Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/12/2006G Issue 12490الرأيالسبت 18 ذو القعدة 1427 هـ  09 ديسمبر2006 م   العدد  12490
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

قمة جابر

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في خاطري شيء أزمة.. ضحك!!
مالك ناصر درار - جدة*

كان العرب قديماً يحبون الضحك ويقتطعون من أوقاتهم ما يبهجون به قلوبهم، وكانوا من فرط عشقهم الفكاهة يطلقون على أبنائهم الضحاك والبسام والمسرور والفرحان، ويمدحون الرجل بأنه ضحوك السن ويذمونه بأنه عبوس وكالح (مكشر)، وكانوا يقولون على الرجل كثير الضحك بأنه رجل ضحكة بفتح الحاء، وضحكة بسكونها يضحك منه.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائم البش سهل الخلق، وكان أكثر الناس ابتساماً في وجوه الصحابة.
ووصفته عائشة رضي الله عنها بأنه إذا خلا في بيته كان ألين الناس بساماً ضحاكاً، وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت). والضحك أصبح في العصر الحالي يمر بأزمة عنيفة نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تجتاح دول العالم والتي رسمت على جبين الشعوب ملامح الحزن والأسى، وأصبحت جميع أجهزة الإعلام في العالم تتفانى في إنتاج البرامج والأفلام الكوميدية بهدف إدخال البهجة والسعادة على قلوب شعوبها.
ونستأذنكم في هذا المقال أن نبتعد قليلاً من خلال السطور التالية عن الظروف المشار إليها وذلك من خلال عرض بعض الطرائف التي أتمنى أن تنال القرب من مشاعركم وتضفي بعض البهجة على نفوسكم.
يحكى أن أحد الأثرياء في قديم الزمان كانت له جارية رائعة الجمال اشتراها بأغلى الأثمان لحلاوة صوتها واعتاد أن يدعوها إلى مجلسه كل ليلة لكي يتأمل جمالها الخارق مما أثار غيرة الشبان الذين حاولوا الوصول إليها.
وذات يوم طلبت منها سيدتها أن تذهب إلى عين المياه لتملأ لها الجرة فرافقها أحد الشبان لينعم بصحبتها بعد أن وعدها بأن يحمل لها الجرة إلى منزل سيدتها.
وفي طريق العودة ارتشعت أطرافه فأوقع الجرة وخافت الجارية من عقاب سيدتها فطلبت من الشاب أن يدبر لها حيلة للتخلص من هذا المأزق ولم يجد الشاب الفقير وسيلة لإنقاذ الجارية سوى أن يخلع ثيابه ويقدمها للجارية لتبيعها وتشتري بثمنها جرة جديدة.
وفرحت الجارية وتوجهت إلى السوق بينما وضع الشاب يديه على عورته وتوجه مسرعاً إلى البيت حيث سألته زوجته (إيه حكايتك ايد ورا وايد قدام) وهي العبارة التي تقال لكل إنسان يفشل في تحقيق أمر ما ويعود إلى بيته خائباً ليسمع تلك الجملة الشهيرة التي تعبر عن أقسى درجات التقريع والتوبيخ.
واسمح لي عزيزي القارئ أن أنتهز هذه الفرصة وأقص عليك بعض الطرائف القضائية التي نسج التاريخ عليها ستائر النسيان وباتت ذكرى ساكنة في أحد صفحاته والتي تفشت على جدران ساحات المحاكم التي كانت وستظل ميداناً مترامي الأطراف تجد فيه الإنسانية كلها بأفراحها وأتراحها بآلامها وأحلامها بنبلها وخستها، بخيرها وشرها.
دوّن السيد باسكييه أشهر محام في القرن السادس عشر في إحدى مذكراته بشأن دعوى منظورة أمام القضاء بيتاً لاتينياً لم يشر إلى قائله، ووقعت المذكرة في يد السيد دي تو قاضي القضاة فأقسم ألا يحكم في الدعوى إلا بعد أن يعرف مصدر الشعر المدون في المذكرة المقدمة من المحامي المذكور.
يحكى عن أمرسون أحد جهابذة الفقهاء في عصره وقاضي القضاء في عهد لويس الخامس عشر أنه قال: (والله لو اتهمت بسرقة.. برجى نوتردام وجرى الغوغاء في أثري صائحين: اللص اللص لبدأت دفاعي عن نفسي بإطلاق ساقي للريح).
جلس هنري الرابع ملك فرنسا العظيم يوماً ليفصل في قضية مهمة بنفسه وقام للمرافعة بين يديه اثنان من أعلام المحاماة في عصره فأبدع كلاهما وأعجز إلى حد أن صاح الملك يائساً: (رباه إن الخصمين على حق).

* كاتب صحافي



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved