Al Jazirah NewsPaper Monday  20/11/2006G Issue 12471مقـالاتالأثنين 29 شوال 1427 هـ  20 نوفمبر2006 م   العدد  12471
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تبين الشيء بتراكم الأشياء والأشياء تدل عليه
د. عبدالمحسن التويجري

الدقيقة زمن والثواني تعرفها، وكذلك الساعة واليوم والأسبوع والشهر والسنة، فالثواني حين تُعْرف تُعرَّف بشيء يُقاس به قدرٌ من الشيء يتحقق بزمن محدد.
وبهذا نجد المدخل نحو علاقة الإنسان بالزمان، وحالة التراكم، ومدى أثرها في حياتنا.
وحين يكون الشيء حدثاً أو حادثاً، فهو كذلك في زمانه ومكانه وإمكانه، وعندما ينسب للزمان، فإن ذلك صحيح إذا كان القصد مكانه من ذاكرة الزمان، أو قياس زمنه حتى يكون، أما وجوده فالمكان والإمكان به أحرى.
والزمان بعمق ذاكرته، هو مرشد ودليل على البعيد من أحداث الحياة منذ بدء الخليقة، وهو كذلك لأحداث الأمس القريب، ونوعية الحدث من حيث الأثر وقيمته التاريخية يتفاوت في تقدير ذلك البعض منا، ومهما اختلف هذا التفاوت فإن من الأحداث ما استجابت له الحياة لتعمر به، ولتأكيد جهد الإنسان حيث هو الإمكان.فالزمان يرصد من الوقت مداه بما يثري ذاكرته لأحداث الإمكان باستيعاب المكان، ومن ينظر للحياة بتوجه كهذا أدرك أبعاد المعنى بفعل وفاعل، ومدى أثره وتأثيره على هذه الحياة، فحال الحياة قبل المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وبعده كانت ولا تزال نقلة بالعقل والحس والضمير، وشمول الممارسة لواقع أراد الله له أن يتميز بوحدانية الخالق عز وجل، فبعث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- داعياً للتوحيد، ومتمماً لمكارم الأخلاق.
ووقفة مع الزمن تتأمل المكان وزمانه حيث غار حراء ليمتد به النظر، وتأخذ به مطايا العقل، والتأمل الفكري ليجد في يومنا هذا أن الإسلام انتشر شرقاً وغرباً من الكرة الأرضية، كما هي الحال شمالاً وجنوباً.
فالزمان شاهد ودليل، والمكان غار حراء أو مكة المكرمة في البدايات، والإمكان وحي على رسول كريم، والنتيجة ما نراه الآن، وما قد نراه في الغد، ومن خلال ذلك تتبين الأدوار فيما بين الزمان والمكان والإمكان.
فهل من وسيلة يتميز بها عنصر عن آخر؟ أم أن العناصر الثلاثة في حالة من التكامل، وتناسق الحال بمحصلة تصيغ من الأحداث شيئاً، وأشياء بتراكمها يتبين الشيء لبيان الأشياء، وهي بيان له.
حيث الأساس هو الإمكان، والإمكان يجسده ما خلق الله، ومن هذا خلق الإنسان الذي خُلق في أحسن تقويم، والمكان والزمان وسائل، أو ميادين لقدرة الإمكان بما يفعل.وحين التأمل في حالة التراكم، فلا شيء بقادر على أن يسأل، ولا شيء نحن قادرون أن نفعله إلا من خلال شيء محدد، وتراكم الأشياء التي تحدث، قد تبدو بالنسبة للمصدر بسيطة وصغيرة، لتنمو بتطور تتكون به الأشياء وفق الحالة التراكمية.
وعلى سبيل المثال الذرة والجزيء، وما يتوجه به الجهد الإنساني من مقاصد.والشيء إن كان معنوياً أو مادياً سمته التبدل وفق حالة التراكم، والمحصلة أن الأصغر بحالة التراكم يكبر والمحدود يتسع.
ولقد قيل وبضدها تتبين الأشياء، وحالة التراكم تقول بمعرفة الشيء تُعرف الأشياء.
ومع ذلك فإن الشيء بمفرده، أو حين تراكمه يوضح بعداً ومعنى، والتعامل مع الشيء لازم في بعض الأحيان كتمهيد للتعامل بشكل أوسع مع أشياء قد تراكمت، وذلك أكثر شيوعاً، وأدعى للاستجابة.
فالإنسانية وبشريتها تبدأ بمولود صغير وإن تعاملنا معه، فالأنفع لمجتمعه حين يكون كبيراً قادراً أن يحقق بإمكانه ما يؤثر به على مجتمعه، وربما امتد الأثر على الأمة بأكملها.
وقد نرى هذا في الثورة الفرنسية، وما نتج عنها، ودور الفرد، وحالة التبدل التي اعتمدت على حالة من التراكم، لم يجد معها الفرنسيون لهم من مستقبل.
ومن المعطيات التي يتبين معها دور الفرد وموقفه من ذاكرة الزمان وموقعه من المكان يستنهض إمكانه بأمل وثقة، وهذا ما حدث بالنسبة لتوحيد أطراف من الجزيرة العربية بفعل المغفور له الملك عبدالعزيز- رحمه الله-، ولا سيما حين يتعمق أحدنا في سيرة حياته وظروفها.ومتى أردنا الدلالة على أهمية الإمكان فلنتذكر خالد بن الوليد- رضي الله عنه-، وآخرين في زمان ومكان تقاربت أحداثه.إن الزمان والمكان والإمكان تجسيد لحالة الفرد في لحظته تلك، ومن خلال تفاعل هذا الإنسان مع تلك العناصر تأكيد لها .
والإنسان في لحظته مشروع قصة قد تُحكى في يوم من الأيام، كما نحكي الآن قصص الآباء والأجداد.
وبهذا يتبين أن حالة التراكم تؤكد موجوداً ووجوداً، وإن لم يكن كذلك فالحال سكون يناجيه الصمت، حتى وإن كان هذا السكون والصمت تمهيداً لولادة ما هو أقوى وأكثر فاعلية.
والإمكان يعتريه أنماط من الأشياء لفكر قلق أو مستقر، وللشكوك غلبة من بين الأشياء، فالشك هنا سؤال، وفي بعض الأحيان ينبئ عن جواب يحقق وجوداً متميزاً وبناء.وقد نجد ذلك من خلال نظرة عابرة مثالها الإمام أبو حامد الغزالي الذي خط على صفحة الزمان فكراً متميزاً من خلال رحلته بين الشك واليقين، وفيما رآه بالنسبة للعقل والحس، وهو الذي قال: إن من يبحث فيما وراء الطبيعة لا يجد عوناً من العقل ولا من الحس، فالعقل يُكذب الحس، والحس يُكذب العقل، وبالفطرة اهتدى إلى اليقين، ولقد كان يقيناً اتسعت دائرته بروحانيات ميزت فكره، وتداعت من حوله الأشياء بتراكم أغنى الفكر، وميز التجربة الإنسانية.
وحالة الشك وما تطرحه من تساؤلات، يقربها الفيلسوف ديكارت من خلال بعض من شكوك راودته حول وجوده، فهو القائل أنا أفكر إذن أنا موجود، وفي هذا تمهيد لانبثاق فكر ورؤى مصدرها تلك الشكوك، وربما أن لها انعكاساً على الفكر الإنساني قد يقبل به من يقبل، وقد يرفضه آخرون .فالإنسان وهو يحتل الصدارة من الإمكان، الفعل لإمكانه مرهون بمكانه حيث ترصد ذاكرة الزمان وقت الحدث، ومن خلال زمانه، فتتراكم الأشياء وحينها تقرأ التجربة الإنسانية ما بين وجود على هامش الحياة وآخر في الصميم منها.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved