Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/01/2007 G Issue 12525
الاقتصادية
السبت 24 ذو الحجة 1427   العدد  12525
بعد شائعتي الأربعاء وتدافع المتداولين للبيع بسببهما
الشائعات... هل لا يزال السوق وعاءً لها؟!

* الرياض - عبد الله البديوي:

(لا تكن وعاء للشائعات، بل واعياً لها) هذا هو شعار هيئة السوق المالية في حملتها الإعلامية الهادفة إلى تعميق الفكر والرؤية الاستثمارية الصحيحة لدى المتداولين في السوق السعودي والقضاء على هذا المرض المزمن الذي أفقد الكثير من المتداولين الثقة.

انتهت تلك الحملة الإعلامية وسواء حققت نجاحاً أم لا، فالحق يقال: إن حمى الشائعات لم تهدأ، بل إنها أضحت أكثر قوة وزادت من وتيرتها وكأنها عقدت العزم على إنهاك قوى السوق وتدميره، وآخر ما أصاب السوق منها ما حصل له في تداولات الأربعاء الماضي من نزول قوي أفقد مؤشره أكثر من 220 نقطة وسط تدافع للبيع أدى لاقفال أكثر من ربع شركات السوق على النسب الدنيا.

موجة البيع القوية كانت أحد الأسباب وراءها شائعتان سرتا بين المتداولين قبل التداول، وانتشرتا في صالات الأسهم ومنتديات الإنترنت الاقتصادية، كانت الأولى بخصوص إيقاف أحد الأسهم المخالفة لنظام الإفصاح عن التداول أو إخراجها من السوق، والأخرى بخصوص توقع لإعلان من هيئة سوق المال تفصح فيها عن نيتها إدراج ثلاث شركات جديدة للسوق.

ما حصل يوم الأربعاء ليس بجديد على السوق السعودي، وما زالت الشائعات تتكرر من حين لآخر في أوساط المتداولين، ولعل أشهرها تكراراً منذ فترة ليست بالقصيرة إشاعة بيع الحكومة لحصصها في الأسهم وهو الأمر الذي لا يتوقع حدوثة دون إعلان رسمي، أو تلك الأسطوانة المشروخة عن تعطل أنظمة البنوك، والإشاعة الأسبوعية بإيقاف أحد المضاربين وغيرها من الإشاعات. الغريب أن كثيراً من الإشاعات تتكرر بشكل دوري شهرياً أو أسبوعياً ومع ذلك لا تفقد تألقها وبريقها رغم عدم حصولها على أرض الواقع، مثل إشاعة تقسيم السوق التي بدأت منذ سنتين تقريباً ولم يخبو ضؤوها إلى اليوم في جميع أسواق المال العالمية يتحكم بتحركات السوق ارتفاعاً وانخفاضاً معياران، المعيار المالي الأساسي، والمعيار الفني وبدرجة معقولة يمكن تقبلها وتلعب الإشاعات دوراً ضعيفاً.. لكن السوق السعودي وللأسف (أكبر أسواق الشرق الأوسط) أضاف معياراً ثالثاً وفعالاً لتلك المعايير، ألا وهو معيار الإشاعة.

بعض المتداولين أرجع الانسياق وراء تلك الإشاعات لانعدام الشفافية، لأن بعض الشائعات صدقت حتى وان كذب أكثرها، وأن المثل القائل: (لا يوجد دخان من دون نار) ينطبق تماماً على واقع سوقنا، ويرون أن الحل الوحيد للقضاء عليها هو تطبيق الشفافية بحذافيرها، لأن سيادة الشفافية تسد كل طريق للشائعة، فهل تجد هيئة السوق المالية حلاً ناجعاً لتلك المعضلة التي تفتك بالسوق أم أنها تكتفي بالشعار الإعلاني (لا تكن وعاء للشائعات بل واعيا لها).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد