Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/12/2006G Issue 12511زمان الجزيرةالسبت 10 ذو الحجة 1427 هـ  30 ديسمبر2006 م   العدد  12511
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

السبت 30 من ذي الحجة 1392هـ الموافق 3 فبراير 1973م العدد (512)
حديث مع أبرز الروائيين في العالم العربي الدكتور عبدالسلام العجيلي
أربأ بنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم أن يسايرا (الموضة)

يعتبر الدكتور عبدالسلام العجيلي من أبرز الروائيين في العالم العربي الذين لهم وزنهم وقيمتهم فنياً وفكرياً.. وهو أديب متعدد المواهب يكتب القصة القصيرة والرواية والشعر والمقالة أيضاً.. قد قدم للمكتبة العربية عدداً من الكتب وديواناً من الشعر ومن أبرز انتاجه القصصي (ساعة الملازم) و(الخيل والنساء) و(باسمه بين الدموع) و(رصيف العذراء السوداء) و(فارس مدينة القنيطرة) آخر ما صدر له.. ويعد الآن مجموعة قصصية بعنوان (حكاية مجانية) ويكمل رواية من جزءين هي (قلوب على الأسلاك).
وقد تمرس الدكتور العجيلي بالحياة العربية وخبر أعماقها عن قرب فعمل طبيباً نائباً في مجلس النوار السوري وتقلد منصب وزير الخارجية في سوريا، وأخيراً عاد إلى مهنته الأولى طبيباً يجد فيها معيناً لا ينضب لحياته الإنسانية والفكرية والفنية جميعاً.
وأهم سمة تميز الدكتور العجيلي أديباً إنه ينتمي بالأصالة إلى أمته العربية وتراثها الأصيل على سعة إطلاقه وعمق نظرته في العالم المحيط بنا فكراً وثقافة.
* ما رأيكم في القصة العالمية الحديثة؟
- لست من قرائها حاولت قراءة رواية اسمها (الدرجات) لميشيل بوكور وهو من طبقة (الان روب غريية) فلم أستطع إتمامها هنري ميلر مثلاً وهو روائي قديم حديث في آن واحد قرأت له رواية أتممتها وأنا في قراءتها بين المتعة والعناء، ولكني آليت ألا أقرأ له شيئاً بعد ذلك لأني لا أريد أن تكون قراءتي القصصية مصدر جهد وتعب ولقلقة قراءاتي في القصة الحديثة فإنني لا أستطيع أن أعطي فيها حكماً منصفاً كل ما أستطيع قوله إني لا أحبها.
* هل يلزم بالضرورة أن تساير القصة العربية هذه الموجة منهجاً وموضوعاً؟ أم ماذا؟ وهل نجحت في رأيكم مثل هذه التجارب الحديثة في القصة العربية؟
- الواقع أن قاصين عرباً قد سايروا هذه الموجة إما تقليداً مباشراً وإما لخضوعهم لظروف مثل التي حدت بالقاصين الغربيين إلى خلق القصة الجديدة والتقليد هو الأغلب سمعت ولم أقرأ أن توفيق الحكيم ونجيب محفوظ قد كتبا قصصاً من هذا النوع ومن الناحية المبدئية أربأ بهما أن يسايرا الموضة وهما من القدرة والمكانة بأن يخلقا الموضة لا أن يتبعاها.
وهذا لا يعني أن ما كتباه في هذا المنحى ضعيف فقد يكون قوياً ولكن ضعفه يأتي من تقليد القوي للضعيف أو الكبير للصغير، كثير من القصص التي قرأتها من هذا القبيل فاشل ولكن بعضها مقبول وبعضها معجب، وعندنا في سوريا قاصان نستطيع اعتبارهما من كتاب القصة الحديثة الناضجة وهما زكريا تامر ووليد إخلاصي.
* يرى البعض أن هناك أزمة في القصة العربية (رواية - قصة قصيرة) فما الأسباب؟ وكيف السبيل إلى تجاوز هذه الأزمة؟
- الحديث عن الأزمة يعني أنه كان هناك رخاء فتلاه الضيق الذي نسميه أزمة متى كان الرخاء في القصة والرواية العربيتين؟ لا أذكر أنه كان ثمة رخاء مادي أو معنوي نحن لا نزال في الميدانين في طور التجربة نستطيع أن نقول إننا بحالة فقر أدبي، وسبب الفقر ناجم عن مكونات الفرد العربي والمجتمعات العربية من الناحية الثقافية، نحن مائة مليون عربي مجزأون إلى مجموعات متباعدة وإذا جمعت كل من يمكنه من المائة مليون القراءة بصورة صحيحة، القراءة الثقافية والأدبية نجدهم لا يعادلون قراء دولة عدد سكانها 5 ملايين من هنا يأتي الفقر أو الأزمة المستديمة في القصة وغيرها.
اعطني قراء اعطك ألف كاتب وعشرة آلاف كتاب في الرواية وغير الرواية.
أما العلاج فإنه لن يخضع لمنطق هذه الأيام الثوري لا علاج إلا بالتطور المستمر والتقدم المستمر نحو الأفضل وهذا يحتاج إلى الزمن.
* يقرأ الناس نتاج القصة القصيرة والرواية إلى حد ما - فيرون الرمزية تكاد تطغى على معظم هذه النتاج خاصة بعد نكسة حزيران 1967 ولأنها تنضج بتشاؤم قائم ومرير فهل سيكتب لها الاستمرار؟
- لا يلجأ الكاتب إلى التلميح إلا حين يعجز عن التصريح كلنا مدرك لحقائق أوضاعنا وللأسباب الصحيحة لهزائمنا ولكن من يستطيع أن يصرح بما يقوله؟ ولهذا نلجأ إلى الرمز أما التشاؤم فإنه حصيلة الإدراك لتلك الحقائق والأسباب.. ستظل هذه الطريقة متبعة ما دامت الأفواه مكممة والحريات الحقة مختلفة.
تثار من حين لآخر قضية اللغة البعض يفضلون صياغة القصة بالفصحى والبعض يحبذون التعبير باللهجة المحلية وبين هؤلاء وأولئك هناك من يرى أن السرد يكون بالفصحى والحوار بالعامية.
نرجو أن توضح على ضوء تمرسكم بفن القصة موقفكم من هذه القضية والحلول التي ترونها.
* هل نستطيع أن نتعرف على رأيك الخاص في إنتاجك: القصة والشعر؟ وأيهما تعتقد أنه شغلك الأكبر؟
- القصة والشعر مثل المقال والمحاضرة ومثل الحديث في جلسة مع الأصدقاء ومثل العمل اليومي كلها أشكال للتعبير عن ما أراه وأعتقده وأحكم بأنه واجب عليّ أن أفعله ورأيي الخاص أني كنت صادقاً، إلى أبعد حد ممكن لي في تعبيري وأني عبرت في كثير من الأحيان بموهبة وبمعرفة كبيرتين.
* هل أنت راض عن النقد الأدبي المعاصر؟ وماهو تصورك للارتقاء به؟
- رضاي عن النقد الأدبي المعاصر مرتبط بالرضا عن الحياة الأدبية والنتاج الأدبي بصورة عامة بمعنى أن النقد الأدبي مثل الأدب نفسه يفتقر إلى كثير من المقومات ليكون مرضياً وفي اعتقادي أن الارتقاء بالنقد الأدبي أسهل إمكانية وأقرب من الارتقاء بالأدب النقد صنعه اكثر منه فناً، ومن السهل أن تحدد للصنعة ضوابط. أما الفن فضوابطه يصعب تحديدها.. إن الذين يتصدون للنقد الأدبي في الوقت الحاضر في أغلبهم كتاب مبتدئون ولا ألومهم في هذا فكل كاتب ناشيء يتوق إلى بسط رأيه فيما يقرأ ويجد سهلاً أن يرى اسمه منشوراً ومعروفاً ككاتب لا بإبداعه الشخصي بل بحديثه عن المبدعين. وإذ أعود إلى ذكرياتي أجدني قد فارقت هذا الجرم في أول كتاباتي ولكني على ما أذكر لم أكن متجنياً ولا قليل البضاعة في المعرفة الأدبية فيما كتبت.
الوسيلة للارتقاء الأدبي في رأيي أن يعهد في نقد النتاج الأدبي إلى نقاد متمرسين لهم سابقتهم في الإبداع الشخصي كما لهم من المؤهلات الدراسية ما يجعلهم كفؤاً لإبداء الرأي في كتابات الآخرين وانتقاء الناقدين يقع على عاتق رؤساء تحرير المجلات الأدبية وإذا حدث وتعرض لنقد نتاج أدبي ناقد غير ممتهن أعني غير النقاد الرسميين فيجب أن يكون معروفاً بكفاءته.
يجب أن يقبل كناقد كل من أحسن الكتابة كفن دون أن يحسن معرفة الأدب بالدراسة والبحث إننا بهذا الحصر نرتقي بالنقد الأدبي ونرتقي بالأدب نفسه كذلك وأنا بهذا أشد تدقيقاً على النقاد مني على الكتاب المبدعين لرئيس تحرير مجلة أدبية أن ينشر لأي كاتب معروف ما دام يجب فيما يكتبه أثراً من موهبه، أما النقد فيجب أن لا يسمح به إلا لمن يملك مؤهلاته.
هذا بالطبع ينطبق على نقد الآثار الأدبية الجديدة أو المتداولة أما النقد كعلم ودراسة واستنتاج محصلات فإنه عملياً لا يحتاج إلا للاكفاء الذين يتهيأون له بالدراسات الجامعية فليس متصوراً أن كاتباً يستطيع أن ينشر كتاباً في النقد ما لم تكن المؤهلات كافية وما لم يكن كتابه محتوياً على ما يبرر طباعته ونشره.
* حدد لنا بعض الكتّاب المبرزين في القصة والرواية على مستوى العالم العربي والقطر السوري تراهم أكثر نضجاً وأصالة؟
- حكمي في هذا الموضوع ليس ذا قيمة كبيرة لأنه لا يمكن أن يعطى صورة منصفة فقراءاتي للقصة العربية في الوقت الحاضر قليلة أقرأ بعض الكتب التي تهدى إليّ وبعض ما ينشر في المجلات والمجلات كثرة كما تعرف ولا يمكن الإحاطة بها كلها إذا تركنا الأسماء الكلاسيكية التي توطدت مكانتها منذ أكثر من عشرين عاماً فإن بين الذين جذبوا انتباهي وإعجابي (سليمان فياض) حين قرأت مجموعته (عطشان يا صبايا) بعد الدكتور يوسف إدريس ومن سورية نجد زكريا تامر وفاضل السباعي وجورج سالم وثمة قاصون جدد أعرف أسماءهم لكثرة ما أقرأها أو أسمع عنها ولكني لا أريد أن أتجاوز الصدق فأقول إني قرأت لهم بما يمكنني معه الحكم عليهم أو أني قرأت لهم ما أثبت انتباهي عليهم.
* في (أشياء شخصية) ألمنا بشيء عن نشأتك - ترى ما هي خطوات حياتك الآن شخصياً واجتماعياً؟
- أظن أن حياتي أصبحت قريباً من الاستقرار.. الذي لا أحبه، الوسيلة الوحيدة التي أملكها لتجديد حياتي هي الأسفاروتحول بيني وبينها المسؤوليات العائلية بالدرجة الأولى وما يسير غالبية الناس ويدعوهم إلى خوض المجهول وهو الذي يدعونه طموحاً أو ميلاً إلى الأفضل أراه الآن وأكثر من أي وقت مضى سخافة الشيء الوحيد الذي أراه يستحق الاهتمام هو مصير الإنسانية عامة وأمتي بصورة خاصة ولكنك تعرف أن مصائب هذه الأمة المتأتية من داخلها أصبحت محزنة وداعية إلى الانطواء والتشاؤم والتسلية الوحيدة هي الفن استمتاعاً وأداء أعني قراءة وسماعاً أو كتابة وتأليفاً ليست هذه سوداوية ولكنه إدراك للواقع ومسايرة له.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved