Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/12/2006G Issue 12504الرأيالسبت 03 ذو الحجة 1427 هـ  23 ديسمبر2006 م   العدد  12504
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

قرية العليا

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

الأخيــرة

قوة الأمة بمكانة علمائها
محمود بن عبد الله القويحص

العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم مصابيح الهدى، وبهم تزهو الدنيا، كيف لا وقد امتدحهم الله - عز وجل - في كتابه العزيز فقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(المجادلة: 11)، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (مدح الله العلماء في هذه الآية)؟! ويدلّ على مكانتهم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، والعلماء هم أفقه الناس بالدين؛ فهم ممن اختارهم الله للخيرية، وقال سفيان بن عيينة: (أرفع الناس عند الله منزلة مَن كان بين الله وعباده، وهم الأنبياء والعلماء)، وقال أبو مسلم الخولاني: (العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء: إذا بدت للناس اهتدوا بها، وإذا خفيت عليهم تحيَّروا)، فأمّة لا علماء لها أمّة جهل وزوال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، ولكن بموت العلماء).

كما يدل على مكانتهم أنه متى نزلت بالمسلمين نازلة، أو حدث أمر، أو أشكل عليهم فهم أمر، فالمرجعية للعلماء أهل السنة ممن شُهد لهم بالتقوى والعلم والبصيرة، لتوضيح ما أشكل على الناس، ولإزالة اللبس لديهم، وذلك لمعرفتهم بالنصوص الشرعية ومرادها، والمقاصد الشرعية، والضروريات، والحلال من الحرام، والبدعة من السُّنة، وقد أمرنا الله عز وجل بذلك فقال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(النحل: 43)، فإن أفضل وأقوى سلاح لمحاربة الجهل وأصحاب البدع والأفكار المضللة هو نشر العلم الصحيح، وإذا لم يُسأل أهل العلم ويتم الإيضاح من قبلهم فسوف يتصدى للفتوى الجهلة من أنصاف المتعلمين وتقع حينئذٍ الكوارث، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (فيبقى ناسٌ جهال يُستفتون فيفتون برأيهم فيضلّون ويضلّون). إننا في أمسّ الحاجة إلى ربط الناس كافة صغاراً وكباراً، شيوخاً وشباباً، رجالاً ونساءً، بالعلماء كي لا يغتروا بكلام الغوغائيين المتلبسين برداء العلماء، المثيرين للفتن، أصحاب النظرة القصيرة.فالعلماء لهم قدر ومنزلة، وقد حثّنا ديننا الحنيف على طاعتهم في الحق، ومحبّتهم دون غلوّ، وتقديرهم وتوقيرهم بما يليق بهم، واحترامهم والتأدُّب معهم في الحديث وغيره، فالأمة لا تزال بخير ما عرفوا فضل علمائهم ومكانتهم، فلا ينبغي معاداتهم، أو إنقاصهم، أو الاستهزاء بهم، أو غيبتهم، أو إهانتهم، أو الاستدراك عليهم دون حجّة قوية مستمدة من الكتاب وصحيح السنة النبوية، فوقوع مثل ذلك مؤشر خطير يؤدي إلى تطاول السفهاء والجهلة على العلماء، وردّ أقوالهم بغير علم ولا هدى، ومن ثمّ القدح والتشكيك فيهم وفي علمهم، فتحصل الفوضى والفرقة، وانتشار الشهوات والشبهات، وتفكك وتشتت شمل المجتمع لعدم وجود المصداقيّة فيهم، وهذا ما لا يرضاه عاقل، قال الشاعر:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جُهّالُهم سادوا

فما نمرّ به في وقتنا الحاضر من أزمات تستلزم علينا تربية كافة فئات المجتمع على ضرورة الأخذ من العلماء الربانيين الأفاضل الذين تزخر بلادنا المباركة - بلاد العلم والهدى - بهم في هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء، وهيئات التدريس في الكليات الشرعية، ممن عُرف عنهم سعة العلم والتقوى والورع، والرجوع إليهم والاقتداء بهم وبيان حقهم ومكانتهم من خلال وسائل الإعلام - المرئية والمسموعة والمقروءة - والمؤسسات التعليمية والتربوية، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقّه).


malqwehes@gmail.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved