Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/01/2007 G Issue 12517
رأي الجزيرة
الثلاثاء 20 ذو الحجة 1427   العدد  12517
ماذا في جعبة (بان كي مون)؟

في الاثنين الماضي تسلم الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة الجديد بان كي مون منصبه خلفاً لسابقه كوفي عنان، وسط اهتمام عالمي بهذا الخبر، مما يوحي بأهمية المنصب بالنسبة للدول الأعضاء والتعويل على هذه المنظمة الدولية في المساهمة في حل مشاكل العالم، ليست السياسية أو الأمنية فحسب، وإنما كل المشاكل المتصورة والمتعلقة بباقي الميادين؛ كالبيئة والفقر والجهل والأمراض والكوارث الطبيعية.

ومع ذلك فإن الحقيقة تقول إن المشاكل الدولية أكبر بكثير من هذه المنظمة العجوز التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية على يد المنتصرين قبل أكثر من ستين عاماً، وقد أثبتت أنها عاجزة عن الحل في غياب الإرادة السياسية للدول، وخاصة الدول الكبرى التي تريد لهذه المنظمة أن تكون وسيلة من وسائل سياستها الخارجية، وأداة من أدوات الثواب والعقاب في تعاملها مع باقي الدول.

وعوداً إلى بان كي مون فإن من أولى التصريحات التي أطلقها قوله بأنه تسلم منصبه في ظل أزمات عالمية خطيرة وأشار إلى الأحداث في الشرق الأوسط، مما قد يعني اهتمامه بهذه المنطقة الملتهبة من العالم.

ولكن ماذا يستطيع أمين عام الأمم المتحدة الجديد أن يقدم ما لم يستطع تقديمها سلفه من قبل؟ ولا سيما وأن الفضائح تنهش في جسد هذه المنظمة بعد الكشف عن حوادث الاغتصاب بحق أطفال أبرياء لا تتجاوز أعمارهم 12سنة، والتي ارتكبها أعضاء في الأمم المتحدة وفي القوات الدولية التابعة لها في جنوب السودان. وهو الأمر الذي يفقد هذه المنظمة الثقة والاحترام الدوليين، وبالتالي يضعف من قدرتها الضعيفة أصلاً في المساهمة في حل القضايا العالقة.

إن أزمات العالم اليوم شديدة الخطورة والتعقيد، وخاصة ما يجري في الشرق الأوسط من أحداث تعطي صورة قاتمة عن آفاق مسدودة.

ومن الواضح جداً أن أمام الأمين العام الجديد مسؤوليات كبيرة، ويجب أن يكون على قدرها، وإلا فإن تغيير الأمين العام لن يكون سوى حدث إداري بروتوكولي ولا غير. ويبقى الأهم أن تتعامل الدول مع هذه المنظمة بإيجابية، وألا تتخطى قراراتها الدولية كما تفعل بعض الدول.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد