| |
المملكة في خدمة الحجاج
|
|
تشرئب أعناق المسلمين اليوم نحو صعيد عرفات؛ حيث يتجه إليه ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام قادمين من منى لتأدية ركن عظيم من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة. ويزداد هذا اليوم مهابة كونه يصادف يوم الجمعة أيضا، ويأمل فيه الحجاج أن يتقبل الله حجهم، ويعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور. وسيبقى الحجاج في عرفات حتى تتوارى الشمس، ثم ينفر ضيوف الرحمن إلى مزدلفة ليبيتوا ليلتهم فيها حتى الفجر لمن كان قادرا على ذلك، وبعدها يعودون إلى منى ليتحللوا من إحرامهم ويكملوا بقية مناسك الحج من رمي للجمرات وهدي وطواف حول الكعبة المشرفة يوم غد العاشر من ذي الحجة وهو يوم العيد حيث يفرح المسلمون، ثم يقضون أيام التشريق في منى إلى أن يكملوا حجهم. ومما يساعد الحجاج على تأدية مناسكهم بكل سكينة وطمأنينة اتباعهم للإرشادات والأنظمة التي ما وضعت إلا لسلامتهم، والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم. والمملكة توفر كافة الخدمات للحجاج انطلاقا من المسؤولية العظيمة التي وضعها الله تعالى على عاتقهم. ولكن هذه الخدمات لا يمكن الاستفادة منها إذا لم يكن الحاج على قدر المسؤولية، وعلى درجة كبيرة من الوعي للاستفادة منها على خير وجه. وقد رأى المسلمون ما تقوم به المملكة من مشاريع كبيرة في المشاعر المقدسة تتجاوز المليارات من الريالات، لتسهيل تأدية مناسك الحج، وخاصة فيما يتصل بجسر الجمرات الذي كلف هذا العام أربعة مليارات ريال، والذي يعتبر نقلة هندسية وحضارية توفر الانسيابية في حركة الحجاج مع توافر السلامة لهم. وهذا المشروع العملاق والذي تم الانتهاء من نصفه سيكون باستطاعته تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاجا في المستقبل. ولم تغفل حكومة خادم الحرمين الشريفين عن صحة الحجاج، وخاصة وأن الازدحام الشديد قد يتسبب في إحداث مشاكل صحية لبعض الحجاج، فوفرت الحكومة مستشفيات على قدر عال من الكفاءة، فضلا عن سيارات الإسعاف عالية التجهيز في مختلف المشاعر، سواء في مكة أو في عرفات أو في منى ومزدلفة. وكل هذه الترتيبات تأتي من قبيل الاستعداد للطوارئ والوقاية من الكوارث لا قدر الله. والمملكة تقدم في كل عام إضافة جديدة في مجال الخدمات المقدمة للحجاج والتي تتم دراستها جيدا، وذلك لتلافي أية عيوب قد تكون حاصلة، فلا أحد يستطيع بلوغ الكمال غير الله تعالى، ولكن يسعى الإنسان نحوه.
|
|
|
| |
|