Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/11/2006G Issue 12473محليــاتالاربعاء 01 ذو القعدة 1427 هـ  22 نوفمبر2006 م   العدد  12473
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

كود البناء

دوليات

متابعة

محاضرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أنت
الليبراليون السعوديون
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

المجتمع السعودي متنوع الثقافات والعادات والمعتقدات.. ومتعدد الظروف المناخية والجغرافية والحياتية.. هذا المجتمع الفتي الممتد من الخليج الذي احتك تاريخياً بحضارة الفرس والهند شرقاً حتى البحر الأحمر الذي ارتبط تاريخياً بالحضارة الرومانية في الشمال والحضارة المصرية في الغرب.. والحال نفسه ينطبق على جنوب المملكة وشمالها المتاخم لحضارة سبأ وللحضارات الفينيقة ثم الرومانية.. الخلاصة أن السعودية هذا الحاضن الكبير الواسع اختلطت فيه كافة الطوائف والأطياف فكونوا مجتمعاً صحيحاً يعيش الأمن والرفاهية ويتطلع إلى استمرار تلك النعم والعيش الرغيد في مستقبل أيامه.. وإذا اتفقنا أن مجتمعنا السعودي متعدد متنوع ولا يعاني من ضغوط أو ضنك أو أمراض مزمنة فهذا يدعونا إلى قبول فكرة أو مبدأ أن يتشكل مجتمعنا السعودي بأشكال فكرية متعددة.. بل يجب تشجيع ذلك فهذه من علامات صحة المجتمع.. وفيه فائدة تعجل وتقوي النمو... وهذا مطلوب في كل مجتمع سليم البناء والتكوين.
الليبرالية وصف ربط بالانحلال والبعد عن الدين.. والمنافحون عن الليبرالية يقولون إن السبب هو أنه أوحي للناس- على طريقة (لا تقربوا الصلاة) -أن الليبرالية (تدعو إلى التحرر من كل شيء) حتى عبادة الله عز وجل.. ونريد في هذا المقام أن نتلمس إجابة السؤال: لماذا يُنْظر إلى الليبرالية من البعض بهذه النظرة؟ وهل هم محقون؟.
كمدخل للقضية لا بد من أن نتفق على أهمية التنوع والتعدد في الأطياف الفكرية في المجتمع السعودي.. وحيث إن التعريف يجب أن يسبق التصنيف دعونا نتفق على تعريف محدد لمعنى الليبرالية وما هي مطالبها والمآخذ عليها.. كل ذلك لتحديد موقفنا منها.
حسب الموسوعة السياسية الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عُرفت الليبرالية أنها (فكر ينادي بالحرية في الميدانين الاقتصادي والسياسي).. أما المطالب الليبرالية هي: الدموقراطية، حقوق الإنسان، المجتمع المدني، الحرية الفردية وحماية حقوق الفرد.. والليبرالية وإن صدرت من الغرب الأكثر تقدماً وحضارةً إلا أنها الآن فكرة عالمية.. ذات قوة دفع داخلية سوف تجتاح كل البشر كما يقولون.
المنظرون الليبراليون يقولون إنه وإن كانت الليبرالية حركة حديثة النشأة إلا أن مبادئها قديمة قدم الإنسان ذاته.. ونادت بأفكارها الأساسية كل الأديان والمدارس الفكرية العظيمة التي أثرت على الحراك الاجتماعي للبشرية.. أما القواميس اللغوية للمجتمعات المختلفة فقد اختلفت في تحديد معناها من منطلقات فكرية لا لغوية.. فالقواميس العربية والشرقية عموماً تعرف الليبرالية أنها مذهب تحرر اجتماعي غربي.. أما القواميس الشيوعية والاشتراكية فهي تعرف الليبرالية أنها مذهب رأسمالي استهلاكي..أما ما يؤخذ على الليبرالية والليبراليين فهو ما يلي:
1- المجهود الذي يقدمه الليبراليون مجهود تنظيري فقط.. وهو بعيد عن كل ما يلامس العامة والناس في مشاكلهم اليومية.. أيضاً الليبرالية العربية ازدهرت إبان الاحتلال لبعض البلاد العربية.. ومنذ جلاء الاحتلال صارت الليبرالية حديثاً غابراً.. مناوئو الليبرالية يرون في ذلك تهمة.. والمساندون لها يرون أن السبب هو في تلك الدول التي كانت في وضع ديموقراطي ومدني إبان الاحتلال أفضل منه بعد الاستقلال.. وأن الاختلاف في وضع الليبرالية من الازدهار إلى الذبول هو بسبب الصديق الجاهل.. حيث كانت متوهجة تحت احتلال عدو عاقل.
2- الليبراليون يرفضون نظرية المؤامرة بشكل مطلق.. ويتهمون من يتبنون تلك النظرية كالشيوعيين والإسلاميين والقوميين العرب بأنهم يقصدون إراحة ذواتهم.. فهي تكفيهم مؤونة البحث عن أسباب الإخفاق والانحطاط الذي تعيشه مجتمعاتهم.. حيث تحولت المؤامرة إلى شماعة للإخفاقات.. وسبباً لتسلط بعض الحكومات على شعوبها.
لكن المأخذ على الليبراليين في هذه النقطة أنهم تحولوا من رفض فكرة المؤامرة إلى تكريس فكرة جلد الذات.. فلا نجد في خطابهم سوى الهوان وكسر النفس وتحطيم أي روح ناهضة.. في مقابل احترام وتقدير الآخر الذي هو أفضل منا.. وبالتالي المطالبة بالانفتاح على الآخر فهو خير كله.. والمعترضون يقرون أنه ليس من الصحيح أن نلقي كل التهم على المؤامرة لكن أيضاً ليس صحيحاً أن كل الشرور ناتجة من ذاتنا.. والأهم من كل هذا كيف للذات أن تتقدم وأنت تجلدها.. فالجلد يعوق تقدم حتى البهائم.
3- موقف الليبراليين من الدولة يختلف عن الإسلاميين في دعوتهم لنظام إسلامي واحد.. أو القوميين في دعوتهم لقيام دولة عربية واحدة.. الليبراليون أقرب إلى تبني الدولة القطرية كما هو قائم الآن لكن بانفتاح كامل على العالم.. لذلك الليبراليون المعاصرون يرون أن العولمة هي الحل حيث أوجدت الإجابة عن إشكالات فكرية عديدة.. فهم يرون أن نظرية المصالح سوف تتغلب على نظرية المؤامرة.. ويرون أن حدود الاقتصاد سوف تطغى على الحدود الجغرافية.. هذا التفاؤل يرى فيه المناوئون لليبرالية أنها مثلمة.. فالليبرالية بهذا صارت في خندق العدو.. حتى لو كان في نظرهم عاقلاً.
4- الإسلاميون والشيوعيون والقوميون العرب يأخذون على الليبراليين أنهم ليس لديهم برنامج عمل وإن كان لديهم بعض التنظيرات في المجالين السياسي والاقتصادي.. لكن في الشأن العام والاجتماعي إضافة إلى الالتزام التطوعي فليس لهم وجود ظاهر أو خفي.. فهم كأصحاب موسى حينما قالوا له (اذهب أنت وربك فقاتلا).. بمعنى أن الالتزام العملي والممارسة الفعلية مفقودة لدى الليبراليين وبشكل ظاهر.
5- الليبراليون يدعون إلى حرية التعبير وحق الآخر في الرأي.. لكنهم في حالات كثيرة يحرضون الحكومات على بعض الفئات التي لا تتفق معهم كالشيوعيين والإسلاميين ويدعون إلى قمعهم.
هذه هي المآخذ على الليبراليين العرب.. لكن ماذا عن الليبراليين السعوديين؟.. كتب الأستاذ علي العميم في مجلة (المجلة) عن الليبراليين السعوديين متسائلاً ومجيباً عن السبب في تأخر شيوع تسمية الليبرالية والليبراليين في السعودية.. وأنه لم يشع استعمالها إلا مع مطلع التسعينيات الميلادية بعد احتلال الكويت.. وأضيف إلى إجابات الأستاذ علي العميم عن تساؤله عن السبب الذي أخر خروج تلك التسمية في المملكة.. أن الإسلام هو المكون الرئيسي لثقافة المجتمع السعودي.. لذلك فهو مجتمع يتصف بالمحافظة الشديدة المدعومة رسمياً.. وكما يؤكد الأستاذ علي نفسه أن أول من أطلق تلك التسمية هو تيار الصحوة.. فقد تم إطلاقها كصفة ذم وتصنيف وبهذا صار الاتصاف بالليبرالية تهمة تستوجب النفي لكل من أراد الصعود الاجتماعي أو الرسمي أو كل من خشي الأذية.. ولو تتبعنا أدبيات الناشطين في التيار الليبرالي السعودي لوجدناهم يصرون على الدور المركزي للإسلام.. وهذا لا يعني أن أياً من الليبراليين قد شكك يوماً في سيادة الشريعة الإسلامية في خطابهم الفكري.. ومع هذا لا يعرف المتتبع للحراك السياسي السعودي السبب الذي ربط الليبراليين بالتحرر من الدين كما هو شائع في ذهن كثير من الناس.
بعد هذا العرض المختصر بتعريف الليبراليين ومطالبهم والمآخذ عليهم.. هل ترى عزيزي القارئ أن هذا الفكر منحل؟.. الغريب أن تابعيه أغلبية في كل المجتمعات كل بتعديلاته التي يراها.. وهم بين الذي لا يدري أنه لا يدري وبين الذي يدري ويدري أنه يدري.. إنهم تلك الأغلبية الصامتة وهم الأكثرية البشرية على الكرة الأرضية بما في ذلك مجتمعنا.. نحن الذين نلتزم بأداء فروضنا والأخلاق التي تترتب عليها لكننا لا نطيل لحانا ولا نقصر ثيابنا.. فكل مَنْ اتصف بتلك الصفة فهو ليبرالي سعودي.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved