Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/12/2006G Issue 12491مقـالاتالأحد 19 ذو القعدة 1427 هـ  10 ديسمبر2006 م   العدد  12491
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

قمة جابر

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تعليمنا.. بين الفشل والإخفاق..!
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

منذ سنين طويلة ونظام التعليم (العام) يزحف زحفاً نحو التقدم والتطوُّر.. في محاولة يائسة (محطمة) لتحريك عربة التعليم للأمام .. ولكن وللأسف هذه المحاولة مع غيرها من المحاولات كان مصيرها الفشل (الذريع) الذي لم يكن له من مبرّر مقبول من الجانب المنطقي، ولكنه مقبول ومؤيّد أيضاً من الناحية العملية .. فوزارة (التربية والتعليم) تعاني من نقص كبير وحاد جداً في الكوادر التعليمية .. ولا أقصد هنا الكوادر التقليدية (غير المنتجة.. الشكلية)، التي تملأ منشآتنا الدراسية، من (العاهات التعليمية) الذين ينتقلون مع مرور الزمن إلى طور آخر (جديد) ليكونوا (موجِّهين تربويين..!)، مع أنّهم قد أثبتوا فشلهم في تجربتهم الأولى (التدريس)، فبالتالي لا يمكن لهؤلاء أن يضيفوا أو حتى يطوِّروا .. فالخلل نابع منهم، ولا من سبيل لحلِّ ذلك أو إيقافه إلاّ بوسيلتين: إمّا إعادة تأهيل هؤلاء (وهذا شبه مستحيل)، أو إبعادهم عن قطاع التعليم، وذلك بتحويلهم إلى إداريين في الوزارة، بحيث لا يكون لهم تأثير لا من قريب أو بعيد في التعليم، لأنّهم في الواقع سبب رئيس وفعّال له تأثيره (السلبي) اللامحدود على التعليم، وهذا ما يشهد به واقع التعليم الآن.
منذ مدّة طويلة والكل يشتكي من طريقة تعامل المعلمين مع الطلاب، فكانت الأساليب (الهمجية) التي يتخذها هؤلاء أثناء ممارستهم لدورهم التربوي (النبيل) خاطئة وغارقة في بحر الفوضوية، فهم كما يتحدث عنهم الكل، يخرِّجون الأجيال (أجيال المستقبل..!) الذين لم ولن يحملوا سوى (الكُره والحقد!) على كلِّ ما له علاقة بالتعليم، والنتيجة، أصبح لدينا أعداد كبيرة وضخمة من (أجيال المستقبل) التي تحمل آلاف (العقد.. والعقد) التي خلفها (معلمو الأجيال)، وتشربها التلاميذ الذين تتهيأ فئة منهم لتنتظم في سلك التعليم ولتقوم بهذا الدور التربوي (السامي).
إنّ مراحل التعليم العام .. الابتدائي والمتوسط والثانوي، من أخطر وأهم المراحل الدراسية عند الإنسان، وهي بالتحديد من سن 7 سنوات وحتى سن 19عاماً، ففيها تتكوّن الروابط الفكرية والأوعية الثقافية، وتتحدد توجُّهات الشخص وذلك عن طريق امتزاج ما يملكه من مقوّمات بما يكتسبه من بيئته التعليمية الثقافية في (صفوف الدراسة)، والتي يمكن من خلالها توجيهه، فالساعات الطويلة التي يلتزمها الطالب أثناء فترة الدوام الرسمي في المدرسة، قد تكون أكثر مما يقضيه في منزله ومع أهله، وبالتأكيد في فترة الدراسة يكون ذهن الطالب معدّاً ومهيّئاً لتلقِّي المعلومات والمعارف على أنّها ثوابت صحيحة ولا مجال فيها للكذب والتدليس، وينطبع في عقليته تصوُّر بأنّ طاقم التعليم في المدرسة الذي يتكوّن من (المعلم، الوكيل، المرشد، المدير.. ) قدوة، وعليه الاقتداء بهم - وهذا ما يقوله الوالدان والمجتمع - فيدخل التلميذ جو التعليم والمدرسة، وفي ذهنه كلّ هذه المعاني الراقية الجميلة عن (المدرسة والدراسة).. فما هي إلاّ أسابيع معدودة وتتحوّل هذه المدرسة إلى كابوس (مخيف!)، يحمل في طياته الكثير من الأخطاء والأخطاء، التي تنتظر من يصححها أو يوجهها ولكن ِممَّنْ؟! من طاقم التوجيه (الركيك)، الذي كان في يوم من الأيام يمارس هذا الدور (الشريف) .. التدريس !.
يفاجأ الكثير من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، بالطلاب الذين تخرِّجهم مراحل التعليم (العام)، التي يقدم فيها الطالب على مرحلة جديدة (التخصص)، فدور الأستاذ فيها هو التوجيه والطالب يقوم بدور مراجعة المكتبات، واستخلاص المعلومات من الكتب أي من المفترض أنّ الطالب وصل إلى مرحلة يميِّز فيها ما يأخذه من الكتب فيكون قادراً على استخلاص ما يفيده، فمرحلة التأسيس والتأصيل قد انتهت ، هذا المفترض ولكن الواقع يقول غير ذلك!، فكثير من الأكاديميين يضطرون لتحويل أنفسهم إلى مدرسين في التعليم العام في محاولة (يائسة)، لإصلاح وترميم ما أفسده أولئك في مراحل التعليم (العام)، فيتخرّج الطالب من المرحلة الجامعية وكأنّه قد تخرّج من الثانوية العامة، وعلى أيّة حال ليس هناك مقارنة في (مستوى التحصيل) بين المرحلتين، فالأولى يمكث فيها الطالب ما يقارب 12عاماً وهو في بداية عمره الافتراضي للدراسة، فالإنسان في مراحل عمره الأولية تكون قابليته للدراسة أفضل منها عندما يتقدم في السن، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية المتخصصة، بينما المرحلة الجامعية تقارب الأربع سنوات وعدد الساعات فيها أقل بكثير من مراحل التعليم العام، وهي مرحلة الحرية وفيه يكون الطالب على مستوى علمي عقلي عالٍ يمكنه التمييز بين ما يناسبه وما لا يناسبه من الجامعات.. الكليات.. التخصصات، ويتخرّج الطالب من الثانوية العامة، وهو لا يدرك شيئاً عن الجامعات، فالتوجيه في المراحل السابقة أيضاً مفقود!.
إنّ على وزارة التربية والتعليم الاعتراف بالتقصير، وبعدم جدوى الخطط التي تسير عليها الآن، وأول وأهم خطوة يجب على الوزارة القيام بها هي إعادة تأهيل (المعلمين والموجِّهين) لأنّهم السبب الرئيس لفشل (التعليم)، فالخطط الافتراضية التي تقوم بإعدادها الوزارة لا يلتزمون بها، وفي كثير من المراحل يكون خروج المدرس عن المنهج بل اختراع منهج آخر جديد، قد توجد بينه وبين المنهج الأصلي علاقة ضعيفة، وقد لا توجد أصلاً!,.. في المرحلة الابتدائية مدرس الإملاء يدرِّس العلوم ومدرس القواعد ينتظم في تدريس الرياضيات، وهلمّ جرّا... أخطاء لو أراد المتبصِّر حصرها لملأت المجلدات!.
هي رسالة .. وأجزم أنّ آلاف الرسائل قد سبقتها من غيري، ولكن أرجو ألاّ يكون مصيرها كسابقاتها، وهي إلى وزارة التربية والتعليم، بأن تتجه في بداية العام القادم إلى وضع استراتيجية مقنّنة آمنة يشرف عليها أصحاب خبرات واسعة في مجال التعليم، لإيجاد كوادر تعليمية مؤهَّله جادة، قد تستطيع أن تصلح ما أفسده الدهر!؟.

Alfaisal411@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved