Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/12/2006G Issue 12502رأي الجزيرةالخميس 01 ذو الحجة 1427 هـ  21 ديسمبر2006 م   العدد  12502
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

الأخيــرة

حد أدنى من التّوافق الفلسطيني

سرعان ما يكتشف الفرقاء الفلسطينيون أن ما يجمع بينهم أكثر مما يُفرِّق، لكن التركيز على التباينات يُوشك أن يجعلها من الثوابت، ولو استمرت هذه الحالة فإننا سنرى بالفعل ساحة فلسطينية منقسمة على نفسها بشدة، بل وبعمق.. فالتوصل إلى توافق حول التهدئة بين حماس وفتح أول أمس كان أمراً لافتاً في أجواء الاحتقان التي تطوَّرت إلى سقوط ضحايا وسط توتر شديد في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، وإزاء هذه الحالة السلبية توقَّع الجميع أن تنزلق الساحة الفلسطينية إلى هاوية سحيقة من الخلافات الدموية، غير أنه لم تكد سحابة النهار تنقضي حتى كان هناك على الطاولة اتفاق للتهدئة مع انحسار للمظاهر المسلحة.
وبالطبع لا يُمكن الاعتماد على ما يجري في الظاهر، لكن المتيقن حتى الآن أن الفلسطينيين يستطيعون بخبرتهم وحنكتهم السياسية تجاوز الخلافات القائمة، وقد يساعد على ذلك أنهم أصحاب قضية ينبغي أن تكون الأولوية لها دائماً، ومن ثم فإن الانغماس في الخلافات السياسية والعقائدية سيكون خصماً على وضع القضية الأم.
ومن المؤلم أن يتولى البعض (المهام) الدموية لإسرائيل نيابة عنها، فيُوجِّهون سلاحهم إلى بعضهم البعض ويقتلون إخوتهم في النضال، ليتحوَّل الخندق الواحد إلى عدة جبهات تسودها الفرقة بدلاً من الوحدة والتعاون والتعاضد.
ومن الواضح أن العلاقة بين مختلف الأطراف الفلسطينية في حاجة إلى إعادة صياغة، فالتوافق الذي كان قائماً حول الخطوط الحمراء، التي لا ينبغي تجاوزها، أصبح يتضاءل، ولم يعد الدم الفلسطيني خطاً أحمر، بل بات مهدراً في شوارع ومعسكرات ومدارس غزة والضفة.
ومن المهم التعجيل بترميم ما دمَّرته هذه الحقبة الموسومة بالسلبيات، وذلك قبل أن تصبح هذه السلبيات هي السمة الأبرز في يوميات العمل الفلسطيني، كما أن من المهم أن تنتهي التحديات وعمليات كسر العظم المتبادلة، إذ إن النتيجة النهائية، ستكون الدمار الكامل للحالة الفلسطينية، ويومها سيصبح من الصعب لمّ شتات القضية وأجزائها المبعثرة في أدبيات الفصائل وخطاباتها السياسية.
لقد شكَّلت القضية الفلسطينية طوال عقود عديدة محوراً لكل عمل فلسطيني، غير أن الانصراف عنها بمثل ما يحدث الآن من خلافات سيضعف من قوة الدفع التي اكتسبتها على الصعيدين العربي والعالمي، وسيجد الفلسطينيون أن عليهم البناء من جديد خصوصاً من جهة الدفوعات السياسية والقانونية التي أعطت القضية وجاهاتها وقوتها الإقناعية على نطاق العالم، وسيكون من غير المناسب التضحية بكل هذه الإنجازات المتحققة والمتمثِّلة في القناعة الدولية بعدالة القضية، بسبب خلافات أقل ما توصف به أنها تُعبِّر عن تدنٍ شديد في المسؤولية الوطنية.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved