Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/12/2006G Issue 12504الطبيةالسبت 03 ذو الحجة 1427 هـ  23 ديسمبر2006 م   العدد  12504
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

قرية العليا

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

الأخيــرة

الجلود مرايا الكروب
جلد الإنسان هو المتحدث بأفصح لسانٍ عن مزاجه

على الجلد تنعكس آثار العواطف بألوان لا يُمكن أن تخفى على العيون وعليه تظهر عوامل الشدة وكروب النفوس فإذا أُحرج الإنسان، تضرج وجهه بحمرة الخجل، وإذا خاف هرب الدم من وجهه وغار إلى أعماق الجسم لتغذية أعضاء أكثر فائدة في حالات الخطر، فيبدو الوجه شاحباً لا دم فيه، والإجهاد العضلي أو الغضب يجعلان وجه الإنسان أحمر قانياً.. وإذا أُصيب الإنسان بكرب أو شدة عاطفية بدت آثاره على وجهه.
يعتقد كثير من الأطباء أن مشاكل جلدية معينة كحب الشباب ووردية الوجه والثعلبة والأكزيما والشرى والصدفية يمكن أن تسوء أو تزداد كنتيجة للقلق، وأكثر ما يكون تعرض الإنسان لأمراض جلدية ذات ارتباط بالكرب عندما يكون مصاباً بمشكلة جلدية في السابق.. فإذا كان الإنسان في فترة مراهقته مصاباً بحب الشباب مثلاً فإن قضاءه نهاية أسبوع مرهق مع أطفاله عند الكبر قد يهيج فيه طفرة من حب الشباب ولو لم يكن قد عانى هذه المشكلة الجلدية من سنوات.
إن العلاقة ما بين الحزن ومشاكل الجلد علاقة معقدة في رأي خبراء الجلد، ومع أنه لا وجود لمشكلة جلدية ناتجة بشكل مباشر عن توتر عصبي إلا أن الآثار الجانبية للكرب يمكن أن تسبب خراباً للبشرة وبشكل عام نستطيع القول إن الجلد هو أول أعضاء الجسم تسجيلاً للإرهاق العاطفي.. وقد يسيء الإنسان إلى نفسه عامداً إذا ما استبدل بالغذاء الصحي السليم المتوازن، أطعمة سريعة رخيصة، ومع أنه لا دليل أكيد على أن زيادة السكر والدسم، تحدث في الإنسان ضرراً جلدياً، إلا أن الأطباء قد اكتشفوا أن بعض المآكل الملحة يمكن أن تسبب تأثيراً سيئاً بالجلد، فالملح المشبع باليود يُمكن أن يسبب تفاقم حب الشباب، إذ إنه يحرِّض النشاط الدهني بالجلد، فإذا أكل الإنسان شرائح البطاطا المملحة أو الوجبات الخفيفة (سناك) المالحة، فإنه قد يعرّض جلده لطفرات من حب الشباب.
الكحول والنيكوتين
كما أنه بالرغم من الخصائص الإدمانية للنيكوتين والكحول فإن الكثيرين يلجؤون إلى هاتين المادتين كلما وجدوا أنفسهم واقعين تحت نوبة من الإرهاق والشدة العاطفية، والتلف الذي تحدثه هاتان المادتان على صحة الإنسان ليس مقتصراً على الأعضاء الداخلية التي يراها الإنسان كالكبد والقلب.. فالكحول تسبب تدفق الدم إلى الجلد، ومثل هذا التدفق من شأنه زيادة حدة بعض الحالات الجلدية كالشرى، أما النيكوتين فيبدأ مفعوله المؤذي عن طريق إنقاصه مقدار الدم المتدفق إلى الجلد، ولما كان من المعروف أن المدخن يزيد من تدخينه عندما يجد نفسه واقعاً تحت ضغط عاطفي، فإنه بهذه الزيادة، إنما يزيد التلف لجلده أيضاً، ونظرة واحدة إلى المدخن المزمن كافية لاكتشاف شحوب وجهه واصفرار لونه، وربما أُصيب وجه المدخن أيضاً بأخاديد وتجاعيد وخطوط ممتدة بين الشفتين وزوايا العينين، وندب متنوعة.
كذلك فإن الأوعية الدموية التي تمد الجلد بمواده الغذائية الحيوية تتضيّق كما يعتقد بسبب النيكوتين، وتضعف فاعليتها و(يجوع) الجلد حتى الموت، مما يسبب مظهر الشيخوخة وهرم الوجه الأمر الذي يضفي على وجه المدخن خصائص معينة تُدعى (قناع التدخين).
وعادة ما يلجأ الشخص الواقع تحت الغضب والشدة إلى شرب القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين، لتهدئة أعصابه كما يُقال والحقيقة أن المشروبات الغنية بالكافيين والساخنة بالذات قد تزيد الطين بلة إذ إنها تزيد من التروية الدموية للوجه وبذلك تفاقم من حالات وردية الوجه.
بعض الحالات الجلدية التي تزيد الشدات النفسية والعاطفية من فوعتها وقد تكون مثيرة لها:
1 - الشري (Urticaria): وهو بقع جلدية تغري بالحك الشديد، والشرى إما أن يظهر على الجذع أو أنه ينتشر على سائر أنحاء الجسم، ويبدو الشرى كلسع البعوض، وهو قد يكون أبيض أو أحمر، وكثيراً ما كان الشرى عرضاً من أعراض رد الفعل التحسسي تجاه بعض المهيجات كتناول أطعمة معينة، أو من لسع الحشرات أو بسبب بعض مواد التنظيف أو المنسوجات.
2 - حب الشباب (Acne) ويمتاز بظهور رؤوس سوداء له، ورؤوس بيضاء وبثرات وكيسات، وكلما كثر تزيت الجلد، ازداد تأهبه لحب الشباب، إن قابلية الإصابة بحب الشباب تقررها إلى حد كبير الناحية الوراثية ونشاط الغدد الصم، إضافة إلى تفاقم حب الشباب عند العديد من المرضى بعد تعرضهم لشدة نفسية أو عاطفية.
3 - وردية الوجه Rosacea وهو كثيراً ما يخلط بينه وبين حب الشباب، بالنظر إلى أن آفاته الحمراء البارزة تبدو كالبثور، لكن وردية الوجه لا تبدي عادة (الزؤانات) الرؤوس السوداء والبيضاء التي تميز حب الشباب، والمصابون بالعد الوردي تكون فيهم أوعية دموية متوسعة واحمرار بالخدين والجبين والذقن وأرنبة الأنف، والعد الوردي يصيب ضحاياه عادة عقب الخامسة والثلاثين من العمر، وهو شائع بشكل خاص بين أصحاب البشرة الشقراء.
4 - الصدفية (Psoriasis) تبدو آفات الصدفية بشكل منصات بارزة حمراء منبسطة الأعلى مكسوة بملاءات بيضاء متقشِّرة، ويكون حجم الصدفية عادة كحجم راحة اليد، وهو يظهر على المرفقين والركبتين وفروة الرأس، أو قد ينتشر على سائر أنحاء الجسم، وينشأ العد الوردي عن وفرة في نمو الخلايا الجلدية الطبيعية، وغالباً ما كان للمصابين بالصدفية تاريخ عائلي بهذه الحالة.
5 - الأكزيما (Eczema): إن أكثر الأنواع شيوعاً من ذوات المساس بالشدة، هو الأكزيما المنتبذة والأكزيما التي تمتاز بحمرة وتقشر وحكة ونضح بسائل صاف في كثير من الأحيان، توجد خلف ثنية الركبة وغضن الساعد وحول العنق، وتكون أحيانا مقتصرة على اليدين، وتظهر بشكل بقع لا حدود واضحة لها، والمصابون بالأكزيما لهم ميل لأن يكونوا ذوي جلد جاف، ولهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالربو والتهاب الأنف التحسسي.
6 - الثعلبة(Alopecia): إن الثعلبة عبارة عن مرض جلدي شائع نسبياً تبدو على هيئة بقعة أو أكثر فاقدة للشعر والسبب الرئيس للثعلبة غير معروف، يشكو العديد من مرضى الثعلبة أن البقع ظهرت لديهم بعد تعرُّضهم لحزن شديد أو شدات نفسية وعاطفية.
ختاماً: أود أن أذكركم أن تلك المجموعة من الأمراض الجلدية ليست محدثة بالحزن أو الشدات النفسية وإنما قد تُثار بها ولو كانت الشدة النفسية سبباً لإحداث مرض جلدي ما كالثعلبة مثلاً لوجدت نصف المجتمع إن لم أقل أكثر لديهم ثعلبة بعد نكسة سوق الأسهم مثلاً، ومن منا لا يشكو من شدة أثناء العمل اليومي.

د. أحمد العيسى*
* استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved