سلاحه السري.. متطوّعون من كوبا لخدمة الفقراء تعليمياً وصحياً
ظاهرة شافيز تشكِّل تحدياً متصاعداً لأمريكا في باحتها الجنوبية

* كراكاس - (د.ب.أ):
بتحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد الماضي، لم يعزز رئيس فنزويلا هوجو شافيز من موقعه في بلده فحسب، بل في سائر دول أمريكا اللاتينية دافعاً بالمزيد من التحديات للولايات المتحدة التي تعتبر أمريكا الجنوبية، حيث توجد فنزويلا، ساحتها الخلفية.
وقال الإسباني كارلوس مالامود أستاذ تاريخ أمريكا اللاتينية: سيكون له (شافيز) الآن مطلق الحرية في السياسة الداخلية.
وقال الكاتب الفنزويلي البيرتو جاريدو جارثيا: (نحن نتجه نحو نظام سياسي لا يقوم سوى على أفكار رجل واحد، يدعى شافيز).
وكان المجلس القومي للانتخاب أعلن أن شافيز المنتقد اللاذع للولايات المتحدة حقق فوزاً كاسحاً في انتخابات يوم الأحد بحصوله على 78 في المئة من الأصوات، بينما حصل منافسه الديمقراطي الاشتراكي مانويل روزاليس على أكثر من 38 في المئة من الأصوات.
ورأت صحيفة من أكبر الصحف البرازيلية (أو جلوبو) في نتائج الانتخابات (تأكيداً على قوة) شعبية شافيز التي (تدفع أمريكا الجنوبية نحو اليسار).
وسيبقى شافيز وهو ابن فلاح يحكم فنزويلا منذ 1999 ، في قصر ميرافلوريس في كاركاس حتى شباط - فبراير 2013 .
وقال إدجاردو لاندير أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة (يو.سي.في) في كاركاس إن شافيز بمقدوره الاحتفاظ بالسلطة رغم المعارضة القوية من النخبة في بلاده ومن الولايات المتحدة في الخارج بسبب جاذبيته للفقراء.
وقال لاندير: (قبل عام 1999 كان لدينا بالفعل تفرقة عنصرية، حيث استثني الفقراء سياسياً وثقافياً.. وبوجود شافيز تغيّرت حياة ملايين الفقراء تماماً بين ليلة وضحاها).
وأضاف: (السلاح السري) الذي يملكه شافيز هو (المهمات) التي يقدم فيها خبراء ومتطوعون - بعضهم من كوبا - التعليم والعناية الصحية المجانية لفقراء البلاد ويقومون بمهام مثل ضمان تسهيل الالتحاق بالمدارس ودعم الأمهات (غير المتزوجات) وتطوير تعلم الكبار.
وتأسست تلك الإستراتيجية عام 2003 وهي فترة حرجة بعد تعرض البلاد لإضرابين كبيرين وانقلاب فاشل استمر 48 ساعة.
وترفض المعارضة في فنزويلا هذه الخدمات وتصفها بأنها عملية لشراء الأصوات من جانب شافيز الذي تتهمه باستغلال تلك الإستراتيجية للتجسس على الشعب.
كما تدعي المعارضة أن الثروة النفطية الهائلة للبلاد تتبدد من خلال اتخاذ إجراءات تهدف لدعم شعبية شافيز بينما لم يشرع في الاستثمار الضروري في البنية التحتية.
كما يقولون إن ارتفاع سعر العملة بصورة أكثر من اللازم تسبب في تراجع عدد الشركات العاملة في فنزويلا من 17 ألف شركة عام 1998 إلى ثمانية آلاف حالياً.وتتهم المعارضة شافيز بأنه قسم البلاد بعمق من خلال تشجيعه على الحقد الطبقي وحكم البلاد كدكتاتور.
وبعد فوزه في الانتخابات، قال شافيز الذي حصل أثناء حملته الانتخابية على مساعدة نظرائه المعتدلين مثل الأرجنتيني نيستور كريتشنر والبرازيلي لويس إناشيو لولا دي سيلفا - إنه يريد (تعميق) ثورته في خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وإرساء (اشتراكية حقيقية).
ويخشى البعض من أن ذلك قد يؤدي إلى مصادرة الملكيات وتراجع مساحة الحرية في البلاد.
مع ذلك يشك العديد من المراقبين في قدرة شافيز على جر البلاد إلى الطريق الاشتراكي أكثر من ذلك.
وقال الخبير السياسي الفنزويلي رفائيل فيلا إن انتخاب العديد من الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية (مثل حكومة إيفو موراليس في بوليفيا وحكومة رافايل كوريا في الإكوادور) جاء نتيجة إخفاق التجارب الليبرالية الجديدة في حقبة التسعينات من القرن الماضي.
ولا توجد حكومات تنتمي إلى يمين الوسط سوى في كولومبيا وباراجواي والمكسيك فقط.
وكتبت صحيفة (أو جلوبو): إن السؤال المتبقي الذي يطرح نفسه هو إذا ما كانت الوصفة الجديدة ستكون فعلاً لخير المنطقة.