Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/11/2006G Issue 12469الرأيالسبت 27 شوال 1427 هـ  18 نوفمبر2006 م   العدد  12469
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بيتُ حانون أمْ بيتُ المآسي؟
ياسر بن محمد الغفيلي/ الرس

في بيت حانون قتلى .. لكن لا بواكي لهم .. وهناك جرحى .. لكن لا راحم لحالهم، فصرخاتهم دونها آذان صمّاء لا تسمع، وإنْ قُدِّر وسمعت فهي لا تحرك في القوم ساكناً، ولا تغيِّر من واقع الحال مقدار أنملة .. صور مؤلمة ومشاهد تقطع القلب وتعصر الفؤاد ألماً .. أطفال رُضَّع ونساء لا حول لهن ولا قوة أصبحوا جميعاً هدفاً لآلة متوحشة وقوة غادرة لا تعرف للرحمة طريقاً ولا للحق سبيلاً .. في بيت حانون حيث المجازر على مرأى ومسمع من العالم كله بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، لتنبئك الأحداث أنّ العالم كله لم يفق بعدُ، وأنّ الأعين أصابها عمى وفي الآذان صمم، فلم تجب داعي المستغيث ولم تسمع صراخ طفل يتيم ولم تراع أنين أُمٍ ثكلى .. هناك حيث الأمن قد رحل والبلد قد نُهب والعرض قد دُنس والدم قد أُريق في عالم الغاب المتوحش والعدالة المفقودة والموازين المختلة، فهو عالم لا مكان فيه لكلِّ ضعيف مستضعف وإن طبّل حيناً للضعفاء وتباكى نفاقاً في أحايين أخرى للمرضى، وتألّم لحال الجوعى ولهم في ذلك مآرب أخرى.
ألا ما أشد المصاب وما أعظم الخطب وأنت ترى أولئك الأطفال وهم يُحملون على أعناق المشيعين في مناظر تقطع القلوب وتزلزل الأفئدة، ثم ترى بعضاً منهم على أسرّة المشافي يبكون حالهم ويستصرخون بمن يغيثهم يشكون حالاً ألمّت بهم وواقعاً نزل بهم، كيف وهم من فقد الحياة أو يكاد، أو فقد الأب الرحيم أو الأم العطوف وفقد الأمن والاستقرار والعيشة الهنيئة والبيت وكلَّ شيء، فحقّ له أن يبكي .. ثم تتأمّل مرة أخرى في تلك المناظر فتقول مرة أخرى - ولكن في صوت خافت - أيّ ظلم اقترفوه وأيّ جرم ارتكبوه وأيّ حرمة انتهكوها؟؟ ثم تجاوب على نفسك، حيث لا مجيب، أن لا شيء من ذلك ولكنه المكر الكبار وظلم الفجار .. عبدَ الطاغوت وقتلة الأنبياء ومخلفي الوعود ونقضة المواثيق .. أصحاب المكر السيىء والنوايا الشريرة والأفعال المشينة .. لا يرعون عهداً ولا يؤتمنون على عرض ولا يرحمون وليداً ولا يعطفون على مسكين .. ديدنهم الغدر وهجيرا هم القتل .. سادة الإرهاب وقادة الإجرام .. مصاصو الدماء وعشاق الأشلاء .. مخربو الديار ومفسدو البلاد .. لا يؤدبهم إلاّ الجهاد ولا يوقفهم إلاّ الحزم .. اللين معهم ذل والصفح عنهم هوان .. كم يتّموا من وليد وكم رمّلوا من امرأة، وكم من أسرة فرّقوا جمعها .. عاثوا في الأرض فساداً وتخريباً .. وفي البشر قتلاً وسفكاً .. وإن تعجب أيضاً مما ترى فلا يفوتنّك موقف الأم الرحيم (أمريكا) بربيبتها البارة (دولة المسخ إسرائيل) .. موقف من تدّعي السلام وتغني بمحاربة الإرهاب .. هي من جيّشت الجيوش وأرعدت وأزبدت منادية بالعدالة وداعية للسِّلم، ولكن ذلك كله يتحوّل في لحظات إلى هرقطة وتدليس وكذب وتزوير، فهي من تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد التنديد بمجازر الربيبة في بيت حانون، وهي من تزوِّدهم بالعدّة والعتاد، وهذه حقيقة قرآنية لا يجادل فيها أحد، واليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض، .. تأريخ يعيد بعضه وأحداث تكتب ليقرأها التأريخ القادم بشيء من الأسى والحزن والألم. ومهما كان وحصل فالأمل بالله عظيم، فهو دافع البلوى وسامع الشكوى، ومجيب المضطر إذا دعاه .. لا يخفى عليه شيء ولا يغيب عنه حادث .. كلُّ شيء بقدر وله حكمة فسبحان مَن هذا تقديره وجلّ مَن هذا شأنه .. فإليه نشكو حال أُمٍ ثكلى وطفل جريح وأب مكلوم وفتاة مقهورة .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved