Al Jazirah NewsPaper Monday  27/11/2006G Issue 12478الرأيالأثنين 06 ذو القعدة 1427 هـ  27 نوفمبر2006 م   العدد  12478
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

سلطنة عمان.. ماض عريق وحاضر مشرق
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

منذ المائة الثالثة قبل الميلاد والتاريخ يسجل حضارة عمان، فالكتابات في الجبال والحفريات أثبتت تلك الحضارة التي أسهمت في تطور الإنسان، وإسهام عمان في الحضارة الإنسانية جاء عن طريق البحر أكثر من الإسهام عن طريق البر، فمضيق مسندم (هرمز) يشرف على السفن الداخلة في الخليج والخارجة منه، وسواحل عمان الطويلة على الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي أتاحت للتجار العمانيين الاتصال بالبحر ومن ثم الاتصال بالهند والسواحل الإفريقية، والنشاط البحري للبحارة العمانيين معروف منذ القدم ولكنه برز أكثر منذ القرن التاسع الهجري، ففي هذا القرن كان أحمد بن ماجد النجدي اليمني العماني يجوب البحر ويمكث في الموانئ العمانية، وقد كان له اتصال بالبحارة العمانيين الذين استفادوا من علمه ومعارفه، فهو مخترع البوصلة والعارف بمسالك البحار الموصلة إلى الهند وإلى سواحل زنجبار وجزر القمر، ولذلك زاد نشاط العمانيين في البحر في القرن العاشر الهجري حتى إنهم تاجروا مع سكان شرق إفريقيا، وأصبحت سفنهم تذهب إلى عمان وتجيء إلى مزارعهم وممتلكاتهم في الجزيرة الخضراء وزنجبار وممبسا وجزر القمر.
ولما ثبتت أقدامهم في الساحل الأفريقي ضموه إلى مملكة عمان في القرن الحادي عشر الهجري، ثم بدأ الصراع بينهم وبين البرتغاليين، فينتصرون أحياناً، ويتغلب العدو في بعض السنين، وقد دام الصراع بين العمانيين والمستعمرين الأوروبيين من برتغال وإنجليز وإيطاليين وألمان أكثر من ثلاثة قرون، فالسلطان برغش بن سعيد كانت مملكته قوية في زنجبار في سنة 1290هجرية وقد توفي في سنة 1305هجرية ومن أبرز سلاطين زنجبار العمانيين بعد السلطان برغش السلطان خليفة بن حارب الذي حكم الجزيرة في سنة 1330هجرية ودام حكمه أكثر من أربعين عاماً، ولما توفي سنة1960م تولى الحكم من بعده ابنه عبدالله بن خليفة بن حارب حيث انتهى الحكم العماني لسواحل أفريقيا في زمنه في سنة 1961م.
ونعود من زنجبار العمانية إلى عمان نفسها التي خيم عليها الهدوء، فهي من البلاد المنسية على هذه البسيطة في زمن يتسابق فيه العالم بأسره في جميع المجالات إلى أن تسنم الحكم في عمان السلطان قابوس بن سعيد في سنة 1970م حيث بدأ البناء والعمران وعم التعليم، واتصلت عمان بالعالم ورسمت خطط التنمية الخمسية، وإذا كانت عمان قد بدأت من الصفر فإنها قد حققت اليوم معدلات مرتفعة في شتى مجالات التنمية من تعليمية وصحية واجتماعية وطرق ومواصلات واتصالات، فالخطط الخمسية العمانية تهتم بالتنمية البشرية والعناية بالشباب والحفاظ على معدل مدروس للنمو الاقتصادي، وهذا نلحظه في خطب السلطان قابوس وأقواله من ذلك قوله: (لنؤكد العزم والإصرار على العمل بجد ومثابرة ويقين تام بمشيئة الله سبحانه وتعالى في المضي قدماً نحو تحقيق آفاق أعم وأوسع من التنمية الشاملة المستدامة، مدركين أن ذلك لن يتحقق إلا بالعلم والعمل والفكر المنفتح القادر على مواكبة معطيات العصر وظروفه ومتابعة تطوراته ومنجزاته في مختلف ميادين الحياة محافظين على ثوابتنا وأصالتنا غير متهيبين من التواصل مع مختلف حضارات وثقافات شعوب العالم).
وقد أخذت عمان بالتطور المتزن، فالعمالة لم تطغ على الجانب الاقتصادي فهي موجودة ولكن الإنسان العماني من رجل وامراة أثبت وجوده في المتجر والمصنع وفي تعبئة الوقود واستراحة الطريق وفي المزرعة وفي المناطق السياحية فضلاً عن عمله في الحكومة والشركات الكبرى، وهذا هو الاتزان الذي أشرنا إليه، فالهرولة في التقدم قد تفقد الأمة هويتها، والتراخي يجلب التخلف عن ركب التقدم العلمي، فعمان تسير في طريق التقدم بخطى ثابتة توصل إلى بر الأمان، والاتزان موجود بين الرجل والمرأة، فالمراة تشارك في الحياة العامة، وفي المناصب الحكومية، فهناك أربع نساء يتقلدن منصب وزير، وتلك المشاركة لم تبعد المرأة عن احتشامها ومحافظتها على ثوابت الدين وتقاليد المجتمع.
وهناك عوامل كثيرة دفعت عمان إلى الأمام، من أهم هذه العوامل جولات السلطان قابوس على المحافظات والولايات كل عام، وتدوم تلك الجولات أسابيع وربما مكث في الولاية أياماً، وكل مسؤول يسترشد برأس الدولة، فالوزراء ومن دونهم في المسؤولية يقومون بجولات على المحافظات والولايات لمتابعة تنفيذ المشاريع والإشراف على تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين. إن عمل الشباب هو هاجس دول مجلس التعاون الخليجي، وقد نجحت عمان في اتاحة فرص العمل للشباب والشابات بحيث تحمل الشباب العماني نسبة كبيرة من أعباء التنمية، فنحن لا ننكر مشاركة العامل الأجنبي والوافد ولكن الشباب العماني يشارك هؤلاء مشاركة فاعلة تدعو إلى الاحترام والتقدير.
وفي آخر كلمتي هذه أعود إلى ما بدأت به من أن عمان تفتح ذراعيها للبحر في سواحل طويلة من الشمال إلى الجنوب وتشرف على ممرات بحرية من أهمها مضيق مسندم (هرمز) الذي أتمنى أن يثبت في الخرائط العربية بهذا الاسم، فمن حق عمان اطلاق هذا الاسم على ممرها المائي.
مرة أخرى أشيد بالنهضة المباركة التي عمت أرجاء عمان من صلالة إلى مسندم، ومن مسقط إلى البريمي، فنهضة عمان هي نهضة مجلس التعاون الخليجي، فهي جزء منه نبارك نهضتها ونفرح بتقدمها.

Alfaisal323@Hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved