المدى والنطاق.
- ومن هنا وجدت لزاماً علي أن أتجاوز تلك البدايات بخيرها وشرها ومعطياتها؛ إذ ليس من المعقول أن نتحدث عن الإعلام منطلقين من بدايات أصبحت جزءاً من تاريخ الإعلام.. وأود أن أسجل هنا أنه لا خلاف على دور الإعلام ماضياً وحاضراً ومستقبلاً..
- وإذا كنا نحن نعيش في عالم متسارع الخطى وفي عصر اتسم بتدفق معلوماتي وصل حد الانفلات ومن هنا تغيرت النظرة لدور الإعلام إذ أصبح أكثر تعقيداً من المعطى الموجب والسالب معاً في عالم صارت فيه كثير من أوجه الحياة تدار إلكترونياً.
* وقبل أن نتحدث عن موضوعنا فلا بد أن نشير إلى مسلمات نعايشها في حياتنا ونمارسها سلوكاً إذ تعاظمت نظرة الإسلام إلى الإعلام ويمكن أن نلمس ذلك بوضوح من خلال معجزات الرسل إلى قومهم إذ كانت معجزة كل نبي مما هو سائد في مجتمع القوم الذين أرسل إليهم لتكون للواقع أكثر قرباً وأكثر حجة للقبول والتصديق.
* والقارئ لسورة النمل يجد مثالاً حياً لرسالة إعلامية متكاملة الجوانب، مرتكزة على قيم وآداب ويبدو ذلك واضحاً في مخاطبة النملة للنمل بدخول المساكن حتى لا تتحطم تحت أرجل جند سيدنا سليمان وهم لا يشعرون.. وتبسم سيدنا سليمان ضاحكاً.. كما نجد ذلك فيما دار بين سيدنا سليمان والهدهد وملكة سبأ أكمل وأتم وأجمل رسالة إعلامية متكاملة الأركان (مرسل ومستقبل ورسالة)
* وهكذا نجد أن الإسلام أعطى النموذج المتكامل للرسالة الإعلامية.. ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد أدبه فأحسن تأديبه.. قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)وقال تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)وجاءت الدعوة لله بالحسنى والدفع بالتي هي أحسن.. تحدد المنهج واتضحت مقاصد الرسالة الإعلامية في الإسلام..
* ونحمد الله في المملكة أن إعلامنا السعودي يعمل وفق ثوابت وقيم وتقاليد مرعية لم يحِد عنها منذ بداياته ومختلف المراحل التي شهدت تطوره حتى وصل إلى ما نراه عليه اليوم من تقدم ومواكبة وخدمة التنمية بكافة أشكالها وأنواعها ومنها الموارد البشرية باعتبار أن الإنسان هو محرك التنمية وهدفها وغايتها..
* وإذا كنا نتحدث عن الإعلام والموهبة.. فإن إعلامنا السعودي سجل حضوراً فاعلاً في برامج الدولة لرعاية الموهوبين وأسهم بدور مقدر في إنجاح خطط وبرامج رعاية الموهوبين.
* ولا بد أن نقر تفاوت حجم ومدى الدور الإعلامي حسب وسيلته سواء كانت إعلاماً مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً والتي تعتبر أحد أفضل الوسائل لتوحيد الجهود وتعزيز التواصل والتعارف بين الموهوبين وأكثر إسهاماً في إبراز مخرجات الموهبة.
* ولا خلاف على أهمية الإعلام وتأثيره، فقد كان في حروب القرن الحادي والعشرين يمثل الوجه الثاني لأسلحة الحرب.. ولنا في الحرب الأمريكية لإزالة نظام صدام خير نموذج فيما قدمه وزير إعلام النظام العراقي (الصحاف) وما كانت تقدمه الآلة الإعلامية الأمريكية.
* وفي أمريكا استطاع شابان صحفيان مغموران أن يكشفا فضيحة وترقيت التي أزاحت الرئيس الأمريكي نيكسون عن الحكم.
* والمثال الحي على أهمية الإعلام وتأثيره ما كشف عنه من ممارسات الأمريكان في سجن أبو غريب العراقي وما تعرض له سجناء جوانتنامو.
إضافة إلى أن لوسائل الإعلام المختلفة دورا كبيرا في إبراز عمل الشخص الموهوب وأن هذا العمل ليس لأي شخص القيام به سوى الموهوبين حيث تقوم بتسليط الضوء عليه داخل بلده أولاً ثم ترشحه للعمل في مؤسسات عالمية تهتم بالموهوبين وترعاهم حتى يبرزوا أفضل ما لديهم وتوفر لهم جميع الظروف المادية والمعنوية إثر ذلك تدعمهم لنيل جوائز عالمية في جميع المجالات، ومن هؤلاء الدكتور أحمد زويل عالم مصري في مجال الفيزياء، عالم موهوب لم تتوفر له فرصة لإظهار ذلك النبوغ داخل وطنه وذلك لضعف الإمكانات داخل مصر ليتجه بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليجد هناك وسيلة لإبراز موهبته، فيعمل جاهداً ليثبت لنفسه وللعالم أنه شخص موهوب ولكن لضعف الإمكانيات تأثير على ذلك حتى نال بموهبته جائزة نوبل في مجال العلوم وهناك أمثلة كثيرة على هذا النحو ومن هذا يتضح أن لوسائل الإعلام دورا كبيرا ومهما جداً في اكتشاف الموهبة وتنتج شخصاً يفيد نفسه ومجتمعه ويكون قدوة لآخرين أمثاله ولكنهم لم يجدوا فرصاً لإظهار هذه الموهبة، فوجدوا في الإعلام بمختلف وسائله أرضاً خصبة لغرس هذه الموهبة حتى تكون شجرة وارفة الظلال يستظل بها كل موهوب يريد إظهار موهبته ومن ذلك يتجلى لنا أن الموهوب شخص يستحق كل ما يقدم له من رعاية واهتمام لأنه بالطبع موهوب، والإعلام كما عرفنا يفتح ذراعيه لكل موهبة في جميع مجالات الحياة.
* وفي إطار هذا البعد يمكن أن نتحدث عما قدمه الإعلام للموهوبين في إطار دخول وسائل تواصل إعلامي جديدة كالشبكة العنكبوتية وتكنولوجيا الاتصال الأخرى التي عززت معطيات الإعلام للموهوبين من حيث الكم والكيف بإسهامها في تسهيل مهامهم بالحصول على المعلومة وسهولة التواصل مع مصادر المعرفة والمعلوماتية ويمكن أن نقرأ إيجازاً بعضاً مما قدمه الإعلام للموهوبين وذلك في الجزء الثاني من المقال بإذن الله تعالى حيث سنتناول ما يؤكد أهمية الدور الإعلامي في دعم برامج الموهبة.

*مشرف الإعلام التربوي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة ومحرر بمكتب الجزيرة

Bander228@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved